شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

من “دعاه لا قضاه” إلي” ثوار لا بغاة”..الجماعة تراجع التاريخ

من “دعاه لا قضاه” إلي” ثوار لا بغاة”..الجماعة تراجع التاريخ
أثارت تصريحات الدكتور جمال حشمت القيادي بجماعة الإخوان المسلمين وعضو مكتب الإرشاد العديد من ردود الأفعال حيث فتح حشمت ملف...

أثارت تصريحات الدكتور جمال حشمت القيادي بجماعة الإخوان المسلمين وعضو مكتب الإرشاد العديد من ردود الأفعال حيث فتح حشمت ملف فكر الإخوان الإصلاحي، واعتماد الجماعة عليه، في حين أن المرحلة تطلب فكر ثوري في ظل ما وصفة الحرب الدولية علي الإسلام السني.  

 

وترفع دائمًا جماعة الإخوان شعار "دعاه لا قضاه" ويعتبر هذا منهجها الذي تتعامل به طوال تاريخها، ومع الثورة المصرية في 25 يناير شهد منهج الجماعة اضطرابا كبيرًا، فلأول مرة تجد الجماعة أنها أمام ثورة، وهو ما تسبب في اضطراب كبير في سياسة الجماعة، حيث أكد محللون أن الجماعة لم تمارس الفكر الإصلاحي أو الثوري بعد ثورة 25 يناير، مما تسبب في اضطراب في سياستها أدت إلي فشل التجربة.

 

في حين قال آخرون :إن فكر الجماعة المرسخ لديها وهو الفكر الإصلاحي الذي كانت تدير به الجماعة والبلاد بعد وصلها للحكم، وحتي بعد الثورة مباشرة، وممارسة الفكر الإصلاحي بعد ثورة يؤدي إلي فشل الثورة وهذا ما حدث.

 

وفي المقابل أرجع محللون أن إتباع الجماعة للفكر الإصلاحي طوال المرحلة الإنتقالية كان لمنع حدوث مواجهات مع الجيش، وتجنيب مصر سيناريو سوريا والعراق، علي أمل إصلاح المؤسسة العسكرية بشكل تدريجي، وهذا ما لم يحدث.

 

 

وقال الدكتور جمال حشمت القيادي بالجماعة وعضو مكتب الإرشاد في تدوينة له مساء أمس يعلن فيها عن ضرورة تحول الجماعة من الفكر الإصلاحي إلي الفكر الثوري، تحت عنوان "ثوار لا بغاة".

 

وأكد حشمت :إن هذا هو المنهج الذي يجب أن يتدارسه الإخوان وغيرهم من الأحرار في مصر الآن لا نقول لقد انتهي دور منهج( دعاة لا قضاة) ! لكن هذا يحتاج إلي مناخ استقرار ووعي بما يناسب المرحلة وفي ظل تلك الحملة علي الإخوان بل علي الإسلام والسني خصوصا لإقصائه عن إدارة حياة المسلمين، بعد ان وضحت ثقة المسلمين في دينهم ومنهجهم.

 

وأوضح حشمت أنه وفي ظل الأخطاء التي ارتكبت في التربية أو إدارة المشهد بما يستحق من حنكة وعلم وتولد عنها من مآسي أعتقد أن الواجب تدارسه بشكل نظري وعملي هو ما أسميه ( ثوار لا بغاة) لمعرفة كنه الثورة وتعريفها وتشخيصها وعواملها وأدواتها وإدارتها ومألتها وكيف حض عليها الإسلام عندما بأبجدية غيرها والثوار وأخلاقهم وصفاتهم ومهاراتهم وثقافاتهم وأولوياتهم وفي جانب اخر ما هو البغي وأشكاله وكيف لانقع فيه وخطورته علي الامم والبشر وكيف نهي الله عنه.

وأضاف حشمت أن هذه مهمة أرجو ان يساعدني او يتولاه بعض علماء الأمة من المهتمين بهذا الأمر وفي تاريخ الثورة المصرية وواقعها حتى الآن ما يمكن أن يثري التاريخ الإسلامي ومناهج التربية لأن المعركة بين الحق والباطل ستطول ولابد من تغيير مناهج إعداد الثوار بما يناسب المرحلة والله المستعان".

 

وتعليقًا علي حديث حشمت قال محمد كمال الناشط السياسي أن تصريحاته تكشف عن الغليان داخل شباب الجماعة، وتمردهم علي فكرها الإصلاحي، وأن الوقت قد حان لتغير فكر الإخوان بشكل إجباري بعد أن تم إعطاء الفرصة كاملة للقيادات وفشلوا فيها.

وأوضح كمال في تصريح خاص لرصد اليوم أن شباب الجماعة أتبعوا قيادتهم في الفكر الإصلاحي، وعندما وجدوا الفشل الكبير الذي حققته الجماعة تحول فكر الشباب تدريجيًا وأصبح رافضًا لهذا الفكر، وكان علي الجماعة تغيير فكرها حتى لا ينفرط العقد، وتتجنب الجماعة غضب الشباب.

