شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

هل يحق إنشاء أحزاب ذات توجه دولي أو ديني في دولة علمانية؟

هل يحق إنشاء أحزاب ذات توجه دولي أو ديني في دولة علمانية؟
  "المجتمع الإسلامي كان مجتمعاً مبنياً على رابطة العقيدة ، أناس من فرس وعرب وروم وعرقيات مختلفة...
 
"المجتمع الإسلامي كان مجتمعاً مبنياً على رابطة العقيدة ، أناس من فرس وعرب وروم وعرقيات مختلفة وحدتها العقيدة الإسلامية وذابت فيها كل الفروق والاختلافات وكان الناس فيها سواسية كأسنان المشط." مجهول.
 
 
وعلى ذلك فإن الذين يتغنون اليوم بفصل الدين عن الدولة، و يلومون أحزابا لأنها تحمل توجه عابر للدولة، أو توجها "عالميا"، و من ثم يقولون بحظر تلك الأحزاب صاحبة الفكر "الدولي" ،هم أنفسهم من لا يجدون غضاضة في الحديث و التباهي بأوروبا التي بها أحزاب كما قال
 
د. ياسر نجم تقوم بدعم الانضمام للاتحاد الأوروبي و هو كيان دولي جغرافي و إقتصادي و سياسي و عسكري، و أخرين يدعمون الإنفصال عنه، ولذلك تقوم الحروب بينهم لم الحرب على أوكرانيا؟!
 
 
و آخرين يدعمون الناتو و غيرهم ضده وهو تحالف دولي أيضا.
 
 
بل إنهم نفس القومالذين يدعمون الفكر "الناصري" و هو في قلبه و صميمه فكر عابر للحدود للقومية العروبية. 
 
 
أي أن فكرة وجود أحزاب و جماعات ذات فكر و توجه إقليمي أو دولي فكرة متأصلة أصلا في الفكر الجمعي لكل الأمم، إلا مشاهدي التلفزيون المصري أو العربي.
 
 
ولو جادلت بأن الدين لم يتم تنحيته للجانب "الأخلاقي" وفقط في أوروبا، و أن دولة مثل رومانيا متأخرة، أو دولة مثل بولندا التي لم تستطع عملتها اللحاق بالإتحاد الأوروبي بإمكانهم الانضمام فورا للإتحاد الأوروبي ، ولا يمكن لدولة مثل تركيا الصاعدة بتميز و التي التزمت بالمنظومة الأخلاقية العلمانية سياسيا و ربما مجتمعيا، فإنها لا تلحق بالركب الأوروبي ولا ترضى فرنسا قبولها ضمنهم لأنها "مسلمة"، و كذلك دول البلقان المسلمة يكفي أن تشاهد كيف تم تقسيم تلك المنطقة جغرافيا لتفهم.
 
 
إن تنحية الدين من الصراع، من العبث بمكان.
 
 
و إن أولئك الذين يقولون بماهية "الشريعة" و أنها خلاف إسلامي-إسلامي، هم أنفسهم الذين إن سألتهم:
أذكر شيئا واحدا يتفق عليه المسلمين و يتفقون أنه فرض ديني وواجب على دولة المسلمين و لنقم به، ثم إن قالوا بالزكاة مثلا فأين نحن منها؟! 
 
 
و الزكاة أحكامها ثابتة و متفق عليها بل إن حروب "الردة" في أغلبها كانت على أولئك الذين منعوا "الزكاة" ، و إذا كنا متفقين أن ترك فرض "الزكاة" عن جماعة المسلمين و دولتهم (ولو كرهت الأقلية الديمقراطية التي لا تدفع الزكاة أصلا) هو في أصل "الردة" عن الدين كله و التي قامت عليها الحرب ، فأين الإختلاف على الأقل في ذلك؟ لماذا لا تدافع عن تنفيذ ما اتفق الناس جميعهم عليه ؟!
 
وعليه:
من حق أي مواطن إنشاء حزب على أساس عابر للقومية و الحدود، أسوة بأقرانه الغربيين.
 
 
 
تنحية الدين من المشهد، تنفع فقط لمروجيها على التلفزيون، ولكن الأمر ليس كذلك في كل تلك البلاد التي تقحمها قصرا في تحالفاتها الدولية و في أسماء أحزابها المحلية (كالحزب المسيحي الديمقراطي بهولندا و ألمانيا مثلا، و ك معارضة فرنسا لانضمام تركيا المسلمة للاتحاد الأوروبي).
 

وأن الدين الإسلامي في أصله دين لا يعترف بالعرق و لا باللون و لا بالدولة و لا بالخطوط على الأرض ولا حتى بمفهوم الوطن الضيق، فإنتماء العقيدة يعلو ليمحو كل ذلك بالعدل بين المسلمين ، و لا يظلم سكان دولتهم ، و أن طمع "المسلمين" في إمام و أرض ،هو توجه و إلتزام ديني و عقدي أصيل و ضروري، قبل أن يكون حق سياسي ، و حق سياسي، لك أن ترفضه، كما يحق لي أن أصدح به ، ولو لم يعجبك!
 
 
 
 
 
 
 
 


تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023