ساءت الحالة الصحية للمهندس المصري خالد القزاز، زوج وأب لأربعة أطفال، بعد أكثر من 500 يوم على اعتقاله داخل سجون الانقلاب، دون أن توجه له أية اتهامات حتى الآن.
وعمل "القزاز" مساعدًا للرئيس محمد مرسي، وكان يؤدي عمله داخل القصر الرئاسي وقت إعلان الانقلاب على الأخير واعتقاله.
صحيفة "ديلي صباح" التركية قالت إن عائلة قزاز تلقت أنباء عن تأجيل القضاة اتخاذ قرار بشأن إطلاق سراحه، ونقلت عن زوجته سارة عطية: "برغم أننا نواصل عملنا المعتاد، فإنني في كل دقيقة أتذكر الظلم الذي تعانيه عائلتي، ولكن الأكثر إيلاما فقداني أنا وأطفالي والدهم".
وأوضحت الصحيفة أن وضع القزاز الصحي تمثل حالة واضحة جدا لانتهاك حقوق الإنسان والاعتقال التعسفي في مصر.
وهذا ما أكدته منظمات حقوق الإنسان، مثل منظمة العفو الدولية هيومن رايتس ووتش، ومجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، كما تتابع السفارة الكندية القضية, حيث أعربت الحكومة الكندية عن قلقها إزاء تدهور حالة القزاز الصحية.
وتحت عنوان "رقم 500 له أهمية خاصة لدى سارة عطية"، أشارت صحيفة "فارسيتي"، الطلابية الخاصة بجامعة تورنتو بكندا، حيث درس خالد القزاز الهندسة الميكانيكية، أنه يقبع منذ أكثر من 500 يوم داخل زنزانة انفرادية ضيقة مساحتها مترين، وتعج بالحشرات ومحرومة من الضوء، وهو حاليا في المستشفى، حيث ينتظر أن تجرى له جراحة في العمود الفقري، إن لم تتم سريعا سيصاب بشلل دائم".
ونقلت الصحيفة عن إحدى طالبات تورنتو قولها: "لقد اشتركت في حملة للتوعية بقضية القزاز في كندا؛ لأنني شعرت أنه قريب لي، وبسبب ما كان يفعله من خير وأثر في المجتمع, كما أن ما يجري له وأسرته أمر مفجع".
وفي نهاية الشهر الماضي, نشرت صحيفة "هافنجتون بوست" الأمريكية رسالة لزوجة القزاز بعد 500 يوم من اعتقاله، قالت فيها: ما زال لدي أمل أن يتحرك المجتمع الدولي للمطالبة بالإفراج عن زوجي, بعدما قمت بالتواصل مع جميع جهات الأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان، التي تتعامل مع الاعتقال التعسفي وانتهاكات حقوق الإنسان، لتوثيق محنة زوجي وطالبتُهم بإجراء إيجابي".
وأضافت: "لكن القلق غالبا ما يكون أكبر من تحملي, برغم أن خالد قد نُقل إلى المستشفى، فإن انعدام الرعاية الطبية الملائمة قد تتسبب في إعاقة دائمة, فيما نصح الأطباء بضرورة نقله إلى منشأة طبية كندية".
ونشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في وقت سابق رسالة لخالد القزاز مهربة من سجن العقرب وضع لها عنوان "لماذا يقف العالم صامتًا؟, قال فيها: "اليوم، يؤرق أحلامي هذا السؤال: إخواني وأخواتي في الإنسانية، أنا أعرف لماذا تفرض
الحكومة العسكرية المصرية عليّ الصمت التام، لكن أرجو أن تجيبوني: لماذا أنتم صامتون جدًا حيال قضيتي؟"، مضيفا " إنني أواجه مثل هذه المعاملة لأنني أمثل وجهة نظر قائمة على تبادل حقيقي وتفاهم بين الحضارات والثقافات، أنا أمثل الجيل الذي عبر الحدود، ويعيش في مجتمع عالمي يقاوم سيطرة المؤسسات غير الديمقراطية".
كانت منظمة العفو الدولية دعت السلطات المصرية إلى تقديم العلاج اللازم له، أو الإفراج عنه سريعا ما لم توجه إليه أية تهمة، ومحاكمته أمام محكمة مدنية, وفقا للإجراءات التي تتماشى مع المعايير الدولية للمحاكمة العادلة", وأضافت المنظمة أن القزاز في حاجة ماسة لعملية جراحية بالعمود الفقري.
