بعد اندلاع الانقلاب العسكري ظهرت العديد من الحركات المناهضة له، ولكن كانت الأبرز على الإطلاق هي الحركات الشبابية.
طلاب ضد الانقلاب.. صداعٌ يؤرق نوم الانقلابيين، يتقدمون في الصفوف الأولى المناهضة للانقلاب؛ ليبنوا بأصواتهم ونضالهم مستقبلهم المنشود.
تحت شعار "مبادئ لا انتماءات.. ثورة لا سياسة.. يسقط حكم العسكر"، أنشأت الحركة، وإذا حاولت أن تبحث عن مكانٍ لها ستجد نفسك تجوب كل الجامعات المصرية.
طلابٌ فقدوا أصدقائهم أمام أعينهم أثناء تظاهراتهم، يملأ الإصرار والتحدي قلوبهم.
منذ قديم الأزل والجامعات هي النبض الحي للحركات الثورية، فحين تولت وزارة نسيم في 14 نوفمبر 1934م استصدرت أمرًا ملكيًا بإبطال العمل بدستور 1930، إلى أن يوضع نظام دستوري جديد يحل محل دستوري 1923م و1930م
وفي 9 نوفمبر 1935 وفي قاعة "الجولدن هول" بلندن، ألقى السير صمويل هور، وزير الخارجية البريطانى، تصريحا أثار الشارع المصرى ومثل الفتيل الأول في اندلاع مظاهرات كوبرى عباس الأولى يوم 13 نوفمبر 1935م حيث صرح هور بأن دستور 1923م غير صالح للعمل به، في مصر وأن دستور 1930م ضد رغبة الأمة بالإجماع، والتهبت المشاعر بسبب هذا التصريح الذي تزامن مع الاحتفال بعيد الجهاد في 13 نوفمبر فتحول الاحتفال بهذا العيد إلى مظاهرات عارمة تندد بتصريح هور وتنادى بسقوط الحكومة، وخرج طلاب الجامعة وانضم إليهم طلاب المدارس في مظاهرة وشارك معهم طلاب مدرستى التجارة المتوسطة بالجيزة والسعيدية، هاتفين ضد تصريح هور وإنجلترا ومنادين بسقوط الحكومة، وحدث صدام بين البوليس والطلاب عندما حاولوا اجتياز كوبرى عباس، وأطلق البوليس النار على الذين عبروه، وسقط عدد من الجرحى والشهداء، وكان منهم محمد عبدالمجيد مرسي، الطالب بكلية الزراعة وطالب الآداب محمد عبدالحكم الجراحى.
وتجددت المظاهرات واستشهد الطالب على طه عفيفى في 17 نوفمبر، ثم قام هور بإلقاء خطاب يخفف فيه من تصريحه السابق، وتحت ضغط الحركة الطلابية استجاب الرأي العام وأعلن أن يوم 21 نوفمبر 1935 سيكون إضرابًا عامًا.
وفي 16 فبراير أغلقت المحال العامة في الأحياء الوطنية الأحياء التي يسكنها أغلبية من المصريين احتجاجًا على الحوادث وحدادًا على القتلى وقامت مظاهرة في حي الأزهر.
وأسفر ذلك عن احتجاجات واسعة على مستوى الجمهورية ليبدأ يوم 21 فبراير 1946 الإضراب العام من طلاب مصر ضد سلطات الاحتلال البريطاني ردًا على أحداث 9 فبراير، حيث أدى الإضراب إلى التحام الطلاب مع القوات البريطانية في ميدان التحرير التي فتحت النار عليهم فقام الطلاب بحرق أحد المعسكرات البريطانية، وامتدت الثورة الطلابية إلى أسيوط جنوبًا والإسكندرية شمالًا، وأسفرت تلك الأحداث عن 28 قتيلًا و432 جريحًا.
وبعد أكثر من 80 عامًا عادت مجددًا التظاهرات والإضرابات داخل الجامعات المصرية، وكان أبرزهم على الإطلاق جامعتي القاهرة والأزهر، واصل طلاب ضد الانقلاب مع قيام الانقلاب العسكري نضالهم في الجامعات بهدف كسر الانقلاب العسكري.