أكد الدكتور محمد محسوب، نائب رئيس حزب الوسط، أن التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب هو تحالف الضرورة والواجب، وأنه كيان "مكافح" نشأ في ميدان "رابعة"، لحظة الانقلاب لمواجهته، ولو عاد بهم الزمن لاتخذوا نفس الموقف بتكوينه لمناهضة من انقلبوا على إرادة الشعب.
يأتي ذلك في أعقاب إعلان حزب الوسط، اليوم، انسحابه الرسمي من التحالف والعمل خارج إطاره، لافتا إلي أنه سيعمل على إنشاء مظلة وطنية رحبة تحقق أهداف ثورة 25 يناير.
وقال محسوب، في تدوينة له علي موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"-:” كانت كثير من القوى السياسية تعيش تحت تأثير خصومتها مع الإخوان ووعود مكذوبة من قادة النظام بأنهم سيزيحون الإخوان ويسلمونهم السلطة على طبق من ذهب، كثير من أبناء الشعب اعتقدوا أن النظام الحالي ربما يعجّل لهم بالتحسن الاقتصادي والاستقرار”.
وأضاف محسوب:"في هذه اللحظة لم يكن لمن هم بالميدان في رابعة والنهضة، ممن آمنوا أن الانقلاب هو إسقاط لثورة يناير، سوى أن ينظموا صفوفهم ويكونوا تحالفا بينهم لمواجهة الموجة العاتية للاستبداد والإفقار القادم على مجنزرات ودبابات الانقلاب.
وذكر أن التحالف خلال عام نجح في حشد الجماهير في الشارع ضد النظام، في توعية الناس بأن مصر تمضي على غير الطريق الصواب، وفي الإبقاء على جذوة ثورة يناير مشتعلة، وسيكتب التاريخ أي ملحمة صنعها الشعب وقادها التحالف، وأنها هي المرحلة التي وضعت الجميع على طريق استعادة الحرية.
واستطرد "محسوب" :" الآن وبعد عام، قوى سياسية عادت تبحث لمكان لها في قلب مواجهة الظلم والتجريف لخيرات البلاد، وجماهير عريضة أدركت أنه جرى خداعها، ولسنا ممن يهوى كثيرًا بتذكير كل طرف بأخطائه وإنما التنبيه إليها للاعتبار بها والتعلم منها، وهؤلاء جميعا يحتاجون أن نفسح لهم مكانا في مسيرتنا لإستعادة الثورة”.
وتابع: ”ليس المقصود أن ينضموا إلينا في كل قناعاتنا، طالما تشاركنا في هدف إسقاط الظلم واستعادة الحرية وجعل أهداف ثورة يناير مرفوعة مرة أخرى بميادين مصر، وليس المقصود أن نتخلى عن قناعاتنا حتى ينضموا إلينا، إنما المقصود أن نصطف جميعا في المنطقة الخصبة التي يمكن أن تنمو وتزهر فيها ثورة يناير مرة أخرى”.
وأضاف محسوب أنهم على أعتاب مرحلة جديدة، داعيًا الجميع بلا استثناء للالتفاف حول ثورة يناير العائدة بعد أن سرقها النظام الحالي- حسب قوله- مضيفًا:” لا تجعلوا الأشكال والهياكل مقدمة على الأهداف والمقاصد، ولا تجعلوا اختلاف الاجتهادات عائقا من التوحد والانضمام لبعضنا، لنصنع موجة جديدة لا يمكن إلا أن تصل لمبتغاها، ولا يمكن للانقلابيين صدّها أو الالتفاف عليها”.
واختتم محسوب بقوله:" الغاية واحدة، وهو استمرار الثورة حتى انتصارها، والمقصد واحد هو استعادة الحرية وتمكين الشعب من التصرف وفق إرادته والتحكم في ثرواته دون أن يكون الطغاة وكلاء عنه أو أسيادا له، فالشعب هو سيد نفسه وصاحب قراره".
