صوت مجلس الأمن الدولي بالإجماع على قرار يطالب برفع الحصار عن المدن السورية ووقف الهجمات والغارات على المدنيين، وتسهيل دخول القوافل الإنسانية.
ودعا القرار "جميع الأطراف إلى الرفع الفوري للحصار عن المناطق المأهولة" وبينها حمص ومخيم اليرموك الفلسطيني ومنطقة الغوطة في ضواحي العاصمة دمشق. واعتبر أن "تجويع المدنيين تكتيك حربي تحظره القوانين الإنسانية الدولية".
كما طلب مجلس الأمن في قراره "من كل الأطراف التوقف على الفور عن شن أي هجوم على المدنيين، ووقف القصف الجوي "وخصوصا استخدام البراميل المتفجرة"، في إشارة مباشرة إلى النظام.
وحث القرار كل الأطراف -وخصوصا السلطات السورية- على السماح دون تأخير بالدخول السريع لوكالات الأمم المتحدة وشركائها "وحتى عبر خطوط الجبهة وعبر الحدود".
وتطالب الوكالات الإنسانية منذ فترة طويلة بالسماح لها بالدخول عبر الحدود السورية من العراق وتركيا دون المرور بدمشق، الأمر الذي ما تزال السلطات السورية ترفضه حتى الآن.
"حماية السكان"
ومع أن مطالب مجلس الأمن موجهة إلى كل الأطراف، فإنها تستهدف بشكل خاص الحكومة السورية التي تم تذكيرها بأنها تتحمل مسؤولية حماية سكانها المدنيين.
ولإرضاء موسكو، ندد قرار مجلس الأمن "بزيادة الهجمات الإرهابية" في سوريا.
وبعد تهديد باستخدام الفيتو وافقت روسيا على مشروع القرار الذي قدمته أستراليا ولوكسمبورغ والأردن بدعم من بريطانيا والولايات المتحدة.
ولم يتضمن القرار إمكانية فرض عقوبات بشكل آلي، إلا أنه يترك الباب مفتوحا أمام التحرك لاحقا بحق المخالفين.
وبناء على اقتراح من الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" سيكون بإمكان مجلس الأمن "اتخاذ إجراءات إضافية في حال عدم تطبيق هذا القرار"، إلا أنه في هذه الحالة سيكون مجلس الأمن بحاجة إلى قرار جديد مع موافقة روسيا.
وقد رحب "بان" بالقرار، وقال إنه يمكن أن يخفف بعض المعاناة إذا طبق بسرعة وبحسن نية.
لكن دبلوماسيين شككوا في فاعلية القرار الذي حمل الرقم 2139 في ظل غياب عقوبات لإجبار النظام السوري على إدخال المساعدات الإنسانية.
وسبق أن أصدر مجلس الأمن قرارا يوم 2 أكتوبر 2013 يطالب بدخول آمن للمساعدات الإنسانية إلى سوريا، إلا أنه بقي حبرا على ورق.
"قضية اللاجئين"
وفي سياق متصل، دعا المتحدث باسم مفوضية شؤون اللاجئين دان ماكنورتن المجتمع الدولي إلى مواصلة تقديم حلول طويلة الأمد للاجئين السوريين.
وقال ماكنورتن في تصريحات للصحفيين أمس الجمعة، إن السوريين بحاجة ماسة إلى المساعدة كجزء من خطة لحالات الطوارئ، عبر إعادة توطين مائة ألف سوري بحلول عامي 2015 و2016.
من جهته, قال الدبلوماسي السوري السابق "حسام الحافظ" للجزيرة إن المجتمع الدولي فشل سياسيا وإنسانيا في سوريا بعد تخلّيه عن واجبه الأخلاقي إزاء اللاجئين، على حد قوله.
وفر في الأسبوعين الماضيين آلاف السوريين من منطقة القلمون شمال غرب دمشق إلى مدينة عرسال اللبنانية مع بدء هجوم للقوات النظامية على مدينة يبرود.
وارتفع عدد اللاجئين السوريين بلبنان إلى نحو مليون لاجئ, بينما تؤوي تركيا أكثر من ستمائة ألف.
كما فرّ آلاف الأشخاص من مدينة حلب السورية في الأسابيع القليلة الماضية فقط، هربا من البراميل المتفجرة والقذائف والقصف المستمر.