شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

رسالة معتقل: نبض الصامدين

رسالة معتقل: نبض الصامدين
  وصلت إلى رصد رسالة من أحد المعتقلين المؤيدين للشرعية في...

 

وصلت إلى رصد رسالة من أحد المعتقلين المؤيدين للشرعية في سجون الانقلاب العسكري، عبر فيها عن طبيعة الحال وكل فتراته داخل الزنزانه مع زملائه، اوختص من بينهم معتقل آخر يدعى رجب، وكتب الرسالة بعنوان "نبض الصامدين.. أنا ورجب".

وكان نص رسالته كالتالي:

يفاجئني بنشاطه وحيويته … لا يكل ولا يمل …. له النصيب الوافر في الحركه في مساحه ضيقه… سيئة التهوية … قليلة المرافق.. صعبة في اكمال أية حدود دنيا في حياة وانفاس عشرة من البشر .. وفي الحوار يشارك مندفعا بروح الشباب يعبر عن وجهة نظرة بتلقائية وبساطة وأحيانا سطحية ..ولكن مع التدبر فيما يقول .. تراه يمثل النقاء والفطرة وقوة الايمان وثقة اليقين.. ولا أدري من أين يأتيه التفاؤل والأمل في نصر قريب… وانا لا أستطيع ملاحقة أفكاره ولا نشاطه .. وبصراحة يبدو أن سنواته التي جاوزت العشرين بقليل قد جمعت له من الخبرة ما يضاهي سنواتي وعمري الخمسيني أراه مثل أولادي في السن ولكن في الرأي والمنطق يبادلني الحجة بمثلها وله منطق ثابت ورأي صلب ورؤية يستمدها من ايمانه بربه وبدينه وبوطنه … تجاوز في حدوده كل الكتب التي قرأتها والمجالس التي قضيتها، عركته وطحنته سنوات الحرية الأخيرة…

 واستكمل المعتقل رسالته التي يحكي فيها عن نفسه وعن صديقه رجب :"وانطلق مغردا بين شباب الوطن لا يعرف مثلي سنوات الكبت ولم يتعود علي ما تعودت عليه من قهر وصبر وسكون. بدا في لحظات أقرب الي التحفظ والحرص وقليل من الجبن..هو رمز لجيله في انطلاقه وجسارته وانا رمز لجيلي المدقق المتأني المتردد الذي يحسب بعقله كل شئ حتي تطاوعه نفسه ويتقدم الصفوف أو حتي يشارك فيها… اما صديقي العزيز رجب فهو مرآة لقلبه فلا يعرف التردد… ولن يهزمه باذن الله عائق أو سجن… وفوق ذلك هو كريم الأخلاق حسن العشرة ذو مروءة .. يقفز عندما يراني باحثا عن شئ هنا أو هنا فليس في الزنزانة متسع لهناك… ثلاثة أمتار في مثلها تجمعني معه وثمانية من كرام البشر.. يصب علي الماء متوضئا.. ويسارع في تلبية احتياجاتي من الشاى والماء".

 

 وتابع:" ويمد يده الي مساعدا ومشجعا في الرياضة… وهو بالمناسبة مفتول الجسم وقوي الساعدين وعليه آثار هواء الريف ونقاء طعامه الذي نشأ فيه وتغلب عليه لهجته القروية… وتتراجع في حلقه كلمات المدينة علي الرغم من دراسته الجامعية الأزهرية… أراه مختلفا عني في كل شئ من النشأة والدراسة واللكنه … وطبعا السن .. ولكني أميل اليه وأحترمه وأشعر أنه يعوض نقصي ويكمل ما أري أن العمر أخذه مني .. فوق أني أحبه .. لا حب الأب لولده ولكن حب الصديق والأخ لأخيه في طريق دعوه تجمع الشتات ببساطه وتؤلف بينهم في سحر.. ولا أستطيع الا أن أري يد الله وقدرته هي التي تعمل وتيسر الصعب " ولكن الله ألف بينهم".

واختتم المعتقل رسالته:"هذه لفته صغيرة من كيمياء السجون والزنازين.. التي يحسبها المتعجل كهوفا صماء لا تحمل خيرا أو تعد أمرا… وأراها رغم ضيقها قد نشر الله فيها رحمته .. وهيأ لعباده الصالحين مرفقا " يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا" فقد جمعت السجون الشتات فقربتهم، والخبرات فتناقلتها… وعلمتنا الصبر علي محنة توشك أن تنتهي.. وتصنع جيلا.. سيحصد نصرا قريبا " وما ذلك علي الله بعزيز".



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023