قصف هنا، وانتخابات مزعومة هناك.. ارتفاع لوتيرة القصف بـ "البراميل المتفجرة"؛ وعد التنازلي لإجراء انتخابات رئاسية مزعومة في بداية الشهر المقبل، مشهد سوري صوره البعض بأن صناديق الانتخاب غابت وحضرت "براميل الكلور" الخانق، وأن دعاية المرشحين ستلصق على طائرات القصف بعدما لم تخلف الحرب جدارا ولا منزلا تعلق عليه اللافتات والملصقات.
وفي وقت تحاول قوات النظام وقف مكاسب مقاتلي المعارضة الذين تقدموا في ثلاث جبهات في جنوب البلاد ووسطها وشمالها؛ شهدت مدينة حلب مذبحة جديدة بعد ظهر أمس عندما قُتل قرابة 40 شخصاً بقصف جوي شنّه النظام على سوق شعبية.
وبجانب الوضع المزري لقتلى وجرحى كل يوم في مناطق الصراع؛ فإن النظام السوري لبشار الأسد تجاهل أو تغافل عن أوضاع اللاجئين والنازحين الذين تخطت أعدادهم عشرات الآلاف، ولم يوضح كيفية إجراء الانتخابات خاصة في ظل وجود مناطق خارجة عن سيطرته.
وفي المقابل، بعيدا عن القصف والقتل وخيام اللاجئين، على صعيد الانتخابات الرئاسية المزعومة أعلن رئيس المحكمة الدستورية العليا عدنان زريق أن تم إقفال باب الترشيح الى الانتخابات الرئاسية السورية المقررة في الثالث من يونيو، وبلغ عدد المتقدمين بطلباتهم 24 شخصا، أبرزهم بشار الأسد، بحسب المحكمة الدستورية العليا.
وقال زريق إنه "في تمام الساعة الثالثة من بعد ظهر الخميس الموافق 1 مايو 2014، تم إغلاق باب تقديم طلبات الترشح لمنصب رئيس الجمهورية العربية السورية"، بحسب ما نقل التلفزيون الرسمي السوري.
وأضاف أنه "خلال المهلة القانونية التي امتدت من 22 أبريل وحتى 1 مايو 2014، تقدم 24 طلبا للترشح الى المحكمة الدستورية العليا التي أعلمت بدورها مجلس الشعب بذلك"، مؤكدا "أن المحكمة ستقوم بدراسة الطلبات" بدءا من يوم غد (الجمعة) وستعلن إعلانها الأولى خلال خمسة أيام على الاكثر، وفقا للدستور وقانون الانتخابات".
وفي وقت سابق، أعلن محمد جهاد اللحام، رئيس مجلس شعب النظام السوري، تلقي أربع طلبات جديدة إلى الانتخابات، التي يتوقع مراقبون أن تبقي بشار الأسد في موقعه، والتي انتقد الغرب والمعارضة السورية اجراءها، ووصفوها بأنها مهزلة.
وأعلن اللحام أن مجلس الشعب تلقى إشعارات من المحكمة الدستورية العليا بطلب ترشح زياد عدنان حكواتي، واحمد علي قصيعة، ومحمود محمد نصر، وعلي حسن الحسن، لرئاسة الجمهورية، التي تنتهي مهلة تقديم طلبات الترشح إليها مساء اليوم الخميس.
وتوقع اللحام وجود مرشحين آخرين قبل انتهاء المهلة. ويعد الاسد ابرز المرشحين، ومن بينهم سيدتان ومسيحي.
ومن بين المرشحين ماهر الحجار، وحسان عبدالله النوري، وسوسن عمر حداد، ومحمد فراس رجوح، وسمير احمد معلا، وعبد السلام سلامة، وبشار حافظ الاسد، وعلي محمد ونوس، وعزة محمد وجيه الحلاق، وطليع صالح ناصر، وسميح ميخائيل موسى. ومحمود خليل حلبوني، ومحمد حسن الكنعان، وخالد عبده الكريدي، وبشير محمد البلح، وأحمد حسون العبود، وأيمن شمدين العيسى علم.
ويقضي قانون الانتخابات على الراغبين بالترشح تقديم طلب إلى المحكمة الدستورية العليا، والحصول على موافقة خطية من 35 عضوًا في مجلس الشعب، البالغ عدد اعضائه 250، ليقبل ترشحه للرئاسة.
ويقول مراقبون إنه أمام كل هذه الأسماء المغمورة التي قدمت ترشيحها، في لعبة استخبارية واضحة، لا يتوقع المراقبون إلا تمديد إقامة بشار الأسد في قصر الرئاسة السورية، وبالتالي إطالة أمد الحرب الطاحنة في سوريا، طالما أن الأسد ليس قادرا على الحسم العسكري، وطالما ان المعارضة لن تقبل بأقل من رحيله عن السلطة.
وحذرت الامم المتحدة ودول غربية النظام السوري من اجراء هذه الانتخابات، إذ سيكون لها تداعيات سلبية على مسيرة التوصل إلى حل سياسي للنزاع الدامي المستمر منذ منتصف (مارس) 2011.