كان "غياب الأمن عن الشارع المصري"، و"استمرار تردي الأوضاع الاقتصادية"، و"عدم القصاص للشهداء"، و"غياب العدالة الاجتماعية"، "واستمرار التبعية للولايات المتحدة الأمريكية"؛ من الأسباب التي خرجت من أجلها حركة تمرد تطالب الشعب المصري بسحب الثقة من الرئيس محمد مرسي أول رئيس مدني منتخب في مصر بعد ثورة 25 يناير.
فهل خرجت فعلا من أجل مطالب تسعى لها وهل تم تحقيقها؟ أم انقلبت على مطالبها لصالح جهات سيادية؟ وهل كانت مجرد غطاء غير مباشر للانقلاب على الشرعية في مصر؟ أم تم استغلالها لصالح ذلك؟
الانطلاق والتدشين
من ميدان التحرير وفى نهاية أبريل عام 2013 انطلقت حركة تمرد داعية لسحب الثقة من الرئيس محمد مرسى ومطالبة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وتعتبر تمرد هي الداعية الرئيسية لتظاهرات 30 يونيو واستندت في تحركها إلى توقيعات قالت إنها جمعتها من نحو 22 مليون مصري يؤيدون مطالبها، متهمة مرسى بعدم الوفاء بالتعهدات التي قطعها على نفسه قبل وبعد توليه منصب رئيس الجمهورية.
وبادرت الحملة لوضع تصور لما بعد مرسي بالتنسيق مع بعض القوى السياسية بما في ذلك نقل السلطة إلى رئيس المحكمة الدستورية العليا ليكون رئيسا شرفيا.
وبعد أيام من تظاهر الحركة، خرج قائد الجيش ليعلن انقلابا عسكريا، وإيقافا للعمل بالدستور تحت شعار الانحياز للإرادة الشعبية دون أي طمع في الحكم.
"اختفاء المصداقية"
من جانبها اعتبرت جماعة الإخوان المسلمين أن ما جمعته تمرد لا يمكن أن يكتسب مصداقية خاصة وأنه لم يحظى بإشراف قضائي أو رقابة من مؤسسات المجتمع المدني، كما أن جمع التوقيعات لا يعتد به كمسوغ قانوني ودستوري؛ لتغيير الرئيس الذي يجب أن يتم عبر صناديق الاقتراع.
وبعد الإطاحة بالرئيس محمد مرسي في الثالث من يوليو، بدا للحملة أن زمن التمرد ولى وأن الزمن الجديد هو زمن التأييد والمبايعات، وكشفت الحملة عن تأييدها لوزير الدفاع المستقيل وقائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، الذي اعتبرته "رجل المرحلة"، وهو الأمر الذي جعل الحركة تشهد انقساما في قيادات الصف الأول على خلفية إعلان عدد منهم دعمهم لمؤسس التيار الشعبي حمدين صباحي في الانتخابات الرئاسية.
بعد عام .. هل حققت أهدافها؟
اليوم وبعد مرور عام على ظهور حركة تمرد نجد السيسي أصبح مرشحا لتمثيلية الرئاسة، بينما سقط آلاف القتلى، واعتقل أكثر من 22 ألف مصري، وبعد عام على تمرد هل لنا أن نسأل هل عاد الأمن للشارع؟ وهل توقفت مصر عن "الشحاتة" وطلب المعونات والدعم من الخارج؟ وهل اقتص السيسي للشهداء؟ وهل تحققت أهداف ثورة يناير؟ أم انتصرت عليها الثورة المضادة؟
فيقول معاذ عبد الكريم عضو ائتلاف شباب الثورة القادم، وعضو الهيئة العليا لحزب غد الثورة – في تصريحات صحفية – "لكي نفهم واقع تمرد؛ لابد أن نناقش الكلام الذي تم عرضه يوم 26 أبريل الماضي، فقد خرج محمود بدر ومعه محمد عبد العزيز و3 أشخاص آخرين لكي يتحدثوا عن حل للأزمات الموجودة بالشارع المصري، ولكي تكونوا واقعيين أكثر فالحملة أعلنت عن مبادئ ومن هذه المبادئ: أعلن أنا الموقع أدناه وبكامل إرادتي وبصفتي عضو في الجمعية العمومية للشعب المصري سحب الثقة من رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي عيسى العياط، وأدعو لانتخابات رئاسية مبكرة، وليس لكى يترشح عبد الفتاح السيسي أو تعديل الدستور".
وأضاف عبد الكريم أن: "سبب تحرك هؤلاء الأفراد كان غياب الأمن، وأن الفقير ليس له مكان ولسه بنشحت من بره، وعلشان حق الفقير مجاش، علشان مفيش كرامه لي ولبلدي، وعلشان الاقتصاد انهار وقائم على الشحاتة علشان تابع للأمريكان"، متسائلا: "هل بطاطين الإمارات أتت قبل 30 يونيو أم بعدها، وآلاف الشهداء الذين انضموا للشهداء، وماذا عن صفقة الأباتشي الأخيرة؟".
المال.. السلطة.. الإعلام.. إغواءات للحركة؟
وتابع: "أنا أعرف محمود بدر على المستوى الشخصي وكنت قريب في مرحلة ما من حركة تمرد، وكان فيه مناظرة بيني وبين محمود بدر يوم 18يونيو على قناة صدى البلد مع رولا خرسا وقلت له إننا أمام أزمة كبيرة التيار الإسلامي بتياراته ومجموعاته وبين فلول النظام السابق والأجهزة الأمنية، وأننا كشباب لابد أن نصنع واقعا جديدا، ونبني تيارا عميقا في المجتمع فالتيار الإسلامي متجذر في الدولة والفلول والحزب الوطني والنظام الأمني متجذر في الدولة، فالمفروض علينا اذا كنا نريد قيام ثورة ومبادئ الثورة تتحقق بشكل كبير؛ علينا أن نتجذر في المجتمع بشكل تنظيمي بدلا من أن نستسلم للعسكر".
وأشار عبد الكريم إلى أن بعض الأشخاص داخل تمرد تم اللعب بهم وإغوائهم بالأموال، وبالسلطة، وبالإعلام، وأشخاص آخرين دخلوا اللعبة ويعملون أنهم خطأ، مضيفا أنه وصله إيميل من شادي الغزالي حرب قبل 30 يونيو يتحدث فيه عن مشادة لفظية بين عدد من شباب الثورة، وشباب تمرد، فرد عليهم "بلاش تعايرونا أنتم تجلسون مع أجهزة أمنية في أحد الفنادق في مدينة نصر".
"جهات سيادية"
من جانبه قال محمد مصطفى عضو المكتب السياسي لحركة 6 إبريل أن حركة تمرد تم استدراجها من قبل جهات سيادية، وهذه الجهات سبق وحاولت مع حركة 6 إبريل ولم تنجح، مضيفا أن 6 إبريل والكيانات الموجودة قبل ثورة يناير لديها مبدأ وهدف متمسكة به.
وأضاف مصطفى أن "القائمين على حملة تمرد كان لديهم استعداد لتسليم الحملة وهو ما تم بالفعل"، مضيفا أن "المشهد السياسي في مصر يشهد قوتين أساسيتين الأولى قوة للنظام السابق، متسترة خلف العسكر، والأخرى جماعة الإخوان المسلمين"، لافتا إلى أن الحركة كانت ترغب برحيل مرسى بشكل قانوني، وليس بانقلاب عسكري.