أجرى رئيس حكومة أفريقيا الوسطى "أندريه نزاباييكي"، اليوم السبت، زيارة إلى حيّ "الكيلومتر 5"، معقل المسلمين في أفريقيا الوسطى، بالدائرة الثالثة بالعاصمة بانغي، التقى خلالها السلطات المحلّية ووجهاء معقل المسلمين بالدائرة.
وتأتي زيارة الوزير الأول إلى حي المسلمين ببانغي يوما قبل بدء حملة نزع السلاح الطوعي الذي بدأته الحكومة الانتقالية بهدف تهدئة الأوضاع في العاصمة.
وحسبما نشرت الأناضول قال "نزاباييكي" خلال الاجتماع لتبادل الآراء مع السلطات المحلية ووجهاء الدائرة "أعتقد أنه بالنسبة للكثير منكم، هذه هي المرة الأولى التي يرونني فيها، لأنها المرة الأولى التي آتي فيها إلى هنا منذ أن تمّ تعييني وزيرا أولا. وليس هذا من منطلق الإهمال، فلقد أرسلت العديد من الشخصيات إلى هنا، ضمانا للتواصل معكم بشكل دائم".
وتساءل رئيس الحكومة الانتقالية في أفريقيا الوسطى قائلا "إلى متى سنواصل الاقتتال؟ إلى متى سنواصل المعارك؟ هل تعتقدون أن الأسلحة التي نمتلكها كافية لتجلب لنا الأمن والسلام؟".
وأضاف "نزاباييكي" قائلا "الأسلحة منتشرة اليوم في كل مكان، وأطفال بسن العاشرة والخامسة عشرة يمتلكون قنابل يدوية. أعتقد أنه في مثل هذه الأزمات، وحدهم السكان ورؤساء المقاطعات ورؤساء البلديات من يمكنهم حلّ الإشكال، لأننا بصدد معالجة نزاع طائفي. ولهذا السبب أعلنا عن انطلاق اليوم الوطني لنزع السلاح طوعيا، بحيث يمكن للجميع أن يقتنع في وعيه وفي قلبه بضرورة نزع السلاح".
من جانبه، قال أحد أئمة المسلمين بالدائرة الثالثة ببانغي (فضل عدم ذكر اسمه)، خلال الاجتماع برئيس الحكومة، "ندرك جيدا أننا جميعا نريد السلام. ولكن هذا لن يحصل إلا حين تنطلق العملية في رؤوسنا".
وقال القس "باستور غاستون كوسينغا" يعيش بحي "الكيلومتر 5"، ولم يغادره حتى بعد اندلاع الأزمة، خلال الاجتماع بالوزير الأول "إن حي الكيلومتر 5 هو أكبر مركز للتسوق في العاصمة بانغي، وفي صورة انهياره، ستشمل تأثيراته اقتصاد البلاد ككلّ.. حياتنا في هذا الحي شبيهة بالسجن، والناس لا يستطيعون الخروج بالطريقة التي يريدون، وحتى نحن المسيحيون، نعامل كخونة ويتم استهدافنا والاعتداء علينا في حال خرجنا من هنا".
وكان رئيس الحكومة الانتقالية في أفريقيا الوسطى، أندري نزاباييكي، التقى، الأربعاء الماضي، مع قادة التجمعات السكنية ورؤساء أحياء ودوائر بانغي، تمهيدا لحملة "نزع السلاح الطوعي" المقررة الأحد 8 يونيو الجاري في العاصمة ومناطق أخرى.
وانحدرت أفريقيا الوسطى، الغنية بثروتها المعدنية، في مارس من العام الماضي، إلى دوامة من العنف، وشهدت حالة من الفوضى والاضطرابات بعد أن أطاح مسلحو مجموعة "سيليكا"، ذات الغالبية المسلمة، بالرئيس فرانسوا بوزيزي، وهو مسيحي جاء إلى السلطة عبر انقلاب في عام 2003، ونَصَّبت بدلاً منه المسلم "ميشيل دجوتويا" كرئيس مؤقت للبلاد.
وتطور الأمر إلى اشتباكات طائفية بين سكان مسلمين ومسيحيين وشارك فيها مسلحو "سيليكا" ذات الغالبية المسلمة ومسلحو "أنت بالاكا" المسيحية، أسفرت عن مقتل المئات، وفقًا لتقديرات، وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ما أجبر دجوتويا على الاستقالة من منصبه، بفعل ضغوط دولية وإقليمية؛ وتنصيب كاثرين سامبا بانزا رئيسة مؤقتة للبلاد.