"كورونا في مصر".. خبر جديد له وقعه وصدمته على الشارع المصري، على الرغم من أنه متوقع بعد أن ضرب الفيروس في دول مجاورة، وتسبب في حالات وفاة بين مغتربين وسكان أصليين في عدد من الدول، أشهرهم السعودية التي تستحوذ على أكبر عدد من المغتربين المصريين، وبينها وبين مصر رحلات لا تنقطع من العمرة والحج وغيرها.
وأخير حدث ما كان يتوقعه المصريون ولا يرجونه إذ أعلنت وزارة الصحة والسكان بحكومة الانقلاب العسكري الثانية عن ظهور أول إصابة لشاب مصري (27 سنة) قادم من السعودية، حيث تم اكتشافه لدى وصوله إلى مطار القاهرة، وتم نقله إلى مستشفى حميات العباسية، وهو المرض الذي أودى بحياة 92 مواطنًا سعوديا وإصابة 299 آخرين، وكأن المصريين لا يكفيهم القتلى والدماء في شوارعهم ليحل عليهم قاتل جديد من خارج الحدود، ولكنه قتل من نوع جديد.
وفيروس كورونا يشكل فصيلة كبيرة من الفيروسات التي تصيب البشر والحيوانات ويمكن أن تتسبب في إصابة البشر بدرجات تتراوح بين نزلات البرد الشائعة وبين المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (سارس)، هكذا عرّفت منظمة الصحة العالمية فيروسات كورونا.
الفيروس الذي اكتُشف لأول مرة في أبريل 2012، فيروس جديد لم يُرصد في البشر من قبل وفي معظم الحالات يتسبب هذا الفيروس في المرض الوخيم أو الوفاة.
ويُعرف الآن فيروس كورونا باسم فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية وقد أطلقت عليه هذه التسمية مجموعة الدراسة المعنية بفيروس كورونا والتابعة للجنة الدولية لتصنيف الفيروسات في مايو 2013.
الأعراض الشائعة للفيروس، هي الاعتلال التنفسي الحاد الوخيم المصحوب بالحمى والسعال وضيق النفس وصعوبة التنفس وأصيب معظم المرضى بالالتهاب الرئوي كما أصيب كثير منهم بأمراض في المعدة والأمعاء بما في ذلك الإسهال، وأصيب بعض المرضى بالفشل الكلوي، وتوفي نحو نصف من أصيبوا بفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، وقد يتسبب المرض في ظهور أعراض غير نمطية على المصابين بالعوز المناعي، ومن المهم ملاحظة أن الفهم الحالي للاعتلال الناجم عن هذه العدوى يستند إلى عدد محدود من الحالات وربما يتغير بفعل ما نتعلمه عن الفيروس.
وللوقاية من كورونا ينصح المختصون بـ "تجنب رذاذ المريض أثناء العطاس، وعدم ملامسة الأسطح الملوثة، وعدم استخدام الأغراض الشخصية للمريض، مثل المخدات والأغطية، وغسل اليدين جيدا باستخدام الصابون، وارتداء الكمامات الواقية في الأماكن المزدحمة، وتجنُّب مخالطة الشخص المصاب عن قُرب".
أما إذا كان "الشخص مصابًا بفيروس كورونا الجديد، فيجب عليه، أن يغطي فمه بمنديل ورقي عند العطس أو السعال، ثم يتخلص من المنديل في سلة المهملات، إضافة إلى تجنب التواصل مع الأشخاص الآخرين للوقاية من العدوى"..
كما أن انتشار الفيروس قد يكون غير معروف حتى الآن، وتشجع المنظمة الدول الأعضاء على مواصلة الرصد الوثيق لحالات العدوى التنفسية الحادة الوخيمة، وعلى المراجعة الدقيقة لأية أنماط غير مألوفة من حالات العدوى التنفسية الحادة الوخيمة أو الالتهاب الرئوي، وستواصل المنظمة تبادل المعلومات في هذا الصدد لدى إتاحتها.
