عقــدت حكومة الانقلاب، اجتماعها الأخير، صباح اليوم، بمقر مجلس الوزراء، وقرر المجلس فى ختام الاجتماع تقدم الحكومة باستقالتها إلى عبد الفتاح السيسى قائد الانقلاب العسكري، وسط توقعات وتصريحات لمصادر مطلعة بالإبقاء علي محلب وإجراء تعديلات في بعض الحقائب الخدمية فقط بالرغم من المشكلات المتزايدة في عهده .
وفيما يلى نص الاستقالة:
فخامة السيد الرئيس/ عبد الفتاح السيسى
رئيس جمهورية مصر العربية الموقر
تحية واحترام وبعد ،،،
فيسرنى والسادة الوزراء أعضاء الحكومة أن نرفع لفخامتكم أسمى آيات التهانى التى تليق بمكانكم الرفيع بمناسبة تولى سيادتكم مهام رئاسة جمهورية مصر العربية، ونسأل الله لكم ولمصر على أيديكم كل السداد والتوفيق .
وأؤكد أننى عملت والسادة الوزراء أعضاء الحكومة على بذل أقصى الجهد فى تنفيذ المهام التى كُلفّنا بها فى ظروف بالغة الصعوبة، حيث كانت المطالب الفئوية قد أخذت أصواتها تتعالى لدرجة كانت تنذر بالقلق، فعملنا على التهدئة وامتصاص موجات الغضب العُمّالى، وإعادة عجلة العمل والإنتاج فى كثير من المصانع والهيئات، كما عملنا على توفير الخدمات الأساسية للشعب المصرى فى ضوء الاستخدام الأمثل للإمكانات المتاحة، ودفعنا عجلة العمل لتنفيذ مشروعات الحزمة التحفيزية، فأُنجِزَ بعضها ، وتحرك أكثر الباقى منها إلى الأمام .
وبذلنا أقصى طاقتنا فى أن يخرج الاستحقاق الثانى من خارطة الطريق على الوجه الذى يليق بمكانة مصر ومقامها، فالتزمنا الحياد والشفافية التى شهد بها العالم كله، ليُقبلَ الشعب فى منظومة ديمقراطية رائعة على اختيار القائد الذى أحَبّه ووثق به، مما أبهر العالم بعظمة هذا الشعب، وشِدّة ثقته بقائده والتفافه حوله.
كما اجتهدنا فى أداء واجبنا الوطنى تجاه مشروعات القوانين التى عُرِضت على الحكومة، والتى تطلبتها طبيعة المرحلة، فأعطيناها حقها من الدراسة والمناقشة وفق ما تقتضيه المصلحة الوطنية.
ونزلنا بقوة إلى الميدان لنقف على حجم المشكلات ونعمل على علاجها على أرض الواقع، وأصدرتُ توجيهاتى للسادة الوزراء بأهمية المتابعة الميدانية، مما أسهم فى بث رسائل إيجابية إلى الشارع المصرى.
وحاولنا اتخاذ خطوات جادة على طريق العدالة الاجتماعية، وتخفيف معاناة الطبقات الكادحة والأشد فقرًا والأكثر احتياجًا، كما عملنا على وضع خريطة واضحة للخدمات والمرافق تراعى المناطق المحرومة والمهمّشة، وبخاصة القرى والنجوع والمناطق الشعبية.
وقد اجتهدنا فى تنفيذ معطيات خطاب التكليف الذى كُلفّنا به وبأقصى ما نملك من طاقة فى حدود الموارد المتاحة، والظروف التى أحاطت بنا، وإنا لنرجو أن نكون بذلك قد أسهمنا ولو بشىء يسير فى خدمة وطننا الغالى وردّ شئ من الجميل الذى فى أعناقنا لمصرنا العزيزة.
وإنني لأشرف بأن أتقدم ووزراء الحكومة لفخامتكم باستقالتنا لأُفسحَ الطريق نحو اختيار من ترونه مناسبًا لخدمة الوطن واستكمال استحقاقات المرحلة المقبلة سائلين الله لسيادتكم كل السداد والتوفيق ، ولمصرنا الغالية النهضة والرقى.
ويطيب لى فى هذا المقام أن أتقدم بخالص الشكر والعرفان لجميع زملائى أعضاء الحكومة الذين بذلوا الغالى والنفيس وقدموا الجهد والعرق للوصول لما تحقق من إنجازات فى تلك الظروف التاريخية البالغة الصعوبة فى حياة شعبنا العظيم .
