"النكبة".. مصطلح فلسطيني يبحث في المأساة الإنسانية المتعلقة بتشريد عدد كبير من الشعب الفلسطيني خارج دياره، وهو الاسم الذي يطلقه الفلسطينيون على تهجيرهم وهدم معظم معالم مجتمعهم السياسية والاقتصادية والحضارية عام 1948، وهي السنة التي طرد فيها الشعب الفلسطيني من بيته وأرضه وخسر وطنه لصالح، إقامة الدولة الصهيونية.
وتشمل أحداث النكبة، احتلال معظم أراضي فلسطين من قبل الحركة الصهيونية، وطرد ما يربو على 750 ألف فلسطيني وتحويلهم إلى لاجئين، كما تشمل الأحداث عشرات المجازر والفظائع وأعمال النهب ضد الفلسطينيين، وهدم أكثر من 500 قرية وتدمير المدن الفلسطينية الرئيسية وتحويلها إلى مدن يهودية. وطرد معظم القبائل البدوية التي كانت تعيش في النقب ومحاولة تدمير الهوية الفلسطينية ومحو الأسماء الجغرافية العربية وتبديلها بأسماء عبرية وتدمير طبيعة البلاد العربية الأصلية من خلال محاولة خلق مشهد طبيعي أوروبي.
بدأت أن المأساة الإنسانية، عندما هاجمت عصابات صهيونية إرهابية قرىً وبلدات فلسطينية بهدف إبادتها أو دب الذعر في سكان المناطق المجاورة بهدف تسهيل تهجير سكانها لاحقاً.
ومع مواكبة الذكرى 66 للنكبة، أعلنت الحكومة الفلسطينية في غزة عن إطلاق فعاليات ذكرى النكبة بعنوان "راجع يا دار".
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده الدكتور محمد المدهون وزير الثقافة والشباب والرياضة صباح اليوم الأحد، خلال لقاء مع مسئول في مقر مكتب الاعلام الحكومي في غزة، بحضور المخاتير والوجهاء.
وأكد على تمسك الشعب الفلسطيني بحقه الكامل في أرض فلسطين التاريخية بما كفلته الشرائع السماوية والقوانين الإنسانية، ومشددا على حقه في العودة لوطنه وأرضه ودياره لأنه حق مقدس ثابت وراسخ.
وقال:" حق العودة حق ثابت لا يسقط بالتقادم وغير قابل للتصرف من أحد ولا يمكن التنازل عنه أو التفريط فيه أو التفاوض عليه". وأضاف: "ان كل شعوب الأرض تعيش في دولها ولا زال شعبنا الفلسطيني يعيش نكبته وما زلنا مصرين على طريق التحرير والعودة لديارنا".
واتهم المدهون الاحتلال بارتكاب المجازر والمذابح والتشريد بحق النساء والرجال والأطفال العزل الآمنين منذ نكبة الشعب الفلسطيني على مرئي وتواطؤ مهين للعالم المتحضر، "وما زال شعبنا الفلسطيني يجابه مخططات الاحتلال وحده من سرقة الأرض وتهويدها وبناء المستعمرات وتدنيس المقدسات وتهويدها". حسب قوله.
وطالب بدعم الخطوات الإيجابية للمصالحة الوطنية الفلسطينية وضرورة أن تكون ثقافة شعب وطريق تحرير وسلوك مجتمعي، مؤكداً على دعم وصمود وثبات الشعب الفلسطيني في أماكن تواجده.
وأكد المدهون على وحدة الشعب الفلسطيني في وجه المحتل ومؤامراته، متقدما بالتحية إلى أهالي المخيمات الفلسطينية ة في الوطن والشتات واللجوء وعلى رأسهم الفلسطينيين في مخيم اليرموك المحاصر منذ أشهر.
وعلى صعيدٍ متصل، التقت اللجنة الشعبية للاجئين في مخيم النصيرات مع عدد من وجهاء وشخصيات ومؤسسات المجتمع المدني وفصائل المخيم في مقر اللجنة للاعلان عن بدء فعاليات الذكرى 66 للنكبة.
وأشار خالد السراج رئيس اللجنة الشعبية، لأهميه مشاركة كل الفعاليات والشخصيات الوطنية بالمخيمات بهذه الفعاليات التي أعلنتها اللجنة وتم اقرارها من قبل الحضورفي هذا اللقاء .
وأعلن خلال اللقاء شحدة أبو مخيمر امين سر اللجنة عن أولى فعاليات اللجنة والتي سوف تبدأ اليوم 6 مايو وقال أنه في ذكرى النّكبة نستحضر فشل الاحتلال على مدار السنوات الماضية بمحوها من ذاكرة الأجيال وإحياء شعبنا لهذه الذكرى هو عبارة عن تنبيه سنوي يذكرنا بأن الأرض المسلوبة لابد أن تعود لأصحابها .
وأوضح أبو مخيمر ” نؤكد بهذه الذكرى المشئومة إن حق العودة للاجئين الفلسطينيين حق شرعي غير قابل للتصرف على الإطلاق وانه لا يسقط بالتقادم وفرض سياسية الأمر الواقع وان شعبنا لم يكل أويمل من السعي وراء حقه في الحرية والكرامة والعودة للديار وانه سيبقى عن أرضه مدافع ، داعياً جميع أبناء شعبنا الفلسطيني للمشاركة بالفعاليات .
وبيّن عضو اللجنة غازي الحواجري إلى ان برنامج الفعاليات المعد سوف يشمل الاحتجاجات ضد سياسة تقليصات الانروا التي تتبعها ضد ابناء شعبنا من الحالات المحتاجة ولفت إلى أن وكالة الغوث أنشئت لإغاثة وتشغيل اللاجئين حتى إيجاد حل عادل لقضيتهم تضمن عودتهم إلى ديارهم التي شردوا منها وفق القرار الدولي 194.
ودعا الأنروا إلى التراجع الفوري عن تقليصاتها التي لا تخدم المصالح الأساسية للاجئين في ظل استمرار البطالة والفقر والكف عن سياسة التلويح بالعجز المالي وان الانروا وجدت ليست من اجل الاغاثة فقط لانهاء معاناة شعبنا وان ما تقدمه الانروا ليست منة من احد على شعبنا.
