بعد اكتشاف مقصورة فرعونية العام الماضي للملك منتوحتب الثاني الذي يعود إلى الأسرة 11 ومؤسس الدولة الوسطى، والتي تعد هذه المقصورة من أقدم المعابد والمنشاّت الجنائزية التي تعود للعصر الفرعوني في مصر، أمر وزير الآثار بردمها.
وأرسل وزير الاّثار ممدوح الدماطي خطاب إلى محافظ سوهاج يأمر فيه بردم هذا الاكتشاف الأثري الكائن بعرابة أبيدوس المدينة الأثرية الواقعة بمركز البلينا جنوب محافظة سوهاج، والتي تشمل معابد رمسيس الثاني وسيتي الأول، ومعبد كوم السلطان، ومقابر الأسرة الأولى والثانية، ومقبرة الملك سنوسرت الثالث، وهي أكبر مقبرة في مصر، بالإضافة إلى هرم أحمس، وشونة الزبيب، ومنطقة أم القيعاب.
ويعود هذا الاكتشاف الأثري عندما قام أحد الأساتذة الجامعيين ومعه اّخرون وهم يحفرون داخل أحد المنازل المجاورة لمعبد أبيدوس، الأمر الذي أدى إلى هبوط في الشارع الواقع أمام المنزل، بعدما قاموا بعمل نفق أسفل المنزل، وقامت مباحث الاّثار بإلقاء القبض عليهم وتم تحرير محاضر لهم، إلى أن جاءت لجنة لتقصى الحقائق تابعة لوزارة الاّثار وتبين أنها مقصورة فرعونية للملك “نب حبت رع” مؤسس الدولة الوسطى.
وأمر وزير الاّثار في العام الماضي باتخاذ الإجراءات القانونية بأسرع وقت لاستكمال الحفر بالمنطقة.
وبالفعل وبعد أن بدأت أعمال الحفر بالمنطقة وأظهرت الموشرات أن الاكتشاف هو بداية لمعبد ضخم يتصل عن طريق قناة بمعبدي سيتي الأول ورمسيس الثاني، إلا أن العاملين بأثار البلينا فوجئوا في يوم الخميس الموافق 4 يونيو للعام الحالي بقرار الإدارة الهندسية بوزارة الأثار بوقف أعمال الحفر وردم ماتم اكتشافه بالرمال، وذلك بحُجّة عدم صدور قرار بنزع ملكية المنزل الذي يقع أسفله جزء كبير من المعبد، والمتهم مالكه بالتنقيب عن الأثار وعدم المقدرة المالية للوزارة في تعويض أصحاب المنازل المجاورة.
وأفادت مصادر مقربة لشبكة “رصد” من منطقة عرابة أبيدوس، أن الإدارة الهندسية تعمدت وقف أعمال الحفر والكشف عن هذا المعبد بحجة عدم توافر الإمكانيات المالية، بينما في حقيقة الأمر أن هناك وفود وبعثات أميركية وبريطانية سرية تعمل في المنطقة المحيطة بالاكتشاف الأثري في هذا التوقيت.