رغم كونه فيلما إيرانيا تم إنتاجه قبل أكثر من عامين، إلا أنه يلاقي مؤخرا تفاعلاً وتجاوبا كبيرا بين مصريين معارضين للسلطات الحالية، واعتبروه "يمثل واقعهم الحالي في الإعلام والسياسية، عن طريق قلب الحقائق والتسليم بأمور غير صحيحة تحت وطأة القوة".
هذا ما يمثله الفيلم الإيراني (2+2=5) الذي تم انتاجه في أغسطس 2011، ليكشف "كيف يمكن للأنظمة التي يصفها بالمستبدة أن تزيف وعي الناس ويغير قناعاتهم حتى عن أبسط الأمور البديهية"، بحسب وصف الفيلم على موقع التواصل الاجتماعي يوتيوب.
وحسب وكالة الأناضول فان الفيلم الذي صور مدرس رياضيات يعلم تلاميذه أن (2+2=5)، ويرفض أي اعتراضات من الطلاب، حتى وإن اضطر إلى نهرهم وقتلهم، وهو ما يستجيب له أغلبية الطلاب، ولكن طالبا واحدا فقط يرفض ذلك ويصر على عدم تزييف الحقائق.
والفيلم من تأليف وإنتاج وإخراج الفنان الإيراني باباك أنفاري، وبطولة الممثل الإيراني بيجان دانشمند وتم ترشيحه لجائزة أحسن فيلم قصير في مهرجان "بافتا" البريطاني الدولي العام الماضي.
ويقول منتج فني متخصص في الأفلام التسجيلية، طلب عدم ذكر اسمه، إن "أحداث الفيلم تنطبق تماما على الواقع الذى تعيشه مصر بعد 3 يوليو والتي أطاحت بأول رئيس مدني منتخب".
ويضيف "فكرة الفيلم هي سر عبقريته، لأنها في غاية من البساطة والوضوح والتمركز حول الحكم الجبري غير الديمقراطي الذي لا يعترف بالحوار أو الحلول سوى الأمنية منها فقط".
وبحسب المنتج فإن "الفيلم يتلامس بشدة مع الواقع المصري من خلال شخصية القائد الذي لا يظهر في الصورة ولكن الجميع ينفذ تعليماته؛ أما الشعب فهو ما بين طليعة ثورية تجهر برأيها المعارض كالطالب بطل الفيلم، وبين مؤيدين لما يعتبروه استقرارا ينهرون هذا الطالب على فعلته، وآخرين لا يعبؤون بكل ما يجري من حولهم".
ويشير إلى أن الفيلم "يعرض نموذجا لرافضي الحكم غير الديمقراطي ولكنه لا يجهر بمعارضته ويكتفي بتدوينها بين أوراق دفاتره".