قالت صحيفة “ناشيونال إنتيريست” الأميركية إن استراتيجية الرئيس الأميركي، باراك أوباما، في حربه ضد تنظيم “الدولة” قد فشلت فشلاً ذريعاً، وإن أفضل وسيلة لمحاربة التنظيم هي الحرب البرية التقليدية.
وتساءلت الصحيفة، في تقرير لها نشرته اليوم، عن مدى صمود استراتيجية الرئيس أوباما بعد مرور أكثر من سنة على المكاسب التي حققها تنظيم “الدولة”، مع استمرار الحرب ضده عن طريق الهجمات الجوية من قبل التحالف الدولي.
وأشارت الصحيفة إلى أن الحرب ضد تنظيم “الدولة” لم تكن من أجل استعادة النظام والأمن فضلاً عن الديمقراطية في العراق وسوريا، بل من أجل تحييد المتشددين الذين يضرون بالمصالح الأميركية، كما أن “أوباما” بحاجة إلى وسيلة لمنع تنظيم “الدولة” من الصعود لدوافع سياسية بحتة، متمثلة في درء انتقادات الجمهوريين لسياسة الديمقراطيين الخارجية التي تقف بوجه أي تدخل عسكري أمريكي خارجي.
وأصرت إدارة “أوباما” على الاكتفاء بالضربات الجوية وعدم إرسال قوات برية للقتال على الأرض، لكن المشكلة تكمن في أنه بعد سنة أو أكثر يظهر أن هذا الاستراتيجية قد فشلت فشلاً ذريعاً، وأن تنظيم “الدولة” لم يدمر بل على العكس تمدد في مساحات شاسعة من الأراضي، وامتلك وسائل عسكرية لشن حرب وحشية لم تظهر أي علامات على التهدئة، حسب ما قالته الصحيفة في تقريرها.
وتابعت الصحيفة قائلة: “إنه من الواضح الآن أنه مهما فعل الرئيس أوباما من محاولات لإنهاء الأزمات في العراق وسوريا واليمن ومهما حاول لمكافحة الإرهاب، فقد أثبتت الأحداث على أرض الواقع خلاف ذلك”، مشيرة إلى أن الحروب الأهلية والنزاعات تنتشر في مساحة أكبر؛ ممّا يدل على أن سياسات الولايات المتحدة الخاصة بمكافحة الإرهاب عفا عليها الزمن، كما أثبتت أن “الأعداء لديهم جيوش لا ينفع معها إلا الحرب التقليدية لا الضربات الجوية وحدها”، بحسب ما قالته.
واعتبرت الصحيفة أن تنظيم “الدولة” ليس مجرد منظمة إرهابية عادية، بل أخطر من ذلك بكثير لذا لن تصلح معه وسائل مكافحة الإرهاب التقليدية التي تتبعها إدارة أوباما؛ الأمر الذي جعله عرضة للانتقادات الداخلية كقائد أعلى للقوات المسلحة.
