قال الدكتور نادر فرجاني، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، تعليقًا على قرار عبدالفتاح السيسي، قائد الانقلاب العسكري بتوزيع عملات تذكارية من الذهب على المدعوين في حفل افتتاح تفريعة قناة السويس الجديدة: “إن الظلم أعمى البصر وعديم البصيرة”.
وأضاف -في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”- “أن رئيس الحكم العسكري يوزع تذكارات ذهبية من أموال الشعب على من دعاهم لحفل افتتاح تفريعة القناة، ويؤنب المدرسين، صناع عقول المستقبل؛ لأنهم طالبوا برفع مرتباتهم الهزيلة، خاصة بالمقارنة بمن يغدق عليهم من أدوات البطش بالشعب: الجيش والشرطة والقضاء”.
كان السيسي قد قرر صك 22.505 ألف عملة ذهبية متدرجة الأوزان من ربع أوقية عيار 21 إلى 5 أوقيات عيار 21، فيما اعتبرته الحكومة “تخليدًا لذكرى قناة السويس الجديدة”؛ حيث ستوزع العشرات منها على الحضور في حفل الافتتاح مجانًا، كما ستوزع المئات منها على المسؤولين الحكوميين وأصحاب الحظوة في الوزارات المختلفة، وستعرض الكمية الباقية من فئة الربع أوقية والنصف أوقية للبيع للجمهور في منفذ مصلحة سك العملة.
وكشف مصدر في وزارة المالية المصرية، أن القيمة الإجمالية للذهب الذي تم سحبه بغرض سك هذه الكمية تجاوزت 200 مليون جنيه (25.5 مليون دولار)، بالإضافة إلى المعادن الأخرى المستخدمة في السك كالفضة والنحاس، موضحًا أن “القيم العالية التي حددها قرار رئيس الوزراء إبراهيم محلب لشراء العملات الذهبية والتي تبدأ من 4 آلاف جنيه وتصل إلى 30 ألف جنيه، تكفل تغطية هذا المبلغ المصروف إذا تم بيعها في السوق فعليًا، لكن هذا لن يحدث لأن معظم العملات ستوزع أو سترسل إلى الخارج كهدايا”.
وأضاف المصدر، أن وزير المالية هاني قدري دميان، كان قد اعترض في اجتماع مجلس الوزراء الأخير على هذا المشروع باعتبار أن العجز المتفاقم في الموازنة العامة للدولة، والذي يعيق صدور البيان المالي الرسمي من الوزارة حتى الآن، لا يسمح بمزيد من المصروفات التي لا تستطيع الدولة استردادها، خاصة إذا تعلق الأمر بجزء من الغطاء الذهبي لعملة متردية وتعاني تضخمًا مثل الجنيه المصري.
