شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

اختطاف فتيات نيجريا يحرك العالم ومجازر إفريقيا الوسطى تبقيه صامتا

اختطاف فتيات نيجريا يحرك العالم ومجازر إفريقيا الوسطى تبقيه صامتا
"أقمار صناعية"، و"سياسيون"، و"مشاهير"، و"منظمات حقوقية" و"تصريحات...
"أقمار صناعية"، و"سياسيون"، و"مشاهير"، و"منظمات حقوقية" و"تصريحات رسمية"، كلها تناولت اختطاف نحو 200 من الفتيات في نيجيريا من قبل جماعة بوكو حرام المسلحة، والتفتت أنظار العالم وكاميراته نحو البلد الإفريقي الذي لا تزال النزاعات المسلحة تؤرق أمنه وسلامه، غير أن تلك الكاميرات والأنظار والتصريحات لم يسترع انتباهها تلك المجازر التي تحدث بشكل منهجي ومطرد تجاه مسلمي إفريقيا الوسطى وأظهرت الصور المسربة من هناك مذابح دموية تنال من المسلمين هناك.
 
 
ورغم اعتراف العديد من الحقوقيين بأن تلك المساعي التي يقوم بها الغرب تجاه قضية اختطاف الفتيات في نيجيريا هي مساع محمودة –ولو في ظاهرها- فإنهم لم يخفوا تساؤلاتهم عن هذا الصمت التام تجاه مذابح إفريقيا الوسطى، خاصة في ظل أصوات المشككين الذين لم يستبعدوا نظرية أن يتم تسويق هذه القضية فقط في إطار تشويه الإسلام لأن المختطفين هم جماعة "بوكو حرام" الإسلامية المتطرفة، وليس من أجل حقوق الإنسان بدليل الصمت على أي مذابح أخرى للمسلمين في أي مكان.
 

عمل مروع

 
واقعة اختطاف الفتيات ترجع 14 أبريل الماضي عندما قام أعضاء من جماعة "بوكو حرام" باختطاف أكثر من 200 فتاة من طالبات المدارس يوم في نيجيريا معظم أعمارهم تتراوح بين 16-18 عاماً على يد جماعة مسلحة تُدعى بوكو حرام، ويبرر هؤلاء الخاطفون أعمالهم المشينة بحجة أنها في سبيل الله.
 
وحسب ما ذكرته بعض التقارير، فقد لقيت اثنتان منهما حتفهما جراء تعرضهما للدغات الأفاعي، بينما يعاني 20 منهن أمراضا حرجة.
 
وكانت مدرسة الفتيات سمحت لهن بتقديم الامتحانات النهائية، واتخذت قرارا بفتح المدرسة للامتحان، ولم يكن اتخاذ القرار سهلاً لأنه تم وسط مخاوف أمنية، في حين بقيت معظم المدارس في البلاد مغلقة.
 

الفتيات "سبايا"

 
وما فاقم الأزمة هو إعلان زعيم جماعة "بوكو حرام" النيجيرية المتطرفة أن الـ 223 فتاة اللواتي خطفن من مدرستهن شمال شرق نيجيريا منتصف أبريل، ستتم معاملتهن على "أنهن سبايا وسيتم بيعهن وتزويجهن بالقوة".
 
وجاء كلام أبو بكر شيكو في شريط فيديو قال فيه "خطفت الفتيات. سأبيعهن في السوق وفق شرع الله".
 
وسرت أنباء حول احتمال نقل الفتيات إلى تشاد والكاميرون المجاورتين، حيث سيتم بيعهن مقابل 12 دولارا لكل واحدة منهن.
 
وأقر شيكو بأن خطف الفتيات أثار الغضب، "لأننا نحتجز أشخاصا كعبيد"، إلا أنه برر خطف الطالبات بالقول: "التربية الغربية يجب أن تتوقف، وعلى الفتيات ترك المدرسة والزواج".
 
وتسببت الجماعة المتشددة بمقتل الآلاف منذ بدء تمردها في 2009 من خلال هجمات استهدفت المدارس والكنائس والمساجد ورموز الدولة وقوى الأمن، لكن عملية الخطف الجماعية هذه التي استهدفت فتيات هي تصرف غير مسبوق والهجوم الأكثر إثارة للصدمة منذ إنشاء الجماعة.
 

منظمات حقوقية ودولية

 
منظمة العفو الدولية "أمنستي" لم تكن غائبة عن المشهد، فقد وجهت انتقادات ضمنية إلى الحكومة النيجيرية، مضيفة أن قوات الأمن النيجيرية كان لديها أكثر من أربع ساعات للتحرك لمنع عملية اختطاف هؤلاء الفتيات، بعدما تلقت تحذيراً مسبقاً، بقيام مسلحي جماعة "بوكو حرام" بمهاجمة إحدى المدارس في منطقة "شيبوك"، منتصف أبريل الماضي.
 
وفي تعليق له، قال مدير المنظمة للقارة الأفريقية، نيتسانت بيلاي: "حقيقة أن قوات الأمن النيجيرية كان لديها علم بهجوم وشيك لبوكو حرام، ولكنها فشلت في اتخاذ تحرك عاجل لوقفه، من شأنه أن يؤدي إلى تزايد الغضب محلياً ودولياً إزاء هذه الجريمة الفظيعة".
 
وتابع بقوله: "هذا مؤشر خطير على تقصير الحكومة النيجيرية في حماية المدنيين، الذين مازالوا يتعرضون للمزيد من مثل هذه الهجمات. وعلى القيادة النيجيرية الآن بذل كل ما بوسعها، واستخدام كافة الوسائل المتاحة، لضمان إطلاق سراح هؤلاء الفتيات، وعدم تكرار ذلك مجدداً."
 

