يعاني المرضي الذين لا يتمتعون بمظلة التأمين الصحي من الفقراء ومعدومي الدخل، فى مركز بلقاس بمحافظة الدقهلية، من تدهور الخدمة الصحية المتاحة، في الوقت الذي يرون فيه غيرهم من أصحاب النفوذ ينعمون بخدمات علاجية مميزة سواء داخل مصر أو خارجها، وبميزانيات مفتوحة.
ويعاني المواطن الفقير من مأساة في صرف العلاج على نفقة الدولة، خصوصًا في ظل التردي الكبير في الحالة الاقتصادية وزيادة أسعار الدواء بشكل غير مسبوق، حيث يتفنن الأطباء و العاملون بمستشفي بلقاس العام في معاقبة المرضى بعشرات الأساليب التي لا تمت للإنسانية بصلة، بداية من إرهاقهم بالسفر من قراهم حتى الوصول للمستشفي مروراً بتركهم ساعات في طوابير طويلة على الرغم من أن منهم كبار السن، وحتى تأخر وصول الأطباء الى المستشفى، حيث يصل بعضهم يصل بعد العاشرة مما يتسبب في تأخير صرف العلاج من الصيدليات الخاصة بالعلاج على نفقة الدولة، والتي غالباً ما تغلق أبوابها في الثانية ظهرًا.
ويخوض المواطن رحلة عذاب مريرة حينما يقرر الذهاب إلى المجالس الطبية المتخصصة لاستخراج قرار علاج له أو لأحد أقاربه من الدرجة الأولى، حيث تكون النهاية قرار علاج بمبلغ هزيل لا يثمن ولا يغني من جوع ولا يكفي تكاليف علاجه، وحتى بعد الحصول على قرار العلاج، تجد معاناة أخرى ومرضى كُثر لم يصرفوا علاجهم ويعودون إلى منازلهم، بعد مشقة شديدة في السفر يوميا ذهابا وعودة.
وتقول الحاجة "أم طارق": "أنا عندى 65 سنة .. كنت هنا امبارح وبرضو ملحقتش أصرف العلاج، لأن الدكتور جه متأخر والطوابير كتير والصيدلية بتقفل الساعة 2 .. روحونا وقالوا تعالوا بكره، وأنا بتحرك غصب عني.. أنا لو كان معايا تمن العلاج مكنتش جيت المسافة دى كلها انا جاية من الستامونى لحد هنا ..يعنى واحدة عندها السكر والقوولون والضغط زييي يجيبوها يومين ورا بعض كدا ويزنبوها في الشارع.. ربنا ينتقم منهم".
ومن جانبها اشتكت الحاجة " كوثر": "كل شهر يبحصل فينا كدا الدكاترة هنا شغالين بمزاجهم، الدكتور بييجي براحته ويروح براحته وسايب الناس واقفين في الشارع مش فارقة معاه، وكل مرة نروح نشتكي لمحمد موافي، مدير المستشفي، يقولو مش موجود وسايب الدكاترة وبتوع الصيدلية ماشين بمزاجهم ولا حد بيراقب".
وبدوره قال عم "رمضان": "احنا مش فارقين مع حد سواء عايشين ولا ميتين، دا حتى العلاج اللي عاملينه للغلابة بقى بالواسطة، الكشف بالواسطة، وصرف العلاج بالواسطة، واللى معهوش يستنى في الشارع في الطابور يومين تلاتة، يعنى مش كفاية عذاب المرض، ربنا يابني يرحمنا برحمته".