شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

في ذكري المؤسس .. الانقلاب والصهيانة : “حماس ارهابية”

في ذكري المؤسس .. الانقلاب والصهيانة : “حماس ارهابية”
بالتزامن مع ذكري استشهاده توحدت لأول مرة مواقع التواصل الاجتماعي في مصر علي تأبين بطل من أبطال المقاومة الفلسطينية ضد...

بالتزامن مع ذكري استشهاده توحدت لأول مرة مواقع التواصل الاجتماعي في مصر علي تأبين بطل من أبطال المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الصهيوني الشيخ أحمد ياسين، وبالرغم من أن الحدث الأبرز في حياة الشيخ كان تأسيسه مع مجموعةٍ من رفاقه حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بعد خروجه من السجن ومع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية عام 1407هـ الموافق عام 1987.

إلا أن فريق من المؤيدين لواحد من أعلام الدعوة الإسلامية بفلسطين ورئيس أكبر جامعة إسلامية بها (المجمع الإسلامي في غزة) ومؤسس حركة المقاومة الإسلامية حماس وزعيمها حتى وفاته، كانوا يدافعون في الأيام القليلة الماضية، عن حكم صدر عن محكمة مصرية "بحظر أنشطة منظمة حماس داخل مصر، وما ينبثق منها من جمعيات أو جماعات، أو منظمات أو مؤسسات تتفرع منها أو منشأة بأموالها، أو تتلقى دعما منها ماليا أو نوعا من أنواع الدعم" بحسب منطوق الأمور المستعجلة .

 

الأمر الذي يطرح التساؤلات حول مؤسس الحركة ومكانته ودور "حماس" الحقيقي في الشأن العربي والإسلامي .

 

بداية محرقة 

 

ولد أحمد إسماعيل ياسين في قرية فلسطينية تسمى الجورة بعسقلان في يونيو 1936م، وهو العام الذي شهد أول ثورة مسلحة ضد النفوذ الصهيوني المتزايد داخل الأراضي الفلسطينية .    

 

التحق أحمد ياسين بمدرسة قريته الجورة الابتدائية، وواصل الدراسة بها حتى الصف الخامس، لكن النكبة التي ألمت بفلسطين وشردت أهلها عام 1948م أجبرته على الهجرة بصحبة أهله إلى غزة، وهناك تغيّرت الأحوال، وعانت الأسرة مرارة الفقر والجوع والحرمان، فكان يذهب إلى معسكرات الجيش المصري مع بعض أقرانه لأخذ ما يزيد عن حاجة الجنود ليطعموا به أهليهم وذويهم، ومن أجل ذلك ترك الدراسة لمدة عام (1949-1950م)، ليعين أسرته المكوّنة من سبعة أفراد عن طريق العمل في أحد المطاعم في غزة، ثمّ عاود الدراسة مرة أخرى .

 

بعد ذلك أكمل تعليمه في المدرسة الابتدائية – سنة 1952م – وأنهى الصف السادس الابتدائي، وكان عمره وقتها الثانية عشرة عاما، ثمّ التحق بمدرسة فلسطين ليكمل المرحلة الثانوية العامة سنة 1958م، وعمل بعدها مدرساً للغة العربية .

 

وفي السادسة عشرة من عمره تعرض أحمد ياسين لحادثة خطيرة أثرت في حياته كلها منذ ذلك الوقت، فقد أصيب بكسر في فقرات العنق أثناء لعبه مع بعض أقرانه عام 1952، وبعد 45 يوما من وضع رقبته داخل جبيرة من الجبس اتضح بعدها أنّه سيعيش بقية عمره رهين الشلل الذي أصيب به في تلك الفترة .

 

مقاومة المحتل .. والانتماء لجماعة محظورة !!

 

في فترة الخمسينات، اعتقل الشيخ من قبل الحكومة الناصرية في مصر بتهمة الانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين، وعندما كان رجالات الحركة في قطاع غزة يغادرون القطاع هرباً من بطش الحكومة كان لأحمد ياسين رأي آخر، فقد أعلن أنّ على هذه الأرض ما يستحق الحياة والجهاد، حيث تقدّم لامتحان الثانوية العامة مرة أخرى، كي يلتحق بالجامعة انتساباً، وتقدّم إلى جامعة عين شمس عام 1964م قسم اللغة الإنجليزية، وفي 1965م تقدم للامتحان، ونظراً لظروف الاعتقالات التي حدثت عام 1965م فقد حيل دون عودته إلى مصر مرة أخرى.