مجلس الأمن والأزهر

 
بدوره، قال مجلس الأمن الدولي إنه سيتخذ إجراءات ضد حركة بوكو حرام النيجيرية على خلفية خطفها عشرات الفتيات بنيجيريا وأعلن المجلس في بيان عن نيته متابعة وضع الفتيات المخطوفات واتخاذ إجراءات وصفها بالمناسبة ضد بوكو حرام، معتبرا أن هذه الحركة تمثل تهديدا للاستقرار والسلام في غرب أفريقيا ووسطها.
 
وطالب بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الفتيات المخطوفات، مبديا "قلقا عميقا" من البيانات التي أصدرها من يعتقد أنه زعيم بوكو حرام أبو بكر شيكو والتي يهدد فيها ببيع الفتيات كجوار.
 
وقال دبلوماسيون إن مجلس الأمن قد يقدم على إدراج الحركة ضمن ما يعرف بالقائمة السوداء ويفرض عقوبات تستهدف أعضاء فيها.
 
وقد ندد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين برئاسة الداعية يوسف القرضاوي بخطف الفتيات وعرضهن للبيع، معتبراً الأمر جريمة مؤكداً أن الاسلام بريء من هذا الفعل.
 
من جهتها أعلنت مؤسسة الازهر الشريف ان هذا الخطف لا يمت لتعاليم الاسلام بصلة، محملاً الجماعة مسؤولية تعريض الفتيات لأية اساءة.
 

كلينتون وأوباما: تدخلوا عسكريا

 
وفي حملة دشنها عدد من المشاهير طالبوا بعودة 276 تلميذة نيجيرية، تم اختطافهن من قبل جماعة "بوكو حرام" الإسلامية المتشددة حسبما نقلت مجلة "هاف بوست".
 
وبدأت الحملة التي أطلقها المشاهير من خلال إظهار دعمهم على وسائل التواصل الاجتماعية بالهاشتاج # bringbackourgirls.
 
ميشيل أوباما، ملالا يوسفزاي وهيلاري كلينتون، لسن سوى بعض من كثير من المشاهير المشاركين في الحملة، وقام هؤلاء بحث القوات الحكومية لاستخدام التدخل العسكري من أجل تحرير الفتيات، وإرجاعهن سالمات، كما شاركت الناشطة في حقوق الإنسان الباكستانية، مالالا يوسف زاي، وحمل الجميع صوراً يحملن فيها لافتة كتب عليها "أعيدوا فتياتنا".
 
كما وجهت أنجلينا جولي، نجمة هوليوود مناشدة من أجل عودة سالمة لأكثر من 200 تلميذة نيجيرية خطفهن متشددون إسلاميون من جماعة "بوكو حرام"، وأضافت جولي إنه من المهم بذل الجهد لمنع الجناة من الإفلات بفعلتهم وجعلهم يفكرون مرتين قبل الإقدام على مثل هذا العمل.
 
غير أن أيا من هؤلاء لم تقم بكتابة أي شيء أو ذكر أي رأي عن تدخل عسكري أو حتى إغاثي وإنساني لضحايا إفريقيا الوسطى.
 

قتلى إفريقيا الوسطى.. منسيون

 
وفي تناقض واضح للمواقف الدولية خاصة الغربية منها التي تحركت لاختطاف عشرات الفتيات ولم تتحرك بعد مقتل آلاف المسلمين في أفريقيا الوسطي في مجازر هي الأبشع على الإطلاق.
 
حيث تشهد إفريقيا الوسطى مأساة نتيجة عمليات التطهير العرقي والإثني للمسلمين لدوافع دينية، وهي جرائم عنصرية طبقًا للقانون الدولي لم يتحرك أحد لوقفها، وتتم في وضح النهار على أيدي ميليشيات «أنتي بالاكا» المسيحية المتشددة، وهي متهمة بارتكاب مجازر وتطهير ديني أمام أعين العالم ونقلتها كل وسائل الإعلام.
 
وتتم عمليات القتل بالذبح والضرب بالأسلحة البيضاء والنارية وتقطيع الأعضاء البشرية وحرق للمنازل والمحاصيل واغتصاب للنساء وإعدام للأطفال، كما ترتكب الميليشيات المتشددة جرائمها بحق الأقلية المسلمة أمام أعين القوات الفرنسية وقوات حفظ السلام الأفريقية التي تنتشر في جمهورية أفريقيا الوسطى بداعي بسط النظام وحماية الأقليات.
 
تلك الأخبار التي تتناقلها وسائل الإعلام تؤكد أن القوات الفرنسية والأفريقية لم تحرك ساكنًا وشاهدت مئات الآلاف من المسلمين الأبرياء المدنيين في أفريقيا الوسطى يتعرضون للإبادة، وعمليات التطهير الإنثي المستمرة بشكل يومي.
 
وكان التصريح الوحيد للقوات الفرنسية بالمنطقة حيث قال الفرنسيون إنهم مقيدو اليدين، وأنهم بالغو الضعف، لأن عدد قواتهم المنتشرة منخفض، غير أن هذه التصريحات لم تكن كافية بنظر الذين اتهموا فرنسا بالوقوف موقف المتفرج مشيرين إلى أن جنودها متهمون من قبل المنظمات الدولية بالتواطؤ مع المسيحيين المتشددين، وشددوا على أن شيئا لن يعفيها من المسئولية أو يرفع عنها أصابع الاتهام.
 
فهل حقا يحفل الغرب بحقوق الإنسان في إفريقيا أم أن الأمر يكون محل اهتمام حينما لا يتعلق بالمسلمين؟
 


تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023