ويتلخص هذا السيناريو بقيام السيسي بتصفية كل شركائه في الانقلاب الدموي الذي قام به الواحد تلو الآخر كما يفعل كل العسكر في انقلاباتهم حتى يكون الحاكم المطلق. هذا ما فعله عبد الناصر مع أعضاء مجلس قيادة الثورة الذين لم يبق منهم في النهاية حوله سوى حسين الشافعي، وأنور السادات، وكذلك فعله كنعان إيفرين في تركيا، ومشرف في باكستان، وكل من قام بانقلاب عسكري في أي مكان، ويمكن إيجاز هذا السيناريو الأسود في المراحل التالية:
أولا: صدقي صبحي الشخصية الدموية الثانية الذي عين وزيرا للدفاع خلفا للسيسي لمدة لن تتجاوز الانتخابات الرئاسية ثم يطيح به السيسي إلى وظيفة مدنية أو إلى بيته. أما محمود حجازي مدير المخابرات الحربية وصهر السيسي وأقرب أعضاء المجلس العسكري إليه فقد تم تعيينه بالفعل رئيسا للأركان، وبالتالي يبقى عند السيسي ملف المخابرات العسكرية وأركان الجيش فيكون الجيش كله تحت سيطرته حتى يضمن عدم تحرك أي قوة من الجيش ضد طموحاته وأحلامه.
الخطوة القادمة بعد انتخابات الرئاسة سيطيح السيسي بكل أعضاء المجلس العسكري الذين ساعدوه في انقلابه وأوصلوه إلى السلطة، وسوف ينقلهم إلى وظائف مدنية من التي يديرها العسكر وتدر عليهم ملايين الجنيهات كل شهر مكافأة لهم عدا شخصين سيحتفظ بهما السيسي إلى جواره. الأول هو صهره محمود حجازي الذي سيعينه وزيرا للدفاع بسبب السلطات الواسعة لوزير الدفاع، وبالتالي تبقى سلطة الجيش تحت هيمنة السيسي عبر صهره الوفي الأمين.
والثانى هو اللواء العصار الأكثر ذكاء وتخطيطا ورجل أميركا الأول داخل المجلس العسكري، وهو أستاذ في الكلية الفنية العسكرية، وليس من راسبي الثانوية العامة مثل السيسي وشركاه.
الخطوة التالية هي تعيين مجلس عسكري جديد من ضباط يشتري السيسي ولاءهم ويغرقهم في الامتيازات المالية والسلطوية التي يحلم بها كل ضابط منذ وضع أول نجمة على كتفه، والتي عادة ما يحظى بها أعضاء المجلس العسكري ذوو الرتب الكبرى فيضمن السيسي بذلك ولاء المجلس الجديد المطلق له، ولا يكون لأي منهم فضل عليه أو شراكة سابقة معه في قيادة الانقلاب.
لن يكتفى السيسي بذلك لأنه دموي وقاتل وستكون نهايته دموية وعبرة تاريخية -بإذن الله – لذلك فإنه سيحيط نفسه بأقوى تشكيلة حرس جمهوري في تاريخ مصر، وخلال الفترة الماضية أرسل مجموعات للتدريب خارج مصر لتكون على أعلى مستويات قتالية، وسوف تكون الحراسة حوله على سبعة مستويات من سبعة أطواق منها الفوج الذي أشرف على تخرجه من نخبة الجيش قبل يوم واحد من إعلان ترشحه للرئاسة وادعى أنه لمكافحة الإرهاب، أما الطوق الأول حوله فدوره ألا يسمح لذبابة أن تقترب من المحيط الذي يجلس أو يمشي فيه.
هذا باختصار مخطط السيسي لإحكام قبضته على مقاليد السلطة لمصر.
أما تدبير وتقدير الله المنتقم الجبار فهو الذي سوف نشهده ونعيشه في الأيام القادمة.