مع مرور كل ساعة تضع الشركة الهولندية حجرا جديدا لاستكمال سد النهضة في إثيوبيا الذي يهدد مستقبل مصر، حيث تقف حكومة الانقلاب أمام مؤامرة "السد"، التي اتضحت معالهما بعد تعنت الجانب الإثيوبي الذي أكد أنه لا تفاوض حول التراجع عن بناء السد، وعاد وزير الري بحكومة الإنقلاب دون أي جديد معلنا رفض الحكومة الإثيويبية التفاوض مما يشكل خطر لابد من مواجهته.
من ناحية آخر يستكمل الإعلام المصري الموالي للإنقلاب، مسلسل مدح وتعظيم عبد الفتاح السيسي قائد الانقلاب العسكري، و التمجيد في شخصيته، والعمل على تأهية كل الظروف لصالح ترشحه للإنتخابات الرئاسية، والتشويه المستمر في الثوار، عكس ما كانوا عليه في عهد الرئيس مرسي باتهامه بأنه لم يتحرك لمواجهة بناء السد.
وسبق وأكدت اللجنة الثلاثية إنه سيحتجز 74 مليار متر مكعب، وهو ما يفوق حصة مصر من المياه البالغة 55,5 مليار متر مكعب سنويًا، فإذا احتُجزت المياه كاملةً لملء مخزون السد فسيؤدي هذا إلى نقص طاقة السد العالي بنحو 25 إلى 40%، فينتج عنه ظلام دامس في محافظات الصعيد، وتصحر حوالي 5 ملايين فدان، وارتفاع الملوحة في الدلتا عند مصب النيل.
واكد خبراء مياه أنه في حالة انهيار سدود السودان الثلاثة الروصيرص، ومروي، وسنار، ستختفي مدينة الخرطوم عن الوجود تماماً، كما ستندفع المياه بسرعة جنونية لتصل السد العالي في أقل من 18 يوماً، علماً بأن متانة سد النهضة في تصميمه لا تزيد عن درجة واحد من تسع درجات ممكنة حسب قول الخبراء.
وأكد محمد عبد المطلب وزير الرى والموارد المائية، في تصريحات أخيرة بعد فشل زيارته لإثيوبيا الأخيرة، أن الجانب الإثيوبي يرفض بكل الأشكال التفاوض وكل الإقتراحات، مضيفا أن حصة المياه تكفى مصر بالكاد.
كما حذر الدكتور محمد إبراهيم وزير الآثار بحكومة الانقلاب من خطورة بناء سد النهضة الإثيوبي علي الآثار المصرية، مؤكداً أنه يتسبب في انهيار عدد من المعابد الأثرية وتدميرها بسبب انخفاض منسوب المياه، وما يصاحب بناء السد من هزات أرضية عنيفة تصل إلي الأقصر وأسوان مرورا بالسودان، وأكد "إبراهيم" أن سد النهضة يُبني علي غير شرعية دولية وإثيوبيا تستغل الظروف السياسية التي تمر بها مصر وتوتر علاقتها مع بعض دول الجوار لإتمام السد دون وجه حق.
وقال الدكتور محمد نصر علام، وزير الرى والموارد المائية الأسبق، إن بناء "سد النهضة" الإثيوبى سينتج عنه أضرار كثيرة للسودان منها خطر انهيار السد ذاته، مضيفًا "بناء النهضة يؤثر على نصف حصة الخرطوم من مياه نهر النيل".
وأضاف، أن القاهرة فوجئت بتصرفات السودان المنفردة تجاه الأزمة مع إثيوبيا وكذلك عدم الاحترام للاتفاقيات بين البلدين عام 1959، لافتًا إلى أن بناء سد النهضة سيدمر الثروة السمكية فى مصر وسيزيد فى تآكل الساحل الشمالى.
وأشار وزير الرى الأسبق إلى أن آثار بناء سد النهضة سيترتب عليها نقص مياه نهر النيل الواردة إلى مصر بما يعادل 9 الى 10 مليارات متر مكعب من المياه، وكذلك عجز فى الناتج الكهربائى للسد العالى.
ويستمر الجانب السوداني صامتا امام السد، حيث أكد "علي كرتي" وزير الخارجية السوداني التزام بلاده الحياد تجاه أزمة سد النهضة الأثيوبي، نافياً ما يتردَّد عن تعاطف الخرطوم مع أي طرف. ورأى "كرتي"، في تصريح لصحيفة سودان تريبيون السودانية الناطقة بالانجليزية، أن الخلافات العالقة بين أثيوبيا ومصر لن تتم معالجتها عبر الصراخ الإعلامي والنظرة الدونية للآخرين .