عنوان يلفت الأنظار، عن أي جهاد يتحدث الكاتب؟ أليست هذه دعوة إلى العنف؟! انظروا.. ألم نقل لكم إنهم إرهابيون!! ألم نقل لكم: إنهم أتباع لتنظيم القاعدة!! إنهم ينادون بالجهاد.. يا للهول ؟
أقول لهم إذا لم يكن الجهاد حماية مصر من خطر الاحتلال الصهيوني عن طريق مرشحهم الذي أهدر مكانة الجيش، وحوله إلى أكبر منتج للكفتة في العالم العربي، بدلاً من صناعة السلاح، وأفسد معتقده القتالي، وسلط بعضاً من قيادته على قتل المصريين بالسلاح المصري، ومحاصرة جامعات ومعاهد ومدارس وميادين مصر بالدبابات المصرية، والمدرعات المصرية، فإذا لم تكن مقاومة كل هذا البغي جهاداً فماذا يكون الجهاد؟!!
إذا لم تكن حماية مصر من خطر المرشح الذي يدعوا له الصهاينة في صلواتهم ، ويروج باراك ونتنياهو لانتخابه والاعتراف به وإعانته، ويفتح البلاد للصهاينة يعربدون فيها ليل نهار في الوقت الذي يحاصر فيه المجاهدين، ويعادي المقاومين، ويشوه صورة المناضلين،..فإذا لم يكن كل هذا جهادا فماذا يكون الجهاد؟!!
إذا لم تكن حماية مصر من خطر الكائن الذي قتل الآلاف، وأعتقل عشرات الآلاف، وأحرق المساجد والمصاحف، وأهان العلماء، وأغتصب النساء، جهاداً فماذا يكون الجهاد؟َ!!
إذا لم تكن حماية الوطن من المبيت في فراش أمريكا كزوجة دائمة مطيعة، أو خادمة في بلاط بعض الممالك والإمارات جهاداً فماذا يكون الجهاد ؟!!
إذا لم تكن حماية الشعب المصري من خطر التقسيم، والحرب الأهلية أو الطائفية، وتغيير هويته الإسلامية، وإهدار كرامته، وإفساد حاضره وتدمير مستقبله جهاداً فماذا يكون الجهاد ؟!!
إذا لم تكن حماية وطننا من بلطجية الداخلية الذين تربوا في حظيرة الفساد حتى أضحوا نفايات بشرية يقتلون ويعذبون ويغتصبون ويسعون في الأرض فسادا جهاداً فماذا يكون الجهاد؟!!
ثم أقول: إن الجهاد ليس محصورًا في القتال فحسب، ولكن جهاد غرس الوعي النفوس والإيمان في القلوب من أكبر أنواع الجهاد فقد قال الله تعالى عن القران (فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا)
وكلمة الحق عند سلطان جائر عين الجهاد، وإعلان البراءة من الإجرام جهاد، ونشر فضائح المجرمين جهاد، وتصوير جرائمهم جهاد، وتحذير الخلق من ألاعيبهم جهاد ، والخروج المستمر للاحتجاج على ظلمهم وفجورهم جهاد، وإفشال مخططاتهم جهاد، والدفاع عن العرض والدين والمال والنفس جهاد أوجبه الشرع، ولذا قال صلى الله عليه وسلم : من قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد ، ومن قتل دون ماله فهو شهيد ،ومن قتل دون أهله فهو شهيد. رواه الترمذي وأبو داود والنسائي وصححه الشيخ الألباني.
فالمقتول منهم سيد الشهداء، و الحي منهم سيد السعداء، فإما حياة تسر الصديق وإما ممات يغيظ العدى، إذا كنت بالله مستمسكاً فماذا يضيرك كيد العبيد.
لذا فإن على كل الأحرار في مصر أن يواصلوا جهادهم وصمودهم ، وأن يتجنبوا تلك الصراعات القاتلة، وأن يستعيدوا وحدة صفهم، ويتعالوا على رغباتهم وأهوائهم، ويتورعوا عن العصبية الحزبية المقيتة ، ويتوقفوا عن التخوين وكيل الاتهامات، وعليهم أن يضعوا أُطراً للتوحد، ومنهجيةً للمقاومة، ويتفقوا على مبادئ تجمعهم، لتعود روح الثورة من جديد فَتية مبدعة مزلزلة ، لتسقط أكاذيب الانقلاب، وتوقف بلطجة القضاء، وتدحر إجرام البغاة من الشرطة والعسكر، وتحرر الأسرى والحرائر، وتعيد مصر المخطوفة إلى أهلها، فهل من مشمر للجهاد لنعلنها بصوت واحد، ومسلك واحد، ومنهجية واحدة، يسقط يسقط حكم العسكر.