كتب "أنس البلتاجي" شقيق الشهيدة "أسماء" رسالة من داخل محبسه بسجون الانقلاب، في ذكرى ميلادها، والتي تزامنت مع ذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم.
ونشر "عمار البلتاجي" الرسالة التي كتبها "أنس" من داخل زنزانته بسجن طره، عبر صفحته الرسمية على موقع"فيس بوك" والتي عبر فيها "أنس" عن اشتياقه لشقيقته واصفًا إياها بـ"عروس الشهداء".
نص رسالة أنس لشقيقته الشهيدة أسماء:
السلام علي زينة الشهداء ،عروس السماء ،سلام لك يمتزج بشوق اللقاء ،وألم الفراق،وفرحة بما وعد الله لعباده الشهداء ،في خير مستقر -بإذن الله،وبشري"بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين ".
اشتقت إليك يا أسماء،شوقًا إلي حسن طلعتك،وبهجة الروح في لقائك والأنس بصحبتك أعلم أن هذه الدنيا لم تروقك يومًا ،زهدتِ فيها،وكان أكثر اهتمامك فيها نصرة دينك وأمتك-وعلي صغر سنك-لم تكتفِ بتفوقك علي أقرانك من صفوف الدراسة ولكن كنتِ مبادرة في البحث في العلوم الشرعية والفكرية والحركة بها في غير انفصال عن فكر ولا واقع ،فكنتِ حاضرة في كل عملٍ ارتأيتِه لرفعة الأمة ونصرة الحق.
مشاركةً في أحداث الثورة المصرية من يومها الأول مرورًا بمواقعها المختلفة علي مدار عامين ومتضامنة مع الثورة الليبية والسورية-وداعمة بنشر القضية والدعم المادي -للثائرين المجاهدين من أبناء العرب المسلمين المقاومين للاستبداد الدموي المتسلط عليه.
وحاملة للقضية الفلسطينية ،مناصرةً لها بشتي الطرق الممكنة.. أشهد أنكِ أديتِ ما عليكِ في فترة قصيرة من العُمر عريضة واسعة ضربتِ فيها مثالًا يُحتذي به للفتاة المسلمة العزيزة بدينها وكتابها -المتفوقة بدراستها..المناصرة لقضايا أمتها..المتميزة بين أقرانها..فتركتِ فينا أثرًا نقتفيه ما حيينا"قل هذه سبيلي أدعو علي بصيرة أنا ومن اتبعني"
ستظل ذكراكم باقية في صدور الثوار المجاهدين تؤرق مضاجع القتلة الغادرين ،والله لم يزهقوا روحك الطاهرة -بقدر ما أحيوها -بإذن الله في قلوب الملايين من أبناء هذه الأمة ونفوسهم..يكفي أن دماؤكِ الزكية التي سالت علي أرض رابعة-جمعت شعوبًا وأجناسًا شتي، فرقتها سياسات دولية ظالمة وحدود إقليمية باغية وتسلط الحكام عليهنا فاجتمعوا علي عدالة القضية التي قضيتِ من أجلها(رفض الظلم والتبعية بكل أشكالها وغرس الثقافة المنتمية للتاريخ والحضارة الإسلامية وتمكينها.
ووقف تسلط الأجهزة الأمنية والأنظمة العسكرية علي حياة الشعوب، ووحدة الأمة الإسلامية بمختلف مكوناتها)والله إن دولة قامت علي دماء الشهداء وصرخات اليتامى ودموع الأرامل لن ترتفع لها راية ولن تتحقق لها غاية وستبقي في ذاكرة التاريخ -بأمر الله- عبرة وأية "من يزرع الشوك لابد سيحصده"
أشكو إليكِ أناس رضوا بالذل دينًا،أعانوا الظالم بالقول أو العمل أو حتي بالسكوت علي ظلمه رغم ما لحق بهم من أذاه ورغم ما أصابهم من ضنك العيش في عهده ، لكن عساهم يهتدوا حين يعلموا أن دولة الظلم زائلة لا محالة فيعجلوا بنهايتها "وتلك القري أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا" سبعة عشر عامًا يا أسماء عشتِهِم معنا مروا كأنهم بضعة أيام!..لا بأس.
ذكراكِ تفي لنا ما تبقي من أيام في هذه الدنيا حتي نلحق بكِ علي خير بإذن الله ،قد نزعتِ من قلوبنا حب الدنيا وكراهية الموت فصرنا ننتظر يوم اللقاء لتسكن القلوب وتقر الأعين! "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضي نحبه ومن ينتظر وما بدلوا تبديلًا"..إلي لقاء قريب في جنات الفردوس بإذن الله في مقعد صدق عند مليك مقتدر!
أخوكِ المحبوس في سجنه.أنس
3 يناير 2014