قال رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت، إنه "بعد الوصول لاتفاق سلام نهائي سيتم الشروع في الترتيب لعقد مؤتمر مصالحة بين المواطنين في العاصمة جوبا، الذي لم يحدد موعده وبعدها سيتم البدء في إجراءات تشكيل حكومة انتقالية".
جاء ذلك في كلمة ألقاها سلفا كير اليوم الأحد، أمام حشد من مؤيديه في مطار جوبا عقب عودته من العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بعد أن وقع أمس الأول الجمعة اتفاق سلام مع نائبه السابق ريك مشار، وهو الاتفاق الذي قال عنه مصدر مطلع بجنوب السودان إنه مجرد "خارطة طريق" وسيعقبه اتفاق سلام نهائي عقب التوصل إلى تفاهمات تفصيلية بخصوص ما جاء في خارطة الطريق.
واوضح أن "الطرفان وبمجرد وصولهما لتفاهمات سياسية واتفاق سلام نهائي، سيشرعان في الترتيب لعقد مؤتمر مصالحة بين المواطنين في مدينة جوبا، وبعدها سيبدآن في اجراءات تشكيل حكومة انتقالية"، مضيفا: "رأيت أن هناك ناس يتحدثون عن حكومة انتقالية، هذا يتطلب إجراءات عفو عن المتمردين ومصالحة شاملة".
وأضاف سلفا كير أنه غادر الي أديس ابابا في وقت سابق، "استجابة للأصوات التي كانت تنادي بضرورة تحقيق سلام مع المتمردين عبر الجلوس الي زعيمهم ريك مشار".
وأشار إلى أنه لم يلتق وجها لوجه مع ريك مشار بمجرد وصوله الي أديس ابابا، وزاد بقوله: " ريك مشار لم يكن يريد ان يقابلني في بداية الأمر، وما حدث هو ان رئيس الوزراء الاثيوبي هايلي مريام ديسالين هو الذي التقي بي اولا، وقال لي ينبغي ان توقعا على السلام، فقلت له أنا جاهز إذا ما وافق الطرف الآخر، لكنهم عندما أخبروا مشار بذلك قال إنه غير جاهز، وطالب بمنحه مهلة سبعة ايام ليتصل بمجموعته، لكن الوسطاء رفضوا ذلك".
واستدرك: " وثيقة الاتفاق الموقعة بين ومشار تمت صياغتها بعد عدة مشاورات بين الطرفين ووفدينا المفاوض، جلست مع مجموعتي وأجرينا بعض التعديلات، لكن مشار طلب أن يقوم بتعديل الوثيقة من جديد بالكامل"، دون مزيد من التفاصيل عن الرد على طلب مشار.
وأضاف سلفا كير: " رئيس الوزراء الاثيوبي قال لي هناك سجن إذا لم توقعا على اتفاق المصالحة".
ووقع سلفا كير ومشار، مساء أمس الأول الجمعة، اتفاق سلام شامل لإنهاء الحرب في جنوب السودان، ويقضي الاتفاق بوقف إطلاق النار يبدأ خلال 24 ساعة، ونشر قوات دولية للتحقق من وقف العدائيات، وإفساح المجال للمساعدات الإنسانية للمتضررين، والتعاون بدون شروط مع الأمم المتحدة والوكالات الإنسانية. وينص الاتفاق أيضا على تشكيل حكومة توافقية ووضع رؤية مشتركة لتداول السلطة وتقاسم الثروة وتشكيل مفوضية لوضع الدستور، كما يتضمن وضع معايير لمفوضية الانتخابات وقانون للأحزاب لتفادي أي مواجهات عسكرية مستقبلا، ويقضي بفتح ممرات آمنة لعبور المساعدات الإنسانية للمناطق الأكثر تضررًا عبر 4 دول هي: السودان، وإثيوبيا، كينيا وأوغندا.
وفي سياق غير بعيد قال رئيس جنوب السودان إن هناك "انتهاكات قام بها المتمردين لاتفاق وقف العدائيات بعد يوم واحد من التوقيع عليه، حيث قاموا بمهاجمة مواقع الجيش الحكومي في مناطق ربكونا، وكيلو 50 بولاية الوحدة إلى جانب هجومهم على منطقة مثيانق شمال شرق الناصر بأعالي النيل ".
وزاد كير بقوله: " هذه أشياء وقعت في يوم واحد، بعد ان كان ريك مشار يقول انه سيلتزم بالاتفاق الموق بيننا لوقف العدائيات، من جانبي وجهت قواتي بعدم التحرك نحو مواقع المتمردين".
وبخصوص الانتخابات العامة قال سلفا كير، إنها "لن تجرى في عام 2015 كما هو مخطط لها، لأن هناك حاجة إلى صلح لذلك سيتم تمديدها لفترة تقدر بعامين أو أكثر".
ومضي قائلا: "كنت قد اقترحت اجراء الانتخابات في 2015، لكن الخواجات (يقصد الغربيين ولم يحددهم) كانوا يخافون من سقوط أصدقائهم -في إشارة إلى المتمردين- لذلك قالوا لابد من تمديد الانتخابات ليمولوهم بالنقود… المجتمع الدولي أصبح صديقا لأشخاص معينين ".
واتهمت المعارضة بجنوب السودان، في وقت سابق اليوم الأحد، قوات الجيش بـ "خرق" اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين الجانبين، الجمعة الماضية، في أديس أبابا، وهو ما نفته الحكومة، متهمة المعارضة بأنها من قامت بـ "خرق" الاتفاق.