استنكرت المحامية هدى عبدالمنعم مدير مرصد حرية لحقوق المعتقلين، ما تعرضت له الحرائر بسجن القناطر من اعتداءات بالغة أمس، مشيرةً إلى أن إدارة الانقلاب لا تكتفي فقط بتقييد الحرية لنساء وفتيات مصر بلا سبب أو جريمة حقيقية، لكنها كذلك تسلط عليهم زبانية السجون لتعذيبهن وإذاقتهن ألوان الإهانة وأصناف الانتهاك.
وقالت عبدالمنعم خلال بيان لها نشر على صفحة مرصد حرية المعتقلين: أن العالم كله يعرف حق الإنسان في إبداء الرأي وفي المحاكمات العادلة وحتى حقه في سجن ملائم من الناحية الآدمية والصحية؛ في حين أن مصر حاليا انعدمت فيها كافة تلك الحقوق وارتدت إلى عصور القوة وشريعة الغاب.
وانتقدت عبدالمنعم الصمت من جانب المراكز الحقوقية الدولية على ما يحدث في مصر خاصة للنساء والفتيات رغم أن المرأة لا تخضع فقط لمواثيق حقوق الإنسان، بل لها في العالم كله مواثيق وحقوق خاصة، قائلةً:" من الواضح أن العالم لم يعد يراها رغم تشدقه بها وتظاهره بالدفاع عنها؛ بل إنه لا يظهر تلك المواثيق إلا حين تهجمه على مؤسسة الأسرة ومرجعية الشريعة التي تحكمها".
وأشارت "عبد المنعم" إلى أنه إذا لم تتخذ المنظمات الحقوقية الدولية موقفا واضحا وصريحا تجاه الانتهاكات بحق الحرائر في مصر، فهذا يعني ضمنا مساندتها لقادة الانقلاب وللحكومات الجائرة التي تستبد بشعوبها؛ ما يعني أثرا خطيرا ينذر بانهيار شديد لكافة الأسس والثوابت التي قامت عليها منظمات المجتمع المدني الدولية.
يذكر أن الحرائر المعتقلات بسجن القناطر قد تعرضن أمس 11يونيو 2014إلى اعتداء بالغ وصل إلى حد الضرب المبرح وحرق المتعلقات الخاصة بهن حتى الأدوية منها، ما أسفر عن إصابات بالغة بكسور وكدمات فضلا عن إصابة بعضهن بنزيف حاد في الرحم، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل تم توزيع الفتيات على عنابر الجنائيات اللاتي من المتوقع أن يقمن بتعذيبهن مرة أخرى، فضلا عن توزيع بعض الفتيات على سجون أخرى من بينها دمنهور وبنها وجمصة، هذا بخلاف الحرمان من الزيارة بالأمس، بل ومن حضور الجلسات والعرض على النيابة، كما أن من شاهد الفتيات أكد أن بعضهن منزوعات الحجاب والكثير منهن ملابسهن ملطخة بالدماء، وهناك فتيات غير معلوم مكانهن حتى اللحظة.