شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

ننشر حوار وزير خارجية الإنقلاب مع صحيفة سويسرية

ننشر حوار وزير خارجية الإنقلاب مع صحيفة سويسرية
  الصحيفة : لقد كان أهم أهداف ثورة يناير هو إنهاء حكم العسكر في مصر حيث يسيطر العسكريون...

 

الصحيفة : لقد كان أهم أهداف ثورة يناير هو إنهاء حكم العسكر في مصر حيث يسيطر العسكريون علي مقاليد الأمور في مصر منذ عقود فهل بالرغم من ذلك سيتم إنتخاب المشير عبد الفتاح السيسي رئيساً للبلاد؟

 

فهمي : أي حاكم لمصر يعتقد أنه قادر علي تجاهل إرادة الشعب مخطئ وقد كانت مطالب كلا الثورتين واحدة وهي أن الشعب يريد ضمانة لمستقبله وعندما لاح خطر الفوضي تدخل الجيش في المرتين.

 

الصحيفة : والآن يريد الجيش أن يدفع بأحد رجاله عبد الفتاح السيسي ليكون رئيساً؟

 

فهمي : بالطبع السيسي له خلفية عسكرية لكنه ذو شعبية كبيرة ومحبوب وقد ينعكس ذلك في المعركة الإنتخابية وهي المعركة التي يجب أن تكون معركة إنتخابية حقيقية بمرشحين منافسين أقوياء ونقاش مفتوح حول مستقبل مصر.

 

 

الصحيفة : لكن تأثير الجيش في السياسة لا يزال هائلاً والدستور الجديد يسمح للجيش بإختيار وزير الدفاع من بين من يختارهم الجيش نفسه.

 

فهمي : جميع النقاط الخاصة بوضع الجيش الخاص في الدستور هي مواد إنتقالية ومحددة بفترة زمنية فمثلاً مسألة تعيين وزير الدفاع مرهونة فقط بفترتين رئاسيتين ونفس الأمر فيما يخص المحاكمات العسكرية للمدنيين.

 

الصحيفة : كيف لمعركة إنتخابية أن تكون نزيهة إذا كان أحد المرشحين بطلاً قومياً مدعوماً من القوات المسلحة؟

 

فهمي : ليست جريمة أن يكون المرء بطلاً قومياً ودعوني أعترف أن المهمة صعبة جداً علي منافس السيسي في تلك المعركة لكن سياسياً كل مرشح لديه فرصة في الفوز. أهم شيئ هو إقتناع المصريين بأن العملية الإنتخابية ذات مصداقية ومطابقة للدستور والجميع يعلمون أن الرئيس القادم سوف تكون له نفس الصلاحيات التي كانت مع سابقه.

 

الصحيفة : هل السيسي هو الرجل المناسب الذي يمكنه جمع شمل المجتمع المصري المنقسم ؟

 

فهمي : إذا فاز السيسي بالرئاسة فهذا أول ما يجب عليه البدء فيه.

 

الصحيفة : هذه ليست إجابة بنعم؟

 

فهمي : المشير يتمتع بقبول وشعبية هائلة بين المواطنيين.

 

الصحيفة : لكن ذلك القبول وتلك الشعبية في معسكر واحد.

 

فهمي : لكنه المعسكر الأكبر بالإضافة إلي إنتماء السيسي للجيش وهي المؤسسة التي تعتمد علي الأحداث والوقائع أكثر من إعتمادها علي الأيدلوجيات وأنا علي قناعة تامة بأن المشير السيسي قادر علي توحيد مصر وجمع شمل المصريين من جديد.

 

الصحيفة : هل يمكن للسيسي أن يكسب الإسلاميين ؟

 

فهمي : المعارضة المسلحة هي من يجب عليها أن تقرر فمن يتبني العنف سوف لن يكون له مكان في أي عملية سياسية ويمكن للإسلاميين السلميين أن يصبحوا جزءاً من مصر وليعلم الجميع أن وجه مصر المستقبل سيكون مختلفاً ربما ليس كما أراه أنا لكنه لن يكون إسلامياً محضاً وسياسة (إما ..أو) لم تعد ذات نفع الآن وأنا شخصياً أتقابل كثيراً مع إسلاميين وتدريجياً سأتعود عليهم حيث أنني لم أكن أعرفهم من قبل.

 

الصحيفة : كيف هذا؟ الإسلاميون في مصر موجودون منذ 80 عاماً.

 

فهمي : ببساطة لم يكن بيننا من قبل ما نقوم به سوياً فقد كانوا محظورين وكانت المخابرات وحدها هي من تتولي أمرهم وهم أيضاً لا يعرفونني وربما يعتبرونني ليبرالي مجنون لكن عليهم الآن أن يتعودوا عليّ.

