أوضح زعيم حزب غد الثورة، أيمن نور، أن أزمة مصر "ذات بعد إقليمي، ونظام عبدالفتاح السيسي (قائد الانقلاب العسكري) غير جدي في المصالحة"، مشددًا على أن السعودية تمثل حجر الزاوية لأي حل في البلاد.
وأشار "نور"، المقيم حاليًا في بيروت، إلى أن الرئيس محمد مرسي "تعرض لمؤامرة كبيرة، إذ عملت كل أجهزة الأمن ضده، حتى بدا وكأنه ضيف في قصر الرئاسة".
ووصف زعيم غد الثورة، المؤامرة على الرئيس مرسي، بأنه "كانت جزءًا من مؤامرة أكبر على ثورة 25 يناير، شنتها قوى الثورة المضادة التي استطاعت سرقة الثورة".
وفي مقابلة مع وكالة الأناضول، كشف البرلماني السابق، عن أنه ممنوع من العودة إلى مصر، لكنه أكد على أن عةدته ستكون خلال العام الجاري.
كما كشف عن أنه بصدد إنشاء "المجلس العربي للدفاع عن الثورات واللييرالية"، الذي ستكون رئاسته الفخرية للرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي، بينما سيكون هو (أيمن نور) نائبًا له، معلنًا أن انطلاقته الفعلية ستكون بـ"مؤتمر كبير" يعقد خلال شهرين، وسيضم توكل كرمان وغيرها من ثوار الربيع العربي.
وفيما يتعلق بالوضع في مصر، قال أيمن نور إن "الحل في مصر بات يحتاج إلى ضمانة إقليمية تلعب فيها السعودية حجزر الزاوية"، معتبرًا أن "التغيير القدري بتولي الملك سلمان بن عبد العزيز حكم السعودية سيكون له مردود مهم في الحل والمصالحة المصرية".
في السياق نفسه، فرّق زعيم حزب غد الثورة، بين 30 يونيو 2013، الذي يراه "غضبًا شعبيًا مشروعًا" وبين 3 يوليو من العام نفسه، والذي انقلب فيه السيسي على الرئيس مرسي؛ ويراه نور "مسارًا انقلابيًا واضحًا".
وشدد نور على أن موقفه الرافض للإطاحة بمرسي، كان "انحيازًا للحقيقة ولم يكن انحيازًا ضد شخص"، موضحًا: "شخصيًا لم يكن لدي أي مانع أن يخرج عبدالفتاح السيسي من حياته العسكرية ،وكوزير للدفاع وينطلق في الحياة السياسية، ويأخذ فرصته كجمال مبارك، وغيرهم ممن نحن ضدهم لكن لا نستطيع أن نصادر حقهم"، حسب قوله.
"نور" تطرق أيضًا إلى الانتخابات البرلمانية المرتقبة، معتبرًا أنه حال حدوثها، فإن "مصر ستشهد أسوأ برلمان في تاريخها". وأضاف: "كنا نقول أن برلمان 2010 كان الرصاصة الأخيرة التي أطلقت على رأس نظم مبارك، وأنا أقول أن البرلمان القادم في 2015 إذا حصل سيكون أسوأ من برلمان 2010 وسيكون له انعكاسًا سلبيًا على السيسي".
ويتوقع المعارض المصري أن "القوى الليبرالية التي ساندت السيسي لن تتمكن من دخول البرلمان الجديد"، مؤكدًا أن "البرلمان القادم هو برلمان مراكز القوى الذي سيدخله الجميع تحت شعار تأييدد السيسي ولكن الكل في هذا البرلمان سيعملون ضد السيسي".
كذلك تطرق أيمن نور إلى مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي، إذ قال: "السيسي لم يصنع مؤتمرًا للمانحين أو لجذب الاستثمار، بل صنع كرنفالية سياسية رائعة وإعلامية ممتازة، ويستطيع أن يعيش ستة أشهر على حلم هذه الكرنفالية".
وأضاف: "المؤتمر شكل فشلًا على المستوى الاقتصادي، وهو أقرب لمؤتمر مانحين"، موضحًا أن "الرقم الذي تحقق وقدمه المانحون لمصر في المؤتمر هو 12.5 مليار دولار، وهو أقل مما قدمته الإمارات وحدها في 2014 بحسب ما قاله نائب رئيس الإمارات محمد بن راشد في المؤتمر، ومعلوماتي أن السعودية قدمت وحدها بين 30 و33 مليار دولار في 2014. إذا حسبنا هذين الرقمين فقط فهما يمثلان رقمًا ضخمًا جدًا لم يتحقق عشره في هذا المؤتمر".
وعن محاربة الإرهاب ودور السيسي قال "أنا ضد أي دعوة وأي ممارسة للعنف سواء من السلطة الحاكمة، وهذه جريمة أكبر، أو من أي كيانات أخرى"، داعيًا "كل شركاء ثورة 25 يناير بمن فيهم الإخوان المسلمين لأن يكونوا متأكدين أنه لا سبيل إلا سبيل السلمية وأي محاولة لعسكرة الثورة أو تلويثها بالدم لا تفيد أحدًا في مصر إلا النظم السياسية".
ولفت "نور" إلى أنه قرر منذ فترة العودة إلى مصر، وذلك بعد الانتخابات الرئاسية التي قرر حزبه أن يقاطعها، وعندما شرع بهذه الخطوة فقد جواز سفره، وأتبع: "بناء عليه تقدمت بطلب للسفارة المصرية كأي مواطن مصري وتصورت أن هذا حق طبيعي، حتى تلقيت بعدها بأيام اتصالًا من مسؤول كبير يخبرني فيه أني لن أتمكن من الاستحصال على جواز سفر جديد وهذا شكل عقبة مادية حقيقية أمام عودتي".
