شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

العواجيز.. “دينامو” انتخابات العسكر

العواجيز.. “دينامو” انتخابات العسكر
كعادتهم منذ الانقلاب العسكري، وقف "العواجيز" حائط صد جديد في وجه الثورة ضد الظلم والانقلاب العسكري، حيث...
كعادتهم منذ الانقلاب العسكري، وقف "العواجيز" حائط صد جديد في وجه الثورة ضد الظلم والانقلاب العسكري، حيث بدأوها منذ ثورة 25 يناير بدعوات الاستقرار والعشرة وغيرها من العبارات الانهزامية، مرورًا بالاستفتاء على تعديل دستور 2012، وأخيرًا أصبحوا "دينامو" طوابير انتخابات العسكر، بعد عزوف شبه كامل للشباب في المشاركة؛ كلمات غاضبة علق بها أحد الشباب على الصور المتداولة من أمام لجان انتخابات الرئاسة التي تنظمها سلطات الانقلاب، والتي اقتصر الإقبال فيها على عدد قليل معظمهم من كبار السن.
 
وظهر اليوم بشكل واضح اقتصار الإقبال الضعيف على فئة "العواجيز" بعد مجازر في عدد من ميادين مصر عقب الانقلاب العسكري في 3 يوليو 2014 راح ضحيتها الكثير من الشباب، وهو ما دفع شباب على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" إلى اعتبار أنه لولا العواجيز لما وجد الانقلاب ناخبا، مؤكدا أن هذا الجيل من كبار السن هم "الدينامو" المتبقي للعسكر في حشد الناخبين.
 
وواصل الشباب على مواقع التواصل تحليلهم لرضا هذا الجيل بالانقلاب العسكري على إرادة الشعب بأن "غالبيته عاش خانعًا لنظام المخلوع على مدار 30 عامًا، ويوم أن قامت الثورة، ظل هذا الجيل يرفض ثورة يناير، ويتهم من هم بالتحرير، بالشباب الطائش وغير المسئول".
 
وبينما يرفض آخرون تقسيم الشعب باعتباره أجيالا وفئات عمرية مدللا على كثير من النماذج لكبار السن الذين ساندوا الثورة ووقفوا في وجه الطغيان، يدلل آخرون بصور استفتاء العسكري الذي كان في معظمه عبارة عن طوابير من كبار السن، ويردون بأن هذا التقسيم هو المعظم الشبابي الذي يغلب على فئة الثوار، وكبار السن التي تغلب على مؤيدي الأنظمة الفاسدة دون نكران حق وفضل الثوار من كبار السن، أو نكران عجز وتواطؤ مؤيدي الفساد من الشباب.
 

دولة العواجيز

 
وفي تقرير سابق ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن أبرز أسباب الأزمة المتفاقمة في مصر هو سيطرة "العواجيز" على المناصب الرئيسية في الدولة.
 
وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 20 مارس أن "عواجيز" نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك هم من يتصدرون المشهد السياسي في مصر حتى الآن، بينما يدفع الشباب فاتورة ذلك، حيث تبخرت أحلامهم في مستقبل أفضل.
 
وتابعت "الجارديان" أن ثورة يناير قامت للتخلص من الفساد والتمتع بالحرية، إلا أن أمنيات الشباب المصري تبخرت تماما بعد أن طغى عواجيز نظام مبارك على المشهد السياسي مجددا؛ وهو ما أصابهم بإحباط شديد وفاقم من الاضطرابات التي تشهدها مصر.
 
ومن جانبه، قال محمد عبدالجليل طالب بكلية الهندسة، إن دولة العواجيز لطالما حاربت النهضة الحقيقة للبلاد، نتيجة التأثر بالعادات والمواريث التي لا تصلح لأن يبنى عليها مصير دولة بكاملها، فلابد أن تختفي من المشهد الحالي، وأن يتم تمكين الشباب الذي قام بالثورة، مؤكدا أنهم الرهان الرابح.
 
وأوضح أن الشباب أمامه فرصة كبيرة لاستكمال الثورة الحقيقية، مؤكدا أن الشباب هم سبب الثورة وهم من سيتمتعون بمكاسب الثورة، وأنهم يمثلون نصف الحاضر وكل المستقبل.
 
ولفت محمد إبراهيم طالب بالصف الثالث الثانوي، إلى أن الثورة لم تقم من أجل تمكين العواجيز الذين أفسدوا الحياة السياسية طوال السنوات الماضية، مؤكدا أن الشباب هم شعلة الثورة ويجب استكمال مشوار ثورتهم واستعادتها وأن مشهد الاعتذارات كان يمثل انتفاضة كبيرة من الشباب وتلاحم ضد البطش والظلم، لكن أصحاب المصالح قاموا بتفريق الصف وخطفوا شعلة الحماس من قوى الثورة.
 