 

الصحيفة : في الماضي كانت الولايات المتحدة هي الشريك الأهم بالنسبة لكم يليها الأوروبيون فهل أصبح السعوديون والإماراتيون أهم بالنسبة لكم الآن؟

 

فهمي : بكل تأكيد لابد للمرء من البحث دائماً عن أصدقاء جدد ولكن الأصدقاء القدامي والجدد عليهم أن يدركوا ما حدث في مصر. أذكروا لي دولة واحدة قامت بثورتين في أقل من 3 سنوات. لا يوجد . مجتمعنا المصري يبحث عن ذاته. فهل وجد مجتمعنا ما يبحث عنه؟ بالطبع لا وإلا لو وجد شعبنا ما يبحث عنه ما وقع عنف في الشوارع وما قمنا بإستفتاء علي دستور جديد وما كنا سنجري إنتخابات رئاسية وبرلمانية هذا العام. فهل فاجئنا أصدقائنا في الغرب؟ بكل تأكيد.

 

الصحيفة : هل تقصد أن مصر لا تقبل أن تتعلم من أحد ما يجب عليها فعله؟

 

فهمي : في الغرب يعتقدون أنهم يعرفون كل شيئ أكثر من أي أحد. ولدي الغرب مشكلة في المقارنة الأخلاقية بين الإرهاب وعنف الشرطة في مواجهته حتي إذا تم تفجير كنيسة من الكنائس ساعتها تجد الغرب يقول : نعم نحن ندين ذلك لكن علي الشرطة ضبط النفس. من الذي أعطي الغرب الحق في تقرير ذلك؟

أنا أكون سعيد عندما يناقشني أحد في ذلك لكن علي الجميع أن يحترموا كوننا نعمل علي نظام ديموقراطي جديد وخبراتنا السابقة هي من تحدد قراراتنا. نحن لا نعيد إنتاج العجلة من جديد لكن التحديّات التي نواجهها بالغة التعقيد.

 

الصحيفة : الغرب يعنيه في المقام الأول إنخراط كل فصائل المجتمع في العملية السياسية بمن فيهم الإسلاميين.

 

فهمي : من قال لكم أن العلمانيين وحدهم من يتصدرون المشهد؟ لدينا حزب النور السلفي والذي وقف مع الدستور وأيّده. مالذي يمنع بقية الإسلاميين سواء جماعات أو أحزاب من المشاركة؟

الرئيس المؤقت عدلي منضور قال بأن كل مصري لم تلطخ يده بالدماء ويحترم الدستور يمكنه المشاركة في الإنتخابات ما عدا جماعة الإخوان المسلمين والتي بحكم كونها منظمة إرهابية لا يمكنها المشاركة.

 

الصحيفة : مصر علي حافة الإنهيار الإقتصادي وأنتم تعيشون الآن علي أموال السعودية ودول الخليج .إذا الإقتصاد المصري لم ينهض فإن الشعب سوف يخرج للتظاهر والإحتجاج حتي وإن كان البطل القومي عبد الفتاح السيسي هو الرئيس.

 

فهمي : إقتصاد مصر الشعبي الذي لم ينمو في خلال 3 أعوام سوي بما يقارب 1% فقط لا يمكنه النهوض في ظل نمو سكاني بمقدار مليون نسمة كل 9 شهور. لكن حتي لو كان لدينا سياسة إقتصادية متفائلة فإن هذه السياسة لن تتحقق في ظل غياب الأمن الداخلي في البلاد. لأنه فقط مع تحقيق الأمن سوف تنتعش السياحة من جديد والتي تمثل 15% من دخلنا القومي ساعتها سنتمكن من جذب مزيد من الإستثمارات.

لذلك فإن الدولة ستواجه الإرهاب بكل شدة وحزم في إطار القانون. فهل يجب علينا أن نكون  لطفاء ومتسامحين مع مجموعة تدعو للعنف؟

 

الصحيفة : الناس يريدون حماية من الإرهاب لكنهم لا يريدون قمعاً من الشرطة مرة أخري فحتي النشطاء الشباب باتوا يشعرون بالتهديد الآن في مصر وبعض منهم بالفعل داخل المعتقلات.

 

فهمي : علينا أن نعطي الناس إحساساً بأن الأمور تجري في الإتجاه الصحيح وأن كل مواطن ملتزم بالقانون يمكنه ألا يشعر بالخوف بغض النظر عن توجهاته السياسية.

