أكدت صحيفة "ها آرتس" العبرية أن مجموعة من العلماء المتخصصين في النظم الإيكولوجية البحرية (البيئية) نشروا تحذيرا حول التداعيات الإيكولوجية لخطة حكومة الانقلاب العسكري الخاصة بتوسيع قناة السويس عن طريق إنشاء ممر مائي موازٍ جديد أكبر حجما وأكثر عمقا
وقالت الصحيفة في تقرير نشرته اليوم، الاثنين، إن العلماء وصفوا المشروع المصري الجديدة بأنه يمثل " أنباء مشئومة"، مضيفين أنه " سيكون له بالتأكيد تأثيرات مختلفة ومتنوعة، على الصعيدين المحلي والإقليمي، على كل من التنوع البيولوجي والسلع والخدمات الخاصة بالنظام البيئي في البحر المتوسط."
وأوردت الصحيفة ما صرح به الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، من أن القناة الجديدة سوف تضاعف عدد السفن والحاويات التي تمر يوميا، ما سيزيد من التعاقدات المبرمة بين البحرين الأحمر والمتوسط، وقال البنك المركزي المصري قبل ثلاثة أسابيع أنه قد جمع الأموال اللازمة لتمويل المشروع والتي تجاوزت الـ 8 مليار دولار.
وأشارت "هـــآرتس" إلى أن الخطاب التحذيري نُشر في دورية " بيولوجيكال إنفيجنز" Biological Invasionsالأسبوع الماضي كرد فعل على إعلان حكومة الانقلاب، وتم التوقيع عليه من جانب 18 عالم من 12 دولة، من بينهم البروفيسور بيلا إس. جاليل من المعهد الوطني لعلوم المحيطات الذي يتخذ من مدينة حيفا الإسرائيلية مقرا له.
وقد اختار العلماء تلك الدورية لاهتمامها الرئيسي بغزو الكائنات الغريبة للبحر المتوسط من البحر الأحمر عبر القناة.
وأفاد نص الخطاب، وفق موقع مصر العربية" بان " نحو 700 من الكائنات الحية غير الأصلية متعددة الخلايا المعترف بها حاليا من البحر المتوسط، والتي تم إدخالها بصورة كاملة عبر قناة السويس منذ العام 1869. وتُعد تلك واحدة من أهم الآليات والمحاور لعمليات غزو الكائنات البحرية في العالم. وعلاوة على ذلك، تظهر الطرق الجزيئية مستويات عالية من التدفق الجيني بين البحر الأحمر والكائنات الحية البحر المتوسطية."
وحذر خطاب العلماء من تفاقم الوضع على نحو أكبر جراء ارتفاع درجة حرارة مياه البحر المتوسط في العقود المقبلة مع زيادة التغيرات المناخية، مفسرين ذلك بأن المياه الدافئة سوف تعطي الكائنات الحية التي غزت البحر المتوسط قادمة من البحر الأحمر ميزة إيكولوجية في الوقت الذي تتكيف فيه تلك الأنواع الحية بالفعل على المناخ الساخن.
وأضاف الخطاب: " معظم الكائنات الحية غير الأصلية التي دخلت عن طريق قناة السويس قد تكاثرت وبقوة على امتداد الشام، من ليبيا إلى اليونان، بل وانتشر العديد منها في الجانب الغربي من البحر المتوسط. وتؤثر التداعيات التراكمية والفردية لتلك الأنواع غير الأصلية سلبا على وضع المحافظة على كائنات حية بعينها وأنواع أخرى مهمة، بالإضافة إلى تركيب ووظيفة النظم الإيكولوجية، وتواجد الموارد الطبيعية. بل والأدهى من ذلك أن بعضا من تلك الأنواع الحية ضار، سام ويشكل تهديدات واضحة على صحة الإنسان."
وتابع الخطاب: " على الرغم من أن التجارة وحركة الشحن العالمية حيوية جدا للمجتمع، تقر الاتفاقيات الدولية القائمة بالفعل أيضا بالحاجة العاجلة للممارسات المستدامة التي تقلل من التأثيرات غير المرغوب فيها والتداعيات بعيدة المدى. أن الوقت لا يزال أمام الموقعين على " ميثاق برشلونة" و " ميثاق التنوع البيولوجي لاحترام وتنفيذ التزاماتهم والمطالبة بـ " تقييم التأثيرات البيئة" التي من شأنها أن تقلص، إن لم تمنع، موجة الغز الجديدة في القرن الحادي والعشرين عبر قناة السويس الجديدة في مصر."
واختتم العلماء خطابهم التحذيري بقولهم: " بالرغم من تلك المواثيق الدولية، وقرن كامل من المطبوعات العلمية التي توثق لانتشار وتأثير الأنواع الحية غير الأصلية التي دخلت البحر المتوسط عبر قناة السويس- ناهيك عن التأثيرات الاقتصادية، الثقافية والبيئية حول العالم- فإننا أصبحنا وجها لوجه مع أمر واقع."