وفي السياق ذاته قال عمر مجدي، عندما نصر على التصنيف فيما بيننا في هذا الواقع الوهمي ما بين مع أم ضد الثورة، ونتناسى ذلك مع الأجيال الأكبر الذين يمكن أن نطلق عليهم (دولة العواجيز)، فهم الأخطر على الثورة..
 
وأضاف، عندما نصر على أن نكون رد فعل عصابة العواجيز بكل تصنيفاتهم وانتماءاتهم، بكل رموز فكرك وانتماءاتك سواء تحترمهم أو لا؛ فهم معاتبون جميعًا على تقصيرهم، وتضيعهم فرصًا حقيقة على مر العقود، والعتاب القاسي منا لهم على تخاذلهم البين الواضح عن الوقوف الحقيقي الوطني من ثورتنا، ومع هذا نصر أن نكون تابعين لأفعالهم الحمقاء.
 
وتساءل أحمد سعد، إلى متى سنستمر في هذا؟! إلى متى سنظل عندما نأخذ أي خطوة في سلم الفعل لا نكملها حتى نصعد السلم إلى النهاية، بل نفرح كالساذج المجذوم بالأخ الكبير حين ينزله من على السلم! عندما نصر أن نقع في دائرة المثل الشرقي المشهور "أكلت يوم أكل الثور الأبيض"، عندما نصر على أن نواصل دائرة حماقة (دولة العواجيز).
 
وأضاف: "إلى متى سنستمر في ذلك؟! حتى تدور بنا الدائرة وتخرج الأجيال الجديدة لتعاتبنا وتصنفنا ضمن تلك المجموعة من الأجيال التي ضاعت وضيعت الوطن. كفانا جميعًا من الواقع الوهمي، يجب أن نثور على تلك الأجيال قبل أن يثور علينا أجيال المستقبل".
 

الأذان في مالطة

 
وعن أسباب وقوف جيل العواجيز، ضد الثورة ودعمها للانقلاب يقول شادي المهدي، محاسب، أن هذا الجيل تربى على السكوت منذ 60 عامًا، ورغم ما رآه من ظلم واضطهاد في العهود السابقة، لم يحرك بنت شفة لمناهضة هذا الظلم ـ إلا من رحم ربي ـ، ولم يكتف بالسكوت فحسب، فعندما قامت ثورة يناير، ظل هذا الجيل رافضًا النزول من بيته، مكتفيًا بالسخرية ممن في ميدان التحرير، واصفًا إياهم بأنهم "بيأذنوا في مالطة".
 
وأضاف: وعندما نجحت ثورة يناير، ظل هذا الجيل يترحم على أيام مبارك والاستقرار المزعوم، رافضًا للحرية، لاعنًا للثورة، وعندما أجريت الانتخابات الرئاسية، ذهب ليعطي صوته لشفيق، الذي كان يمثل نظام المخلوع مبارك، إلى أن قام السيسي بانقلاب عسكري على الرئيس محمد مرسي، فوجد هذا الجيل في السيسي من يعيدهم إلى عصرهم المفضل، وهذا جاء واضحًا خلال مشاركته في استفتاء دستور الانقلاب العسكري، مختتمًا حديثة قائلاً: "الجيل اللي ظالمنا بسكوته، جاي دلوقتي يدفنا بصوته".
 
ولطالما كان "العواجيز" نسبة كبيرة بل الأغلبية بطوابير ما بعد الانقلاب، حيث أن عزوف الشباب عن المشاركة في التصويت باستفتاء على الدستور وكما هو الحال على الانتخابات الرئاسية المزعومة، يرجع ذلك إلى "إحباط الشباب بسبب ضياع ثورتهم".
 
كما أرجع البعض هذا العزوف إلى عدم ثقة الشباب في الإجراءات التي اتخذتها سلطة الانقلاب قبل وأثناء عملية التصويت على الدستور والانتخابات الرئاسية الحالية، فضلا عن إحباط قطاع عريض منهم من تجاهل وتشويه لدورهم في اندلاع ثورة 25 يناير، فيما اعتبر آخرون أن النفور من العمل السياسي أصبح واقعا مفروضا على جميع فئات المجتمع بعد انقلاب الثالث من يوليو، ومع ظهور بعض وجوه نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك وتصدرهم للمشهد.
 


تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023