بانتهاء شهر رمضان الكريم، وحلول عيد الفطر المبارك، والذي تستقبله الناس بالفرحة والبهجة وشراء الملابس الجديدة، تأتي “تفشي” الأسعار لتسلب فرحة العيد من أهالي مدينة المنصورة، فبالرغم من الازدحام الشديد فإن هناك ركودا شديدا في عملية بيع ملابس العيد.
حرصاً من شبكة “رصد” على إظهار الحقيقة من أرض الواقع، قام مراسلونا بالذهاب لمدينة المنصورة عامة، ولشوارع الأسواق الرئيسية خاصة، وفوجئ الجميع من الازدحام شديد في كل من شارع الجلاء، وشارع العباسي، وشارع السكة الجديدة، وبورسعيد، والثلاجة. وبالرغم من ذلك كانت محلات بيع الملابس “شبه فارغة” من المشترين.
وعند سؤال الأهالي والتجار عن سبب ذلك الركود في البيع، فكانت الإجابة المعتادة هذا العام، أن الارتفاع “الجنوني” لأسعار الملابس والأحذية. وعند سؤال أحد الأهالي “جبت لبس العيد السنة دي”، رد محمد عبد الوهاب، مدرسة لغة إنجليزية ” لا لم أقم بشراء لبس العيد إلى الآن ولا تسألني عن السبب، لأن الإجابة ببساطة لأسعار مولعة”، مضيفاً “توجهت أنا وزوجتي وأبنائي إلى المناطق الشعبية في المنصورة السكة الجديدة والثلاجة أملا في وجود أسعار بسيطة تناسب ميسوري الحال، ولكن صدمنا بالأسعار”.
وأضافت جمالات “مش ضروري نجيب طقم على بعضه أنا بانزل أشتري كل حاجة من غير الأولاد علشان لو جم معايا ممكن يحسوا بالفرق بين الأسعار وبين اللي أنا جايباه، إنما باجيب على أد اللي معايا وبيبقوا مقتنعين إنه أحلى حاجة.. المثل بيقول على قد فراشك مد رجليك وما باليد حيلة”.
وكان للتجار أيضاً نصيب من الاستياء الشديد من قلة البيع، فبعد أن قامت إحدى السيدات بالدعاء على أحد تجار الملابس قائلة: “ربنا ينتقم منكم خليتم الدنيا مولعة إنتم السبب في اللي إحنا فيه ربنا ينتقم منكم”، واكتفى التاجر بالصمت وعدم الرد، مما دفع مراسلي “رصد” بالتوجه إلى التاجر وسؤاله عن سبب صمته، ليرد قائلا “أنا مقدرهم جدا وحاسس بيهم، هم متخيلين إن الحاجة بتيجي رخيصة وإحنا بنغليها، لكن والله إحنا مظلومين البضاعة فعلا السنة دي غالية جدا”. واشتكى آخر قائلاً “نحن أكثر ضررا من المشتري، لأن الأسعار جاءت لنا بهذا المعدل أيضا، وهذا ليس بذنبنا، فالأسعار تأتي إلينا ونحن نزيدها بحد أدنى وكنا لا نتوقع هذا الجنون في الأسعار بالمرة”.
يُذكر أن مواطنين الطبقة المتوسطة والأدنى، يعيشون حالة حزن شديدة قبيل دخول عيد الفطر المبارك، بسبب أسعار الملابس والأحذية، فيتراوح سعر أطقم الأطفال بين 250-500 جنيه، وأسعار العباءات النسائية بين 300-1000 جنيه، وعلى هذه المنوال في كل الأسعار، وهي أسعار لم يسبق لها وجود داخل الأسواق الشعبية.