استنكر المفكر الإسلامي الدكتور فهمي هويدي ما أدعته إحدى الصحف المصرية عن مبادرة طرحها هو للتوصل إلى صلح بين جماعة الإخوان المسلمين، وقائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي.
وقال هويدي خلال مقاله اليومي بجريدة الشروق المصرية أن الخبر نشرته صحيفة «المصريون» يوم 29 أبريل الحالى، وعلمت به من أحد الأصدقاء بعد يومين من نشره.
وحسب الكلام المنشور فإن المبادرة تنص على "الاعتراف الكامل للإخوان ب 30 يونيو وخارطة الطريق، وسحب كل الشكاوى والقضايا الدولية المقدمة ضد رموز الدولة بالخارج والانخراط فى العملية السياسية تحت لواء حزب الحرية والعدالة، وتبنى مراجعات فكرية يتبناها قيادات الجماعة بالتعاون مع علماء الأزهر الشريف لجميع أعضاء الجماعة، مع التسليم نهائيا بقرار حل جماعة الإخوان المسلمين. وفي المقابل، يلتزم رئيس مصر القادم ــ المشير السيسي ــ بإصدار قرار جمهوري بالعفو العام عن جميع المعتقلين السياسيين، بمن فيهم قيادات جماعة الإخوان المسلمين، وفي مقدمتهم الدكتور محمد مرسي، وإصدار قرار جمهوري بإعادة أموال الجماعة التي تمت مصادرتها، وخاصة أموال الجمعيات والمدارس والشركات الإخوانية. وأخيرا، أن يضمن النظام القادم عدم مضايقة الإخوان أو منعهم من الممارسة السياسية".
وأضاف هويدي: "إننى لست طرفا في أية مبادرات سياسية من أي نوع. وكل ما يشاع من أقاويل في هذا الصدد على تواضعها لا أصل له عندي. لا لشىء سوى أننى منذ اشتغلت بهذه المهنة منذ 56 عاما اخترت أن أحصر جهدي في محيطها لا أغادره، ومنذ ذلك الحين قررت أن أبقى مستقلا، ورفضت الانخراط في أي عمل سياسي، وظلت الخطوط عندى واضحة بين الانشغال بالسياسة الذى مارسته شأن أي مواطن، وبين الاشتغال بالسياسة الذي يقتضى الاصطفاف إلى جانب فصيل أو جماعة دون غيرها. والإخوان هم أكثر طرف يعرف ذلك جيدا".
واختتم قائلًا: "إننى أزعم أن الحل الأمني لن يحسم أمر الإرهاب ولن يجلب الاستقرار للبلاد، وأنه لا بديل عن عمل سياسي يقوم على المصالحة الوطنية، واستغرب عصبية البعض وتشنجهم حين يسمعون كلمة المصالحة لأن المصطلح ليس المشكلة كما يتصورون، إنما مضمون المصالحة ومحتواها هو الأهم".