حذرت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) من خطر حدوث مجاعة في مناطق بدولة جنوب السودان خلال الأشهر القليلة القادمة، إذ إن ثلث السكان والذي يبلغ عددهم 11.5 مليون نسمة يواجهون أزمة في أمنهم الغذائي.
وطالبت "فاو"، في تقرير لها نشرته اليوم السبت على موقعها الإلكتروني، بتحرك دولي عاجل للحيلولة دون المجاعة التي يخلفها تفاقم الأوضاع في جنوب السودان جراء الدمار الذي سببه النزاع المسلح الممتد منذ نهاية 2013.
وبحسب التقرير، فإن أحدث تقديرات الأمن الغذائي التي أنجزتها "فاو" في جنوب السودان تفيد بأن الصراع والنزوح السكاني وتدمير الأسواق وانقطاع سبل المعيشة تمخضت عن تدهور أوضاع الأمن الغذائي بمعدل ينذر بالخطر الشديد.
وحذر التقرير من أن ثمة احتمال كبير لمزيد من تفاقم الحالة الراهنة خلال النصف الثاني من العام ىالجاري.
وحذرت منظمة "فاو" من أن ثلث سكان جنوب السودان يواجهون حالياً مستويات طوارئ من انعدام الأمن الغذائي، بينما تبدو بعض مناطق البلاد في خطر كبير من وقوع مجاعات خلال الأشهر المقبلة.
وتشير نتائج تحليلات أجرتها "فاو" خلال الشهر الحالي والشهر الماضي إلى وجود أعداد "باعثة على الفزع" في معظم مناطق الولايات الثلاث المتضررة بالنزاع، وهي الوحدة، وأعالي النيل، وجونقلي.
ونبهت إلى أن الأوضاع تظهر أن سكان الولايات الثلاث يحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة لإنقاذ حياتهم، وموارد معيشتهم.
وبحسب تقرير المنظمة الأممية، فإنه لم يسبق أن واجه السكان في جنوب السودان هذا المستوى من انعدام الأمن الغذائي قبل اندلاع العنف في ديسمبر 2013.
وبحسب التقرير؛ قالت رئيس مكتب منظمة "فاو" بجنوب السودان، سو لاوتسيه، إنه "رغم أن هذه هي أخطر أزمة تؤثر على جنوب السودان خلال 15 عاماً على الأقل، إلا أن التصنيف الدولي يخلص إلى عدم وجود أوضاع مجاعة راهنة".
ووقع طرفا الصراع في جنوب السودان، أمس الجمعة، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، اتفاقا من عدة بنود، منها: وقف إطلاق النار يبدأ خلال 24 ساعة، ونشر قوات دولية للتحقق من وقف العدائيات، وإفساح المجال أمام وصول المساعدات الإنسانية للمتضررين، والتعاون بدون شروط مع الأمم المتحدة والوكالات الإنسانية.