 

شارك وهو في العشرين من عمره في المظاهرات التي اندلعت في غزة احتجاجاً على العدوان الثلاثي الذي استهدف مصر عام 1375هـ الموافق عام 1956 وأظهر قدراتٍ خطابية وتنظيمية ملموسة، بعد هزيمة 1967م – 1386هـ التي احتل فيها الكيان الصهيوني كل الأراضي الفلسطينية بما فيها قطاع غزة .

 

واستمر ياسين في إلهاب مشاعر المصلين من فوق منبر مسجد العباسي الذي كان يخطب فيه ويجمع التبرعات والمعونات لأسر الشهداء والمعتقلين، ثم عمل رئيساً للمجمع الإسلامي بغزة،  حتي اعتقل عام 1403هـ الموافق عام 1983 بتهمة حيازة أسلحة وتشكيل تنظيمٍ عسكري والتحريض على إزالة الدولة اليهودية من الوجود، وأصدرت عليه إحدى المحاكم الصهيونية حكماً بالسجن 13 عاماً. وأفرج عنه عام 1405هـ الموافق عام 1985 في عملية تبادل للأسرى بين سلطات الكيان المحتل والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين .

 

"حماس إرهابية" .. والحبس مدي الحياة !

 

في عام 1987 ميلادية، اتفق أحمد ياسين مع مجموعة من قادة العمل الإسلامي في قطاع غزة على تكوين تنظيم إسلامي بغية تحرير فلسطين أطلقوا عليه اسم "حركة المقاومة الإسلامية" المعروفة اختصارا باسم "حماس"، بدأ دوره في حماس بالانتفاضة الفلسطينية الأولى التي اندلعت آنذاك والتي اشتهرت بانتفاضة المساجد .

 

ومع زيادة وهج الانتفاضة ، بدأت السلطات الصهيونية التفكير في وسيلة لإيقاف نشاط أحمد ياسين فداهمت بيته في أغسطس 1988 وفتشته وهددته بنفيه إلى لبنان، وعند ازدياد عمليات قتل الجنود الصهاينة ، وتصفية العملاء المتعاونين مع المحتل الصهيوني قامت سلطات الاحتلال يوم 18 مايو 1989 باعتقاله مع المئات من أعضاء وكوادر وقيادات حركة حماس.

 

 وصدر حكم يقضي بسجن ياسين مدى الحياة إضافة إلى 15 عاما أخرى عليه في يوم 16 أكتوبر 1991 وذلك بسبب تحريضه على اختطاف وقتل الجنود المحتلين وتأسيس حركة المقاومة الإسلامية حماس والتي فتحت صفحة جديدة من تاريخ الجهاد الفلسطيني المشرق, وأطلق سراحه في فجر يوم الأربعاء 1أكتوبر 1997 وأبعد إلى الأردن بعد ثمانية أعوام ونصف من الاعتقال، بتدخل شخصي من العاهل الأردني الملك حسين بن طلال، اثر عملية فاشلة قام بها الموساد لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل في عاصمة الأردن عمان، الذي دعا حسين للمطالبة بالإفراج عن ياسين مقابل إطلاق عميلي الموساد الذين أوقفا في الأردن .

 

الإقامة الجبرية  .. ومحاولات اغتيال فاشلة

 

فرضت السلطة الفلسطينية أكثر من مرة على الشيخ ياسين الإقامة الجبرية، وفي 13 يونيو 2003، أعلنت المصادر الصهيونية أن ياسين لا يتمتع بحصانة وأنه عرضة لأي عمل عسكري صهيوني .

 

وفي 6 سبتمبر 2003، تعرض لمحاولة اغتيال صهيوني عندما قامت المقاتلات من طراز F/16بإلقاء قنبلة زنة ربع طن على أحد المباني في قطاع غزّة، وكان أحمد ياسين متواجداً في شقّة داخل المبنى المستهدف مع مرافقه رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية ، فأصيب ياسين بجروح طفيفة جرّاء القصف .

 

وأعلنت الحكومة الصهيونية بعد الغارة الجوية أن أحمد ياسين كان الهدف الرئيس من العملية الجوية .

 

شهيد الفجر القعيد .. بوفاته يحيي أمة !

