شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

أطفال الشوارع ..قنبلة موقوتة تهدد الأمن القومى

أطفال الشوارع ..قنبلة موقوتة تهدد الأمن القومى
    ضحايا الفقر والجهل والظلم و أنظمة فاسده ، هم " أطفال الشوارع " عاشوا ومازالوا...
 
 
ضحايا الفقر والجهل والظلم و أنظمة فاسده ، هم " أطفال الشوارع " عاشوا ومازالوا يعيشون تحت خط الفقر، فهم فئة منسية من كل الحكومات المتعاقبة على تولى شئون البلاد ، ففى ديسمبر الماضى تناولت كافة وسائل الإعلام الأخبار عن قيام القوات المسلحة بطلب حصر أعداد أطفال الشوارع لإلحاقهم بالمدارس الفنية العسكرية ؛ لإعادة تأهيلهم ، بينما لا توجد أي خطوات فعليه نُفذت على أرض الواقع فى هذا الشأن، مازالوا يعيشون تحت خط الفقر ينامون وبطونهم خاوية تعانى الألم والجوع .
 
 
ظاهرة أطفال الشوارع أصبحت قنبلة موقوته ، تكاد تحرق مصر وتهدد الأمن القومى ، حيث تدار هذه الفئة من خلال مجموعات مغلقة أشبه بالتنظيم السرى، ووفقا لأخر الإحصائيات هناك أكثر من 3 مليون طفل فى شوارع المحروسة بلا مأوى ، كثيراً ما يطلب الخبراء فى كافة المجالات بتطوير المنظومة الإجتماعية والإقتصادية والثقافية لمواجهه الفقر والفساد والأمية ، والتصدى لظاهرة العنف التى يزج بهم فيها للتخريب لإخفاء المجرمين الحقيقين ، مستغلين حاجتهم للمال وصغر أعمارهم وضعفهم وإهمال الدولة لرعايتهم .
 
 
" من الساعة 8 الصبح بلف فى الشارع فى عزالشمس بسرح بمناديل " بنطفح الدم" لحد الساعة واحدة وبطلع فى اليومية بــ 50 جنية " هذا ما قالته ياسمين التى تبلغ من العمر 16 عام، مطُلقة ولديها طفل ،لا تعرف عن أهلها شيئا  ، تقضى يومها فى بيع المناديل بصحبة صديقتها صباح وإبنتها التى لا يتعدى عمرها عام ونصف ، لتوفير ما يكفيهم من إيجار 300 جنيه شهرياً ومياه وكهرباء ومستلزمات أطفالهم  ، تقول ياسمين " أحيانا بشيل إبنى وأسرح بيه وأحيانا بسيبه مع واحده تخلى بالها منه وأدفع لها عشرة أو عشرين جنيه ، بينما صديقتها فتحمل إبنتها معها دائماً " .
 
 
" على الله ، الله يسهلك ، الله يحنن عليكى ، إمشى يابت من هنا ، وأحياناً الضرب " هذه طرق المعاملة مع ياسمين وغيرها ممن يسرحون فى بيع المناديل و مسح السيارات ، تضيف "ياسمين" : " أى واحدة مكانى مش طالبة من ربنا غير أنها تعيش مستقرة ومرتاحة أنا زى أى بنى أدم مش عاوزة أشوف بهدلة ، هعلم إبنى وأخليه أحسن منى ، مش هخليه جاهل ولا محتاج حاجة " .
 
 
عملت ياسمين بأكثر من مكان على حد قولها ،بالبيوت وبمصنع بلاستيك ، حيث كانت تتعرض للضرب والإهانه ، وأجرها كان  لا يتعدى 450 فلا يكفيها، لكن بعملها في الشارع تكسب يومياً 50 جنيه وهذا ما دفعها للعمل بالشارع ولكنه " بهدله " على حد وصفها .
 
 
تقول آية طارق 9 سنوات ، " أمى وأبويا مطلقين ، وأنا ببيع مناديل وبمسح عربيات ، وأمى بتمشى بجدتى على كرسى متحرك ، علشان نعرف نعيش ونجيب أكل ، نفسى أسيب الشارع و أتعلم وأبقى دكتورة بس مش هعرف علشان مفيش معانا فلوس ".
 
 
أما محمد أبو زيد 17 عام ،غير متعلم ويقول أنه وجد نفسه بالشارع منذ صغره ، والده متوفى وأمه مريضه بالسكر ، يعمل لكى ينفق على والدته و إخوته الثلاثة البنات ،يقول : " أنا 24 ساعة فى الشارع بمسح عربيات وأحياناً ببيع مناديل لو جبت فلوس بروح ولو مفيش بنام فى الشارع ، كنت الأول بشتغل فى ورشة صاحبها طردنى علشان الحال واقف ، ونفسى البلد يتصلح حالها علشان نعرف نأكل عيش ، مضيفاً انه يشرب السجاير فقط ، لكن هناك بعض الأطفال بيشربوا مخدرات وبيشموا كولا وبيشدوا شنط "
 

تقول د. فاتن محمد شريف ، أستاذ علم الإجتماع بكلية الأداب جامعة المنصورة ، أن السبب وراء لجوء الأطفال إلى الشارع يرجع إلى فقدان الأب أو الأم أو بسبب الهجر أو الموت أو الطلاق وكذلك سوء الظروف الإجتماعية والإقتصادية ، وخطورة تواجدهم بالشارع تتمثل فى الإنحرافات الخلقية والسلوكية منها التسول والسرقة والعنف ، وممارسة بعض الأعمال الهامشية مثل البيع فى الطرقات وإشارات المرور وغير ذلك .
 
 
و يشير الدكتور محمد عسكر ، أستاذ علم الإجتماع بكلية الأداب جامعة المنصورة ،أن حلول ظاهرة أطفال الشوارع بسيطة ولكنها فى حاجة للتنفيذ ،وذلك عن طريق المجتمعات الأهلية فيجب أن يفعّل دورها ،وإبراز أهميتها فى مجال رعاية أطفال الشوارع ،بالإضافة إلى إبراز دور المؤسسة الحكومية ، من أجل تغيير الأوضاع المادية والسلوكية والنفسية لهؤلاء الأطفال والعمل على إعادة تكيفهم فى المجتمع والإستفادة منهم من خلال إعداد برامج متكاملة لمواجهة إحتياجاتهم وإشباعها .
 
 
ويؤكد " عسكر " على ضرورة تغيير النظرة إلى طفل الشارع و إعتباره مواطناً فعالاً وصالحاً ،ومن ثم إعادة دمجه فى المجتمع الأمر الذى يؤدى إلى تغيير صورة الطفل لذاته ويعيد إليه ثقته بنفسه والتخفيف من نظرته العدائيه للأخريين والمجتمع .
 
 
 
 


تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023