وتشير الدراسة الحديثة التي أعدها رويسكن وزملاؤه إلى أن فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، أو فيروسًا مشابهًا جدًا له كان يدور في الآونة الأخيرة بين الجمال.
ومن الضروري مواصلة الدراسة لمعرفة ما إذا كان الفيروس مماثل بالفعل أم لا للفيروس الذي وُجد في البشر.
وتوفر الدراسة إشارة هامة جدًا إلى مصدر الفيروس، كما تعطي توجهًا لمواصلة استقصاء الأمر، ولا تزال تتعين الإجابة عن أهم سؤال، أي تحديد نوع تعرض البشر على النحو الذي يتسبب في إصابتهم بالعدوى، ومعظم الحالات لم يسبق أن خالطت الجمال مباشرة، وإذا كانت الجِمال أو حيوانات أخرى هي المصدر فإن ذلك يعني أن طريقة انتقال الفيروس إلى البشر قد تكون غير مباشرة.
ومن السابق لأوانه استبعاد إمكانية أن تكون حيوانات أخرى مستودعًا للفيروس أو مضيفًا وسيطًا لفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية. ولا يزال من الضروري إجراء تقصيات جيدة التخطيط والهيكل إلى جانب تقصي التعرض لدى البشر.
لكن.. كيف يصاب الناس بعدوى هذا الفيروس؟ السؤال لنا.. والاجابة لمنظمة الصحة العلمية وفق بيان لها حيث قالت: "نحن لا نعرف حتى الآن كيف يصاب الناس بعدوى هذا الفيروس، وهناك تقصيات جارية من أجل تحديد مصدر الفيروس وأنواع التعرض المفضية إلى العدوى، وطريقة انتقال العدوى، والنمط السريري للمرض ومسار المرض".
وعن طريق انتقال الفيروس بين البشر قالت المنظمة: "مازلنا لا نعرف حتى الآن إجابة هذا السؤال، ومن المستبعد أن يحدث انتقال فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية عن طريق التعرض لجمل مصاب بالعدوى، حيث إن عددًا قليلًا جدًا من الحالات أبلغ عن التعرض للجِمال.
وأكدت منظمة الصحة العالمية أن مصدر الفيروس غير معروف وطريقة انتقاله غير معروفة وتابعت: "لا يمكن إعطاء نصائح محددة بشأن الوقاية من العدوى، وينبغي تجنب مخالطة أي حيوان يبدو عليه المرض (بما في ذلك الطيور)، وينبغي اتباع تدابير النظافة، وخصوصًا تكرار غسل الأيدي وتغيير الملابس والأحذية أو الأحذية الطويلة (بوت) بعد التعامل مع الحيوانات أو ملامسة المنتجات الحيوانية. وينبغي عدم قتل الحيوانات المريضة لاستهلاكها على الإطلاق.
وأضافت: "كما أن استهلاك المنتجات الحيوانية النيئة أو الناقصة الطهي، بما في ذلك الحليب واللحم، ينطوي على خطر الإصابة بالعدوى من مجموعات كائنات قد تتسبب في إصابة البشر بالمرض. والمنتجات الحيوانية المجهزة على النحو السليم بواسطة الطهي أو البسترة منتجات مأمونة الاستهلاك، ولكن ينبغي أيضًا مناولتها بحرص لتجنب انتقال التلوث بالأغذية غير المطهية، ومن تدابير النظافة الأخرى تجنب الفواكه أو الخُضر غير المغسولة، والمشروبات التي يتم إعدادها بمياه غير مأمونة".
فيما تبين مؤخرًا أن فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية توجد صلة جينية بينه وبين فيروس تم التعرف عليه في الخفافيش في جنوب إفريقيا، ولكن لا يوجد دليل قاطع على أن مصدر فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية يوجد في الخفافيش.
