المكان: محيط ميدان التحرير
الزمان: عصر 17 ديسمبر 2011
الحدث: اعتداء قوات الجيش على فتاة من المتظاهرين
السبب: كانت تسعف المتظاهرين إبان فض الميدان
المشهد: فجأة التف حولها أكثر من 5 جنود وضباط نزلوا عليها بالعصي والهراوات ضربًا على جسدها الهزيل، لم يكتفوا بذلك بل قاموا بركلها في أنجاء مختلفة بجسدها، ثم قام أحد الضباط بركلها على "صدرها" حتى تفتحت "كابسين" عباءتها وتعرى جسدها.
إنها "ست البنات" التي خرجت يومها لمساعدة المتظاهرين وإسعافهم بأقنعة أو أدوية تساعد على التنفس مع الغاز الخانق.
نعم هذا مشهد حقيقي وليس تمثيلي حدث بالفعل إبان فض اعتصام مجلس الوزراء بأيدي قوات الجيش أنذاك، وسجلته وتناقلته وسائل الإعلام المختلفة، كما تصدرت صورة "ست البنات" عددًا كبيرًا من وكالات الأنباء، وأغلفة الصحف المحلية والعالمية، أبرزها "واشنطن بوست ونيويورك تايمز، وصن، وديلي نيوز، وتايمز، ورويترز للأنباء"، لكونها شاهدة على الانتهاكات التى مارستها قوات الجيش ضد المتظاهرين.
يأتي العام الثالث على ذكرى "أحداث مجلس الوزراء" ليفتح الجراح من جديدة، وليذكرنا بهذا المشهد المؤلم الذي لا تمحوه أي ذكرى، أن يتم الاعتداء على "ابنة الوطن" ممن يفترض أنهم "حماة الوطن".
"أحمد المصري" صحفي مصور هو صاحب السبق الصحفي لتلك الواقعة، بعد قيامه بتصويرها لتتناقلها وسائل الإعلام، في أحد أحاديثه الصحفية، قال أحمد: "الصورة من من أجمل الصور اللى التقطتها في حياتى، وتركت أثرًا كبيرًا فى حياتي على المستوى المهني والإنساني والأخلاقي"، مضيفًا:" عندما نظرت عبر "زوم الكاميرا"، لم أكن أتوقع أن الشخص الذي سقط على الأرض، وتكالبت قوات الجيش عليه ضربًا هو فتاة وليس شاب، وظللت متشككًا في أمر الفتاة حتى لحظة تعريتها، حينها لم أشعر بنفسي وبدأت أصرخ مردداً: حسبي الله ونعم الوكيل.. حرام عليكم ولكن لم يستجيوا".
والآن تمر الأيام والأعوام ولازال السحل مستمر ولازال الجيش يعتدي على نساء مصر، فمن ست بنات مجلس الوزراء لستات بنات مصر الآن لن تجد فرقاً كبيرًا فالشخصيات المعتدى عليهم من الفتيات مختلفة ولكن الجاني المعتدي واحد وهم عسكر مصر.