 

مع بلوغه الخامسة والستين من عمره، وبعد مغادرته مسجد المجمّع الإسلامي الكائن في حي الصّبرة في قطاع غزة ، وأدائه صلاة الفجر في يوم الأول من شهر صفر من عام 1425 هجرية الموافق 22 مارس من عام 2004 ميلادية وبإشراف رئيس الوزراء الصهيوني السابق ارئيل شارون، قامت مروحيات الأباتشي الصهيونية التابعة لجيش الاحتلال بإطلاق 3 صواريخ تجاهه وهو في طريقه إلى سيارته بكرسيه المتحرّك من قِبل مساعديه .

 

اغتيل ياسين في لحظتها وجُرح اثنان من أبنائه في العملية، واغتيل معه 7 من مرافقيه والمصلين، وفيما اعترض الكيان المحتل على أن يبحث مجلس الأمن قضية اغتيال أحمد ياسين بحجة أنه إرهابي، ولد ستة أطفال في قرية أحمد ياسين في يوم استشهاده وتسموا جميعاً بأحمد ياسين .

 

عم الحزن والغضب كافة أرجاء العالم العربي والإسلامي وخرج عشرات الآلاف من الفلسطينيين إلى الشوارع للمشاركة في تشييع جثمان أحمد ياسين وقد صلي عليه صلاة الغائب في عددٍ كبيرٍ من مساجد العالم،  كما نعت وأدانت آلاف الدول والمؤسسات اغتيال احمد ياسين، واعتبرت تلك الدول والمؤسسات أن استهداف جسده يعتبر جريمة حرب وتجاوزاً خطيراً، وقد تصاعدت التفاعلات في كافة البلدان العربية والإسلامية حيث تفننت كل جهة في تخليد ذكرى اغتياله .

 

أوفياء علي درب الشهداء

 

في الذكري العاشرة لاستشهاد الشيخ القعيد، والتي تتوحد الأمة العربية والإسلامية علي رثائه والإشادة بدورة في مقاومة المحتل والدفاع عن ثالث الحرمين ومسري رسول الله، يحدث فصام بين دعوات تمتدح المؤسس وتعتبره رمزاً للبطولة وتحكم بأن ما أسس إرهاباً يجب حظره والتنكيل بكل من عاونه أو أعانه بالقول أو الفعل أو التقرير .

 

حماس التي يعتبرها الانقلاب العسكري في مصر علي شاكلة الكيان الصهيوني "منظمة ارهابية" ، يؤكد فوزي برهوم الناطق باسمها بأنها "ستبقى عصية مهما بلغ التآمر عليها وعلى شعبنا والمقاومة، ورغم عظم المؤامرة والحصار والهجمة الأمنية والإعلامية من أطراف عديدة تقاطعت مع الاحتلال في أهدافها ومواقفها وباعوا ضمائرهم للشيطان وضحوا بكل منابر العزة والشرف إرضاءً لنزواتهم وأسيادهم من الصهاينة والأمريكان يخططون اليوم فيما بينهم لضرب كل حركات العزة والكرامة في المنطقة".

 

 ويضيف برهوم  في الدعوة لمهرجان “الوفاء والثبات على درب الشهداء” الذي تُنظمه “حماس” ظهر الأحد المقبل في ساحة السرايا وسط مدينة غزة، إحياءً لذكرى استشهاد مؤسسها: "سنبقى أوفياء لدماء قادتنا الشهداء ثابتون على العهد مع شعبنا مهما كلفنا الثمن ومهما بلغت التضحيات، حتى يعيش شعبنا بحرية وكرامة لأنه شعب عظيم يستحق منا كل تضحية وفداء" .

 

فيما قال رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل "ما جرى في مصر لا شك أنه أثر على حماس وأثر على غزة بشكل خاص، وزاد للأسف من الحصار على أهلنا في القطاع، مع أننا لا نتوقّع من مصر ومن الدول العربية إلاَّ الفرج والانفتاح والدعم والمساندة" .

 

مشدداً على أن "ما يجري في مصر شأن داخل لا نتدخل فيه، ونتمنى لمصر أن تخرج من محنتها، وأن يجتمع الشعب المصري بكل أطيافه وأطرافه على مصلحة مصر واستقرارها، وأن يكون الناس لحمة واحدة على الحق وبما يرضي ربنا ويرضي ضمير الشعب المصري والأمة، وأن تخرج من كبوتها إن شاء الله" ومؤكداً علي أنَّ حركته لا تحمل غِلاًّ لأحد  .

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023