قالت مجلة ناشيونال إنترست الأمريكية، إنه “يمكن تلخيص استراتيجية مكافحة الإرهاب التي ينتهجها السيسي حاليًا على النحو التالي: (1) فصل، (2) إسكات، (3) تحييد الإسلاميين المعارضين”.
وأضافت: “ولفصل الإسلاميين عن بقية المصريين؛ ينشر السيسي خطابًا عدوانيا مناهضا للإخوان، يصور كافة الإسلاميين على أنهم من الإخوان المسلمين، ويصور الإخوان المسلمين على أنهم إرهابيين عازمين على تدمير الدولة، والغرض من هذا الخطاب هو تخويف المصريين ودفعهم إلى رفض الإسلاميين، ووضع ثقتهم في السيسي؛ وهي الاستراتيجية التي آتت أكلها تاريخيًا”.
وتابعت المجلة الأمريكية: “الجزء المتعلق بـ’الإسكات’ في استراتيجية السيسي يركز على منع الإسلاميين من التجمع ومناقشة الأفكار والتنظيم، هذا يعني أولا وقبل فصل الإسلاميين عن الشارع، وتحقيقًا لهذه الغاية، قتلت الحكومة المصرية 817 شخصا في فض ميدان رابعة خلال شهر أغسطس 2013”.
وأوضحت ناشيونال إنترست، أن “الإسكات يعني أيضًا السيطرة على المساجد ومنظمات المجتمع المدني غير الحكومية التي تجمع الإسلاميين، على سبيل المثال، في فبراير عام 2015، أغلقت الحكومة 27 ألف مسجد في أنحاء البلاد؛ لأنها لن تستطيع السيطرة على ما يقوله أئمتها، وبالمثل، حلت وزارة التضامن الاجتماعي في 1 مارس 112 منظمة غير حكومية لأنها كانت تابعة للإخوان المسلمين”.
واستطردت المجلة نص الشهرية: “نشر السيسي الجيش المصري لتحييد الإسلاميين؛ إما بقتلهم أو سجنهم، ولتحقيق هذه الغاية، يعمل الجيش المصري بنشاطٍ كبير في أنحاء البلاد، وفي شبه جزيرة سيناء، يشتبك بقوة مع ولاية سيناء، وفي أنحاء الجمهورية، تواصل القوات المسلحة اعتقال الإسلاميين بشكل جماعي، ورغم صعوبة الحصول على أحدث الأرقام، يمكن توضيح حجم الاعتقالات الجارية بالإشارة إلى أن 16 ألف مصري ألقي القبض عليهم ما بين أغسطس 2013 ومارس 2014”.
وأضافت المجلة الأرميكية: “صحيح أن هذا الطراز من استراتيجيات مكافحة الإرهاب آتى أكله على مدى العقود الماضية بنسبة أو بأخرى، لكن المتغيرات الأخيرة التي طرأت على البيئة الأمنية المصرية (والمتمثلة في: صعود تنظيم الدولة، وسقوط ليبيا، ودمقرطة المعلومات) جعلت هذه الاستراتيجية غير فعالة، إن لم يكن حوَّلتها إلى أداة للتدمير الذاتي”.