قامت بعض المليشيات الطائفية في العراق أول أمس بقتل نحو سبعين مصليا وأصابت عشرات آخرين بجروح أثناء أدائهم صلاة الجمعة بمحافظة ديالى شمال شرق بغداد.
وقال الصحفي عمار الزبيدي للجزيرة إن مليشيات الحشد الشعبي (جماعات مسلحة شيعية تقاتل إلى جانب القوات الحكومي)، والتي تضم عناصر من المتطوعين هاجمت مسجد مصعب بن عمير في بلدة إمام ويس شمالي شرقي محافظة ديالى وقت إقامة صلاة الجمعة، وقامت بعملية إعدام جماعي للمصلين بمن فيهم خطيب الجمعة.
ونقلت وكالات الأنباء عن مصادر طبية قولها إن سبعين شخصا على الأقل قتلوا بهذا الهجوم، وأصيب عشرون آخرون.
لجنة للتحقيق
بدوره قال سليم الجبوري رئيس مجلس النواب العراقي خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم إن لجنة أمنية وبرلمانية مشتركة شٌكلت للتحقيق في مجزرة جامع مصعب بن عمير في ديالى حيث قتل العشرات من المصلين السنة وهم داخل المسجد على يد مليشيات شيعية كان رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي قد شكلها، موضحاً أن الداخلية تعهدت بنشر نتائج التحقيق خلال 48 ساعة.
وأكد أن الإصلاح الأمني يحتاج إلى وقفة جادة من مجلس النواب والحكومة، حيث سيكون من المهم سنّ تشريعات وتدابير تعاقب المقصرين والمتسببين في ما يحدث من عمليات مشابهة
وأضاف الجبوري أن الجرائم التي حصلت أمس والجرائم التي وقعت في السابق ارتكبتها أياد واحدة، وبيّن أن مجلس النواب يدين ذلك، كما يقف موقفا موحدا ضد كل الجرائم النكراء وسيعمل على محاسبة المجرمين وكل من ساهم في التساهل مع الدم العراقي.
كما اتهم الجبوري جهات أمنية والحكومة العراقية بتوفير الغطاء الرسمي لعمل المجموعات المسلحة في محافظة ديالى، معتبراً أن عدم اتخاذ تدابير وإجراءات لمواجهة هذه المجموعات يجعل العملية السياسية في خطر شديد. "
أمريكا
وقالت الخارجية الأميركية في بيان لها إن الهجوم على مسجد بديالى عبثي وبغيض، وعلى جميع القادة العراقيين التصدي معا للتطرف ،وفي تعليقها على ذلك أدانت الأمم المتحدة الهجوم أيضا.
وقالت النائب العراقية "ناهدة الدايني" إن مليشيات شيعية ارتكبتها، فيما أعلنت كتلة "ديالى هويتنا" بزعامة رئيس البرلمان سليم الجبوري، تعليق مشاركتها في مفاوضات تشكيل الحكومة الجديدة احتجاجًاعلى الحادث
وأشارت إلى أن طريقة التعامل مع المليشيات التي تنتشر مع قوات الجيش في مناطق عملياته،تمثل إحراجًا لرئيس الحكومة المكلف حيدر العبادي، وأبلغ مسئولون عراقيون صحفًا عربية أن الولايات المتحدة لم تستجب لطلب الحكومة توسيع نطاق مهماتها، بسبب وجود "إيرانيين ومليشيات إلى جانب الجيش".
وقال المصدر المقرب من الحكومة: "طلبنا من الولايات المتحدة زيادة دورها العسكري في البلاد لمواجهة تنظيم داعش، يتضمن عرضًا بنشر قوات قتالية على الأرض واستخدام القواعد العسكرية الجوية"، وأضاف "الطلب جاء بعد ساعات على قرار مجلس الأمن القاضي بمواجهة داعش".
انتكاسه
وقال محللون إن الهجوم الدموي يمثل انتكاسة لرئيس الوزراء المكلف "حيدر العبادي" المتنمي للأغلبية الشيعية والذي يسعى للحصول على دعم من السنة والأكراد لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية.
بينما أوضح ضابط بالجيش العراقي رفض الكشف عن اسمه إن المسلحين وصلوا في شاحنتين صغيرتين بعد انفجار قنبلتين في منزل زعيم ميليشيا شيعية مما أسفر عن مقتل ثلاثة من رجاله.
وكان الزعيم الشيعي مقتدى الصدر أعلن تشكيل "سرايا السلام" من عناصر "جيش المهدي"، وهي تتمركز في سامراء لحماية مرقد الإمامين العسكريين، بالإضافة الى مناطق في جنوب بغداد، حيث تخوض منذ أيام معارك طاحنة مع "داعش" في بلدة جرف الصخرئ".
