يتكرر التاريخ في شكل دورات زمنية مختلفة تربطها أحداثٌ متشابهة، أبطالها مختلفون، إلا أنّ هذه المرة تكرر التاريخ بين أيدينا بالأبطال ذاتهم مجددا؛ ففي إعادة تكرارٍ لمشهدٍ مرّ عليه عقدان من الزمان، يلعب بطرس غالي دور البطولة مرّة أخرى.. ولمجزرة أخرى.
بطرس بطرس غالي، الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، و حفيد بطرس نيروز غالي رئيس الوزراء المصري الشهير بتصديقه على أحكام الإعدام ضد 6 من الفلاحيين المصريين فيما عرف بحادثة دنشواي.. خرج مؤخرا ليدعو لضرورة القضاء تماماً على الإخوان، وهو ما رآه محللون استعداء لسلطات الانقلاب ضدهم ومحاولة لتوفير غطاء ودعم لها لتصفية معارضيها ولو بمجزرة جديدة، مبدين استغرابهم من صدور تصريح كهذا من دبلوماسي سابق وليس من دكتاتور عسكري أو حاكم قمعي، معتبرين أن غالي بذلك يسير باتجاه إعادة إنتاجٍ أخرى لسيرة جدّه صاحب أحكام إعدام دنشواي.
ويرى الكثيرون من منتقدي غالي أنه سبق أن أعاد بطرس غالي إنتاج ملحمة جدّه، ولكن هذه المرة ضد البوسنيين، وذلك حين رفض لفترة -كأمين عام للأمم المتحدة- إرسال قوات حفظ السلام إلى البوسنة للحيلولة دون المجازر التي أودت بعشرات الآلاف من مدنييها على يد القوات الصربية، وتزامناً مع ذلك أيّد إصدار قرار حظر تسليح القوات البوسنية، ومع الضغوط وحين أرسلت الأمم المتحدة قوّاتها لحفظ السلام لم تقف حائلاً بين المدنيين وبين القوات الصربية والكرواتية، لكنّها اكتفت بمرافقة قوافل الإغاثة مع الخضوع للقوات الصربكرواتية في مناطق نفوذها وسيطرتها، ودفع الإتاوات لها.
بطرس غالي، الذي في عهده صادق مجلس الأمن -التابع للأمم المتحدة- على اتفاقيّة تنص على أن تحصل القوات الصربكرواتية على ما قد يصل إلى 70% من محتوى شحنات الإغاثة مقابل إعطاء التصريح بمرورها للمناطق المنكوبة، هو نفسه الذي أدلى بتصريح أخير خلال حوار له مع برنامج "نظرة"، دعا فيه إلى ضرورة القضاء نهائياً على جماعة الإخوان المسلمين، وذلك من أجل "استقرار البلاد" على حد تعبيره.
وتابع قائلاً: "لابد من تواصل أكثر مع الدول الأوروبية وأمريكا لإقناعهم بأنّ الإخوان جماعة إرهابية".
وفي ختام حواره ادّعى غالي أنّ الإخوان وراء العديد من الأعمال الإرهابية على مدار التاريخ ومنذ نشأتهم، متهماً إياهم بالضلوع وراء التفجيرات الأخيرة، على الرغم من أنّ التحقيقات لا تزال مفتوحة في قضايا أغلب التفجيرات الحاصلة مؤخراً، ولم يثبت أي منها ضد جماعة الإخوان.
