لامكان للإخوان فى عهدى هكذا قال قائد الانقلاب والمرشح لمنصب رئيس الجمهورية ،الكلام ليس جديدًا فقبله أصدرت حكومة الببلاوى قرارًا باعتبار الإخوان جماعة إرهابية ثم أعقبته حكومة مجلب بنشر هذا القرار فى الجريدة الرسمية .
ولكن يبقى السؤال هل انتهت بالفعل جماعته الإخوان ؟
وللإجابة على هذا السؤال ينبغى علينا النظر والتمعن فى مكونات وتاريخ الجماعة حتى نتمكن من الإجابة عليه ..
فلنتطرق إلى بعض من مكونات هذة الجماعة منها :
1) من لم يقرأ التاريخ فلن يستشرق المستقبل ، فكل التجارب السابقة التى أرادت إبادة الاخوان باءت لها بالفشل .. فهاهو عبدالناصر اعتقلهم عشرات السنين و حكم على بعضهم بالإعدام ثم كانت النتيجة أن ذهب عبدالناصر و بقى الإخوان !
وهذا حافظ الأسد الذى قصفهم بالطائرات وأصدر قوانين تعدم من ينضم للإخوان فأين حافظ الأسد الآن و أين الإخوان و كذلك مبارك فعل ما فعل بالإخوان ثم انتهى و بقى الإخوان كيانا شامخاً كالجبال الرواسى .
2) إن انضمام أبناء المجتمع المصرى إلى الاخوان يأتى عن اقتناع بالفكرة و إيمانا بها .. وليس لحصد مغانم أو مكاسب ..بل على العكس يكون الفرد من الإخوان على يقين بأنه سيحارب من قبل من يكره هذا الفكر .. وأنه سيلحق به الكثير من المصائب التى تلحق به و بأهله ..وكل ذلك أدى إلى قوة بنيان الإخوان و شدة صلابتهم أمام أى قرار يحاول إنهائهم .
3)إن الانقلاب بفعلته هذة عندما انقلب على الشرعية و قتل و اعتقل قيادات الإخوان أحيا فيها روح جديدة هى روح الشباب ..فقد اكتسبت الجماعة تجديد و حيوية بتقلد الشباب قيادة الجماعة مما أتاح للجماعة فرصة متميزة للبقاء فى المجتمع .
4)إن فكر الإخوان ليس فكرا شاذًا يرفضه المجتمع المصرى بل هو فكر وسطى صالح لكل زمان و مكان .. فكر نابع من القرآن والسنة و هو فكر أهل السنة والجماعة .
5) فكر الإخوان ليس لطائفة معينة ولا لجنس محدد بل هو لكل الناس جميا ،وهذا الفكر صالح لكل المهن والمؤهلات رجالًا ونساءًا و أطفالًا وشيوخًا كل هؤلاء تجدهم فى الإخوان .
6)قوة التنظيم و مواكبة العصر و استثمار كل الطاقات كفيلة بالحفاظ على الكيان و الإبقاء عليه فى ظل الضربات التى يتلقاها من الأجهزة الأمنية .
7)إن الاخوان ليسوا جمعية خيرية ولا مؤسسة اقتصادية أو نادى رياضى بمجرد غلق مقاراتها و تجميد أموالها تنتهى ..بل هى فكرة تسرى فى ربوع الوطن والعالم بأسره ..فكرة اجتمع عليها الملايين و التى لن يستطيع أى أحد أن يجمدها أو ينهيها .
8)إن المجتمع المصرى هو شاهد العيان على تصرفات الإخوان فالاخوان بالنسبة لأى مواطن هو جاره فى السكن أو صديقه فى العمل أو رفيقه فى المسجد .. من يقف (المواطن المصرى) فى الحزن و يشاركه فى الفرح و يقدم له يد العون إذا كان محتاجاً و يقدم له المشورة إن طلب فهذا هو الاخوانى عند الشعب المصرى .
9) جماعة الإخوان ليست منعزلة عن الشعب المصرى بل تخالطهم و تحتك بهم بل فكل يوم يمر يزداد حب الناس لهم ..ودليل ذلك اكتساح الاخوان أى انتخابات تقدموا إليها بدءاً من الاتحادات الطلابية والجمعيات الخيرية مروراً بالنقابات والاتحادات العمالية انتهاءًا بالانتخابات البرلمانية والرئاسية .
10) إن التنكيل بالإخوان و قتلهم فى ساحات الميادين واعتقال قياداتهم والتضييق على من يحبونهم ..كل ذلك يزيد من حالة التعاطف معهم والتقرب إليهم والتعرف عليهم ..وربما يصل الأمر إلى الإلتحاق بهم ..و دليل ذلك كم كان عدد الاخوان فى عهد السادات و كيف زاد عددهم أضعافا مضاعفة فى عهد مبارك رغم كل الاستبداد والتضييق .
إن ما سبق يؤكد أنه لن يستطيع أحدكائنا من كان أن ينهى جماعة الاخوان أو يأد فكرتهم .. لأن الفكر لا يُحارب إلا بالفكر ،وطالما الذى يحاربهم ليس لديه فكر فاعلم أن الاخوان هم الباقون ..هكذا يقول التاريخ ببساطة !