مع ظهور شبح رفع الدعم مرة أخرى وزيادة أسعار الغاز والكهرباء والبنزين وظهور قرارات اقتصادية تستهدف المواطن الفقير بينما تستثني الأغنياء ورجال الأعمال، عادت إلى الأذهان انتفاضة الخبز التي حدثت يومي 18 و19 يناير بسبب قرارات شبيهة برفع الدعم.
ففي يومي 18، و19 يناير1977م، شهدت الشوارع المصرية مظاهرات احتجاجا على رفع أسعار العديد من السلع الغذائية، عقب إعلان الدكتور عبد المنعم القيسوني، نائب رئيس الوزراء للشئون المالية والاقتصادية، رفع الدعم عن مجموعة من السلع الأساسية؛ وهو ما أدى إلى رفع أسعار الخبز والسكر والشاي والأرز والزيت والبنزين و25 سلعة أخرى من السلع المهمة في حياة المواطن البسيط.
بدأت الانتفاضة بالتجمعات العمالية الكبيرة في منطقة حلوان بالقاهرة في شركة مصر حلوان للغزل والنسيج والمصانع الحربية وفى مصانع الغزل والنسيج في شبرا الخيمة وعمال شركة الترسانة البحرية في منطقة المكس بالإسكندرية حيث بدأ العمال بالإعلان عن رفضهم للقرارات الاقتصادية من خلال هتافات ضد الجوع والفقر وبسقوط الحكومة والنظام.
وقتها بدأ طلاب الجامعات في الانضمام للعمال ومعهم الموظفون في الشوارع والميادين القاهرة والمحافظات يهتفون ضد النظام والقرارات الاقتصادية وحدثت مظاهر عنف منها حرق أقسام الشرطة وأبنية الخدمات العامة وأقسام الشرطة.
وتم إعلان حالة الطوارئ وحظر التجول من السادسة مساء حتى السادسة صباحا، وتم الزج بالآلاف في السجون المصرية بتهم المشاركة بأحداث الشغب أو الانتماء لتنظيم شيوعي لإخماد الانتفاضة، ورغم الخسائر البشرية؛ فقد انتهت انتفاضة الخبز بإلغاء القرارات الاقتصادية في نشرة أخبار الساعة 2 ظهرا.