شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

بعد رئاسيات الانقلاب: “همود وانكسار”.. أم “تصعيد الثوار”؟

بعد رئاسيات الانقلاب: “همود وانكسار”.. أم “تصعيد الثوار”؟
هيثم أبو خليل: واهم من يظن أن الحراك الثوري سيهدأ  

هيثم أبو خليل: واهم من يظن أن الحراك الثوري سيهدأ

 

دينا زكريا: الحراك الثوري مستمر ولا يلتفت لأي إجراءات من أي نوع

 

وصفي أبو زيد: لن يهدأ للمصريين بال حتى يندحر الانقلاب

 

سيرين سامح: جهد مضاعف من الثوار سينهي الانقلاب

 

315 يومًا أو يزيد مروا على الانقلاب العسكري في مصر الذي قاده وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي، وبحسب ما تؤكده العديد من مراكز حقوق الإنسان، فإن هذا الانقلاب قد أسفر عن عشرات الآلاف من القتلى والمعتقلين، جرّاء التعامل الوحشي، وحالة القمع وانتهاك الحقوق الأساسية وتقييد الحريات، والتي كانت أبرز ملامح عصر الانقلاب.

 

وعلى الجانب الآخر، فقد أنتج الانقلاب أيضًا زخماً شعبياً، وحراكاً ثورياً في الشارع المصري، أصبح بمرور الوقت أكثر تجذراً من خلال فعالياته المستمرة منذ الثالث من يوليو الماضي وحتّى الآن.

 

وها هي سلطات الانقلاب على وشك الإسفار عن ما وصفه محللون بـ"المسرحية الهزلية"، في إشارة إلى انتخابات الرئاسة المزمع عقدها خلال أيّام من الشهر الجاري، حيث أنّها -حسب ما صرح به خبراء وناشطون لرصد- تهدف إلى شرعنة تنصيب قائد الانقلاب -عبد الفتاح السيسي- على عرش مصر، على أمل أن يؤدي ذلك لكبت الحراك الشعبي، وبسط السيطرة الأمنية على الشارع المصري، وذلك على حسب وعود قطعها قادة الانقلاب لمؤيديه وداعميه.

 

هنا يظهر تساؤلٌ يطرحه الكثيرون حول مستقبل الحراك الثوري في مصر في فترة ما بعد انتخابات رئاسة الانقلاب.. فإليكم هذا التقرير الذي نحاول فيه الإجابة عن هذا التساؤل عبر استطلاع أراء عددٍ من المحللين والناشطين المناهضين للانقلاب:

 

وثيقة بروكسل يرى الناشط السياسي الحقوقي "هيثم أبو خليل" أن السيسي (قائد الانقلاب العسكري) ومن حوله، يقومون بممارسة "أحط الأساليب"، وذلك على حدّ تعبيره، في إشارة إلى المجازر والاعتقالات المتزايدة منذ بداية الانقلاب، قائلاً: "هو واهم بأنه بعد الانتخابات الأمور ستهدأ". كما أضاف، في تصريحاتٍ خاصة لـ"رصد" أنّه يعتقد أنّ الحراك الثوري سيزداد، إذ لن توجد "طراطير"، و "سيكون المشهد واضحاً بأنّ السفاح يحكم"، وذلك حسب تعبيره. وحول رؤيته لكيفية توجيه الحالة الثورية بعد رئاسة الانقلاب، قال خليل: "الأمر يحتاج إلى تنسيق في المجال الوطني، والبناء على وثيقة "بروكسل"، وعمل اتحاد حقيقي على الأرض". وتابع قائلاً: "الأمر الثاني؛ لابد من تنسيق حقوقي فعّال، لفضح جرائم الانقلاب أمام مرأى ومسمع جميع دول العالم"

 

سقوط مدوٍ

 

من جانبها أكّدت الإعلامية "دينا زكريا"، على استمرارية الحراك الثوري، وعدم التفاته لأي إجراءات انتخابية تحاول شرعنة هذا الانقلاب الدموي. وأكّدت زكريا، في تصريحات خاصة لـ"رصد"، على أنّ الحراك الثوري سيزداد نضجاً وقوة، معللة: "الثوار يؤمنون أنّ المصريين المنخدعين بأوهام الاستقرار سيفاجؤون بالنفق المظلم والفشل المطبق لقائد الانقلاب وأعوانه".

 

وأضافت: "لذلك أتوقع سقوطاً مدوٍّ لهم، يصاحبه هبّة شعبية تسعى للخلاص من حكم من خدعهم وظلمهم" وفي رسالةٍ وجهتها للانقلابيين، قالت: "ليعلموا أنّهم حقاً ويقيناً إلى زوال بإرادة الله الذي لا يقبل الظلم، ثمّ بإرادة الشعب الصامد والمتمسك بالسلمية المبدعة والإيجابية".

 

لن تغير شيئًا

 

وصفي أبو زيد يتفق مع هذا الرأي، فالأمين العام لجبهة علماء ضدّ الانقلاب يرى أن انتخابات الرئاسة "لن تغيّر من واقع الأمر شيئًا"، حيث يؤكد أبو زيد على استمرارية الحراك الثوري، بل تضاعفه وتطوره "حتى لو تم الاغتصاب الرسمي لمنصب الرئاسة من قبل السفاح أو غيره"، وذلك على حد تعبيره.

 

ففي تصريحات خاصة لـ"رصد" أكّد أبو زيد على أنّه: "لن يهدأ بال للمصريين الأحرار حتى يندحر الانقلاب، وتتم محاسبة كل مجرم بما قدّمت يداه". وعبّر أبو زيد عن رؤية علماء ضد الانقلاب، فقال: "نؤمن أن الحكم المستبد والممارسات الأمنية القمعية لم ولن تجدي مع الشعب المصري الذي ذاق طعم الحرية، وكفر بالحكم البوليسي"، مضيفاً: "وقد ظهرت آثار وعي الشعب في عدم إقباله على مسرحية الرئاسة الهزلية في التصويت خارج مصر"، مستشهداً بقول عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً".

 

وأشار أبو زيد خلال تصريحاته بأهمية دور العلماء، حيث قال: "سيظل العلماء الأحرار يسهمون بدمائهم وجهودهم وأوقاتهم وحرياتهم وما يمتلكون، في سبيل الله ثم في سبيل حرية الأمة، وأن تحيا كما أراد رب العباد سبحانه"، مستشهداً بالآية الكريمة: "ولقد كرّمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً".

 

وفي ختام تصريحاته، قال الأمين العام لجبهة علماء ضد الانقلاب: "آن للمصريين أن يحيوا حياة كريمة، ومصر تستحق أن تتبوأ مكانتها بين الأمم، كفانا حكمًا عسكريًا يُبدد أمن البلاد، ويقوّض بنيان المجتمع، ويُهدر مقدرات الدولة، ويقهقرها ويجعلها في ذيل الأمم".

 

جهد مضاعف

 

من جانبها، وضّحت القيادية بحركة "مسيحيون ضد الانقلاب" سيرين سامح في تصريح خاصٍ لـ"رصد" أن قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي "يوهم جنوده أنه بمجرد توليه الرئاسة ستهدأ الأمور وسينتهي الحراك الثوري".

 

وأضافت سيرين: "إذا قام الثوار بالضغط في الشارع بمجهود مضاعف خلال أسبوعين متواصلين بعد الانتخابات، سيسقط الانقلاب"، متوقعةً أن تقوم أجهزة الانقلاب بعمل انفجارات، حتى تسيطر على المشهد السياسي وتفرض حالة الطوارئ إذا لزم الأمر، وذلك على حد قولها.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023