 

الصحيفة : فقدت مصر علي مدار سنوات وزنها ومكانتها علي صعيد السياسة الخارجية. هل يمكن لمصر أن تستعيد دورها القيادي عربياً وإسلامياً وأفريقياً مرة أخري؟

 

فهمي : هناك حكمة مأثورة تقول أن السياسة الخارجية القوية تحتاج أوضاع داخلية مستقرة ولقد زرت الصين وكوريا الجنوبية والسنغال وأوغندا وبوروندي وبعض الدول الأوروبية من أجل توسيع نطاق خياراتنا الدبلوماسية وفي كل تلك الدول كان يقال لنا أن الجميع يريد أن تستعيد مصر دورها البارز إقليمياً من جديد حيث كانت مصر قوةً تدعم الإستقرار في المنطقة.

 

الصحيفة : كيف يمكنكم تحقيق ذلك؟

 

فهمي : أنا أعوّل علي قوة مصر في إتخاذ قرارات مستقلة وهذا لا يعني أن تنعزل مصر عن العالم ولكن أن يكون لديها خياراتها فمصر تمتد جغرافياً بين قارتين وتطل علي بحرين وتتحكم في مضيقين كما أننا نستورد أغلب موادنا الغذائية وأغلب أسلحتنا وأغلب منتجات توليد الطاقة حتي المياه تأتينا من الخارج وهذا مصيرنا وقدرنا الذي يجعلنا جزءاً من المجتمع الدولي. أما متي تستعيد بلادنا دورها التاريخي من جديد؟ فإجابته أنني لا أستهين بالمصريين وقدرتهم علي تحقيق ذلك.

 

الصحيفة : أنتم تتحدثون عن تنويع في السياسة الخارجية فهل معني ذلك أنكم من الممكن أن تشتروا دبابات وطائرات من روسيا علي سبيل المثال؟

 

فهمي : ولمَ لا؟

 

الصحيفة : هل بدأتم بالفعل التفاوض بهذا الشأن؟

 

فهمي : نحن لم نتوقف أبداً عن التواصل والتحدث مع الروس بالرغم من علاقتنا مع الولايات المتحدة فمالذي يمنعنا من التفاوض مع الروس والصينيين والألمان؟ المسألة ليس الهدف منها إغضاب الأمريكيين منا بقدر ما هي ضرورة أُجبرنا عليها.

 

الصحيفة : شبه جزيرة سيناء خارج السيطرة الآن فالجهاديون والمهربون وحركة حماس الإسلامية الأصولية في قطاع غزة جميعهم يلعبون في سيناء هل لازالت القاهرة قادرة علي ضمان إتفاقية السلام مع إسرائيل في ظل هذا المشهد؟

 

فهمي : لابد أن ننهي هذا العنف في سيناء لأنه موجه ضد مصر وليس ضد إسرائيل وعندما نحكم سيطرتنا علي الوضع الأمني في البلاد فإننا سنسيطر بالتالي علي سيناء.

في السنوات العشر الأخيرة تعاملت الحكومات المصرية مع سيناء بشيئ من اللامبالاة وهو ما سمح للعديد من القوي بحماية مصالحهم في سيناء . بعض تلك القوي لديها علاقات بحماس وبعضها علي علاقة بإرهابيين دوليين أو مجرمين وسوف نقوم بإنهاء ذلك كله لكن هذا يحتاج بعض الوقت. وإذا أرادت حماس التعاون معنا فسنتعاون بدورنا معها أؤكد أنه لا يوجد أي نقاش حول إنسحاب مصر من إتفاقية السلام مع إسرائيل.

 

الصحيفة : ماهي تطلعات المشير عبد الفتاح السيسي فيما يخص السياسة الخارجية؟

 

فهمي : السيسي يؤمن بالقومية لكنه يعرف أننا لا نعيش معزولين عن بقية العالم وعلي أي رئيس قادم أن يعمل علي تقوية سياسة خارجية دولية وثنائية نشطة تنبع من علاقاتنا بالعالم العربي وعلاقتنا بأفريقيا.

 

الصحيفة : هل لديكم ما تقدمونه للأوروبيين بشكل عملي؟ مثلاً أزمة مؤسسة كونراد أديناور والذي لاتزال محظورة في مصر.

 

فهمي : هذه القضية يقوم القضاء بحلها والحكومة لايمكنها إتخاذ قرار بهذا الصدد دون إنتظار حكم القضاء ويجب أن يتم تعديل قانون جمعيات المجتمع المدني لكننا أمام إستحقاقين إنتخابيين وحتي إصدار عفو عن المتهمين في قضية التمويل الأجنبي والتابعين للمؤسسة لن يصدر سوي بعد حكم المحكمة.

 

للاطلاع على الحوار في لغته الأصلية 

 

 

 

 

 

 

 

 

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023