سلطان هو واحد من ما يقرب من 16000 شخص، وفقا لأرقام المسؤولين المصريين. فقد اعتقلت السلطات المصرية الآلاف من الإخوان المسلمين عقب إطاحة الجيش بالرئيس محمد مرسي في يوليو/ تموز الماضي.
مع مرور اليوم المائة يوم الثلاثاء على بدء السجين المصري الأمريكي إضرابه عن الطعام، أصدقاء محمد سلطان يقولون أن حالته تتدهور بسرعة.
عمر بايزيد، صديق طفولته، قال أن صحة الشاب البالغ 26 عاما تتدهور في الحجز، وأنه في حاجة ماسة للعلاج الطبي. سُلطان كان قد أصيب في ذراعه برصاصة أثناء فض اعتصام رابعة العدوية، يوم الرابع عشر من أغسطس.
سلطان هو واحد من ما يقرب من 16000 شخص، وفقا لأرقام المسؤولين المصريين. فقد اعتقلت السلطات المصرية الآلاف من الإخوان المسلمين عقب إطاحة الجيش بالرئيس محمد مرسي في يوليو/ تموز الماضي.
أصدقاء سلطان يصرون أنه لم يكن عضوا في الإخوان، كما أنهم بدأوا عريضة للمطالبة بالإفراج عنه، وقالوا فيها أنه كان قد سافر إلى مصر ليعمل كمترجم وكضابط اتصال لدى الإخوان المسلمين بدافع إيمانه بالديمقراطية.
وقال صديق آخر لسلطان، يدير صفحة على فيسبوك للمطالبة بالإفراج عنه، إن صديقه أصبح ضحية النظام القضائي المصري، وأكد أن “سلطان يُوجه له اتهام جديد في كل مرة يتم فيها استجوابه، واثنين من هذه الجرائم هي عضوية منظمة إرهابية، وتضليل وسائل الإعلام”. هذا النظام القضائي تعرض لانتقادات دولية عديدة بسبب أحكام الإعدام الجماعية التي نالت مؤيدي الإخوان.
وبسبب جنسيته الأمريكية، تمت تغطية قضية سلطان من قبل وسائل إعلام أمريكية، ولكن ليس إلى الحد الذي شهدته تغطية صحفيي الجزيرة مثل الاسترالي بيتر غريستي أو محمد فهمي الكندي المصري.
في يناير، نشرت صحيفة نيويورك تايمز رسالة، ترجمها ونشرها نون بوست، كان سلطان قد استطاع تهريبها من السجن، ووصف فيها سلطان إصابته التي تُركت بدون علاج إلى الحذ الذي جعل رفيقه في الزنزانة يجري له عملية جراحية بشكل بدائي للغاية وبدون أي شكل من التعقيم.
كتب سلطان يقول “الطبيب الذي أجرى لي العملية هو رفيقي المعتقل في الزنزانة، كان يستخدم “كماشة” وشفرات الحلاقة بدلا من مبضع الجراح، لقد كنت نائما على حصيرة قذرة ، كان الألم لا يُطاق، كان رأسي على وشك أن ينفجر! وعندما ظللت أصرخ من الألم، جاء لي حراس الزنزانة باثنين من حبوب الإسبرين بعد ساعة تقريبا!”.
كما تحدث سلطان أيضا عن التعذيب الذي يتعرض له ورفاقه من قبل الجنود والشرطة الذين يضربون المعتقلين بالعصي والحجارة، يجردونهم من ملابسهم ويضربونهم بالهراوات، ولم يقدم له أحد أي نوع من الرعاية لأنه “سجين سياسي”.
ومما ضاعف من سوء الحالة الصحية لمحمد، أنه مُنع من تناول دوائه الذي يحميه من جلطات الدم.
بعض أصدقاء سلطان وعائلته يحاولون إبقاء قضيته حية، بمساعدة عدد من المنظمات الأمريكية غير الحكومية، مثل منظمة “كود بينك” أو الكود الوردي التي نظمت احتجاج أمام السفارة المصرية في واشنطن في 21 من إبريل الماضي.
تقول فاطمة محمدي، وهي محامية أمريكية عملت طويلا مع سلطان على العديد من القضايا الإنسانية “لقد دعم مصر، ديمقراطية ومستقلة بلا كلل” وتابعت “محمد هو صديق وأخ للكثيرين، ولكن بالنسبة للحكومة المصرية، هو مجرد القضية رقم 317”
100 يوم من الجوع
سبب آخر لإبراز قضية محمد سلطان هو طول إضرابه عن الطعام.
فقد أوضحت فاطمة أن سلطان بدأ إضرابه عن الطعام احتجاجا على “سجنه الممتد دون دليل على أي جريمة ارتكبها”.
وقالت “حتى في اعتقاله، لم تكن النيابة العامة ولا القاضي مستعدون أبدا لقضيته، وافتقرت قضيته لأي أدلة” لكنهم يمددون اعتقاله لأكثر من 250 يوما الآن.