قال موقع ميدل إيست آي البريطاني، إن فرنسا “باتت هي الحليف الجديد المفضل لدول الخليج العربي”، معتبرة أن زيادة شراء السلاح الخليجي من باريس ومحاولة خلق حليف جديد “تعبران عن حالة الإحباط التي أصابت دول الخليج من حليفها التاريخي، الولايات المتحدة الأميركية، خاصة في ظل التقارب بين واشنطن وطهران حيال الملف النووي الإيراني”.
وأضاف الموقع أن “فرنسا ذاتها بحاجة إلى التواصل مع الولايات المتحدة الأميركية في ملفات حاسمة في المنطقة، الأمر الذي قد يفقدها مكانها المتميز لدى دول الخليج العربية سريعًا”.
وأشار الموقع البريطاني إلى أن “زيارة ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وزير الدفاع، إلى باريس الأسبوع الماضي والتوقيع على صفقات اقتصادية وعسكرية بلغت قيمتها نحو 12 مليار دولار أميركي، يؤكدان عمق العلاقات الخليجية الفرنسية”.
وفي مايو الماضي، أصبح الرئيس الفرنسي فرانسو هولاند أول زعيم غربي يحضر قمة التعاون الخليجي، ويضيف الموقع أنه “في حين شهدت الأشهر الستة الماضية توقيع عدة صفقات بين دول خليجية وفرنسا، منها اتفاق مع الرياض لتوريد سلاح للجيش اللبناني بقيمة 3 مليارات دولار، وصفقة لتجهيز قطر بطائرات رافال المتطورة بقيمة 7 مليارات دولار، بالإضافة إلى توريد طائرات من النوع نفسه لمصر بقيمة 5 مليارات دولار دفعتها الإمارات العربية”.
ولفت الموقع إلى أن “العلاقات الاقتصادية والعسكرية التي جمعت بين باريس والعواصم الخليجية خلال الفترة الماضية، كانت بمثابة رسائل إلى واشنطن بأن دول المنظومة الخليجية يمكن أن تتحول إلى مكان آخر لغرض الحصول على الدعم السياسي اللازم للقضايا المصيرية، التي تهم دول هذه المنطقة”.
وتابع: “كما أن الحصول على السلاح الفرنسي يعد مفيداً لدول الخليج العربي؛ لأنه سيمنحهم الفرصة لتنويع حلفائهم وتوسيع دائرة أمنهم في منطقة تعيش اضطرابات غير مسبوقة، فطائرات رافال على سبيل المثال ستكون إضافة قيّمة لدول الخليج العربية، تمكنها من القيام بنشاط قتالي في جميع أنحاء المنطقة سواء في اليمن أو ليبيا أو حتى ضمن التحالف الدولي الذي تشارك به دول الخليج ضد تنظيم الدولة الإسلامية”.
لكن، ورغم الإحباط الخليجي من سياسات واشنطن، بحسب الموقع، “فإن تلك الدول ما زالت تنظر إلى الولايات المتحدة على أنها المظلة الأمنية الأفضل، وهو السبب الذي دفع هذه الدول إلى تعميق علاقاتها مع باريس”.
وأضاف ميدل إيست آي أن “فرنسا ينظر إليها بحسد من قبل جيرانها الأوروبيين، فهذه الصفقات مثلت لها مكاسب اقتصادية وتجارية كبيرة، مقابل ما مثلته باريس ونجاحها في تقديم نفسها على أنها أقرب حليف غربي للخليج”.
ويرى أنه في ملفات مثل إيران وسوريا، وقفت باريس بجانب الدول الخليجية في الدعوة إلى اتخاذ إجراءات أكثر حزماً ضد نظام بشار الأسد، كما أن عملية بيع طائرات فرنسية لمصر اعتبرت بمثابة إعادة شرعنة لحكومة عبد الفتاح السيسي، المدعومة من دول خليجية، وأيضاً فإن فرنسا متوافقة مع التدخل السعودي في اليمن، وإن كانت لديها تحفظات ومخاوف من العواقب المحتملة التي قد تقود إلى مزيد من عدم الاستقرار الإقليمي.