وتابع البيان: " شهدنا الآن مجموعات حالات متعددة انتقل فيها الفيروس بين البشر. وقد رُصدت مجموعات المرضى هذه في مرافق الرعاية الصحية، وفيما بين أفراد الأسر، وبين زملاء العمل. ومع ذلك فإن آلية انتقال الفيروس في كل هذه الحالات غير معروفة، سواء أكانت آلية تنفسية (كالسعال والعطس) أم مخالطة بدنية مباشرة للمريض أم تلوث البيئة من المريض. ولم يُرصد حتى الآن سريان صامد في المجتمع المحلي ".
وعن لقاح أو علاج لفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، قال البيان: لا يوجد أي لقاح متاح حاليًا. والعلاج يوفر دعمًا كبيرًا وينبغي أن يستند إلى الحالة السريرية للمريض.
ولا يوجد علاج نوعي للفيروس، وتعد الأدوية المستخدمة مساندة فقط، وتهدف في الغالب إلى خفض درجة حرارة المريض مع استخدام الوسائل المدعمة للتنفس، وتم التوصل مبدئيًا إلى لقاح أولى واقٍ من الفيروس، ولكنه لا يزال في مرحلة الاختبارات الأولى.
تؤدى الإصابة بفيروس كورونا الشرق الأوسط في العادة إلى التهاب قناة التنفس العلوية، وبأعراض مشابهة للأنفلونزا مثل العطاس والكحة وانسداد الجيوب الأنفية، وإفرازات مخاطية من الأنف، مع ارتفاع درجة الحرارة.
يؤدى إلى إصابة حادة في الجهاز التنفسي السفلى، والالتهاب الرئوي، بالإضافة إلى التأثير على الجهاز التنفسي، كما أن فيروس كورونا الشرق الأوسط قد يؤدى إلى فشل الكلى مع احتمال مرتفع في الوفاة، خصوصًا لدى المسنين أو من لديهم أمراض مزمنة أو المثبطين مناعيًا.
وأعلن رسميا عن أول إصابة بفيروس ''الكورونا'' المستجد السبت 26 أبريل 2014، المعروف باسم المتلازمة التنفسية الشرق الأوسطية ( MERS – cov)، وأوضحت أن الحالة لشاب يبلغ من العمر 27 سنة يعمل مهندسا مدنيا بالمملكة العربية السعودية منذ أربع سنوات ويقيم في مدينة الرياض، تم الاشتباه في الحالة عن طريق فريق الحجر الصحي بمطار القاهرة الدولي وتم تحويلها مباشرة بسيارة إسعاف إلى مستشفى حميات العباسية مع اتخاذ الإجراءات الوقائية الكاملة لمكافحة العدوى.
وتم حجز المريض بقسم الحجر الصحي (العزل) فور وصوله المستشفى، وتم سحب مسحة من الأنف والحلق وعينة من البصاق وأرسلت إلى المعامل المركزية للفحص، وجاءت نتيجة العينة ايجابية لفيروس الكورونا.
وأوضحت الوزارة أن نتائج ترصد المرض ضمن منظومة ترصد الأنفلونزا والالتهاب التنفسي الشديد والالتهاب الرئوي للحالات المعزولة بالمستشفيات (الصدر – الحميات – العام – المركزي – التعليمي) والحالات المشتبهة العائدة من دول الجزيرة العربية والمسوحات الصحية يفيد إن إجمالي العينات التي تم فحصها حتى الآن 8465 حالة مشتبهة وجميع نتائجها سلبية لفيروس الكورونا المستجد.
وسبق أن أعلنت منظمة الصحة العالمية أن فيروس "كورونا" ينتمي إلى العائلة التي ينتمي إليها فيروس "سارس"، إلا أن الفرق بين الفيروسين يكمن في أن السارس مع إصابته للجهاز التنفسي فإنه يتسبب أيضا في التهاب المعدة والأمعاء، أما كورونا فيختلف عن السارس في أنه يسبب التهابًا حادًا في الجهاز التنفسي، ويؤدى بسرعة إلى الفشل الكلوي.