 

ومن جانبه قال الكاتب الصحفي والمتخصص في تيار الإسلام السياسي أسامة عبد الرحيم، أن حركة الإخوان المسلمين بمصر تواجه تحدي خطير يتشكل في مستقبل الجماعة ومستقبل الإسلام السياسي بالكامل؛ فبعد سنة من انقلاب 30 يونيو العسكري الغربي والعربي ضد أول تواجد للجماعة في السلطة، وتنحية الجيش للرئيس محمد مرسي في الثالث من يوليو، لم تُتضح بعد نتيجة الصراع العالمي مع الإسلاميين.

 

وأضاف أسامة في تصريح خاص لرصد اليوم أنه من المستبعد أن تحافظ الجماعة الإخوان وبقية أطياف الإسلام السياسي في المنطقة وحتى خارجها، على سياسة ضبط النفس أمام موجة المذابح والانتهاكات المريرة لحقوق الإنسان.

يصف بدقة ما وصل إليه الغليان داخل الجماعة التي بإرادتها أو رغما عنها تجد نفسها رأس حربة للإسلاميين في المواجهة، وقد أضعفت اعتقالات القياديين في الجماعة قبضة الإصلاحيين داخلها، إن لم يكونوا هم أنفسهم قد تحولوا إلى الخيار شمشون !

وأوضح عبد الرحيم "في تقديري انه عكس ما يتوهمه المطبلون حول مخاطر تماسك الجماعة أمام خيارات الوقت الإستراتيجية، ومستقبلها وعلاقاتها بنظام الانقلاب العسكري في مصر، لقد أفرزت التطورات دينامية جديدة داخل الجماعة، إذ كانت القيادة تاريخيا تمارس السلطة الكاملة في تسيير الحركة والتخطيط لمستقبلها، لكن الآن نستطيع القول رب ضارة نافعة فقد دخل شباب الجماعة على خط القيادة وخرجوا بها من متاهة التفكير داخل الصندوق".

 

وأكد أسامة أن الإخوان لا يمكنهم البقاء مكتوفي الأيدي أمام الهجمة الصهيوأمريكية العربية على ثوابت الأمة وحرية الشعب، فالحركة لا تتبنى طريق "الإصلاح" كوحي ملزم من السماء، واعتقد انها في حالة تصعيد تتدريجية تتجه نحو المواجهة بأشكالها المختلفة، وهذا يمثل تحديا أمام تقاليد التنظيم الذي رفع على مدى عقود شعار "المعارضة السلمية".

وأختتم أسامة كلامة قائلًا "اعتقد أن هذه المراجعة التي ذكرها د.حشمت في طيات ما كتبه على صفحته بالفيس بوك، إستراتيجية جديدة قد تساعد جماعة الإخوان على الاستمرار والتماسك، مع تسارع الحملة الأمنية التي تقوم بها قوات الانقلاب"

 

ومن جانبه قال الكاتب والباحث أبوبكر أبوالمجد المتخصص في الجماعات الإسلامية، أن مراجعة الذات ليست جريمة، وديننا الحنيف يدعونا لعدم تزكية النفس، قال تعالى: {فَلا تُزَكّوا أَنفُسكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتّقَى }.. صدق الله العظيم.

وأضاف أبوبكر في تصريح خاص لرصد أن ما يجري حولنا من متغيرات في المحيطين الدولي والإقليمي يدعونا جميعا لوقفة جادة، لتكوين رؤية تتناسب مع طبيعة المرحلة، نكشف من خلالها المتآمرين، ونتجنب بها بطش الجبارين، وجهل الجاهلين، وندفع بها العامة للفهم والإدراك لحقيقة ما يجري حولهم، ويحاك بهم.

 

وأكد بكر أنه لا شك أن هذه المراجعات للذات يحتاجها كل إنسان، وكل حركة وكل حزب وجماعة ومجتمع ودولة، وليس هناك وقت محدد للمراجعة، فهذا مرتبط بحال الفرد أو الجماعة، وشعوره هو بخطر قد يلم به حال استمراره على حاله في ظل متغيرات تحيط به، وإذا كان الإخوان يعتبرون أنفسهم حركة دعوية وسياسية قائدة، فقدرهم إذا أن يكونوا أول من يتحمل المسؤولية، وأن تذوب أحلامهم وطموحاتهم في أحلام الأمة وطموحاتها، وإذا كانت الأمة تمر بعثرة من صنع الجهل والتخلف والتآمر، فالواجب أن تتحمل هي تبعات ذلك وتسعى وفق استراتيجية ورؤية شاملة للوصول إلى كل فرد من أفراد الأمة، صابرة على جهل الجاهلين، وتلفيق الكذابين والمتآمرين".

وأكد بكر أن "هناك ضرورة ملحة بحسب المتغيرات الدولية والإقليمية والمصرية تقتضي أن يغير الإخوان من كل ممارساتهم وأدبياتهم فيما يتعلق بالشأنين الدعوي والسياسي، مستخدمين في ذلك كل وسائل التكنولوجيا الحديثة، ومتسلحين بالجد والاجتهاد والدأب والإصرار على النهوض بأبناء الأمة، واثبات ذلك عمليا، بعيدا عن حدود التنظيم وضرورة الانتماء له حتى ينعم بما يمكن أن يقدمه الإخواني من فكر أو نصح أو حتى خدمة".



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023