في الوقت الذي تسعى فيه جميع دول العالم للاستفادة من المخلفات الزراعية، سواء في الاسمدة العضوية والاستغناء عن الاسمدة الكيماوية، او في الاعلاف، او في صناعة الورق والخشب؛ الا انها لا تزال تحترق في مصر لتحويلها الى امراض صدرية تصيب الانسان، مازلنا في مصر نعانى من احتراق المخلفات الزراعية واهدارها هباء، مما يؤثر سلبا على البيئة وصحة الانسان.
وتزداد الاضرار خاصة في هذه الفترة من كل عام، حيث جني محصولي الازر والذرة الشامية، والتي تصاحب جنيهما سحابة سوداء داكنة تغطي سماء القرى وتصل للمدن، إثر حرق قش الأرز والذرة. وهو ما يشكل خطراً كبيراً على صحة المواطنين، حيث تتسبب السحابة والادخنة الضارة في الإصابة بأمراض الصدر والرئتين، وخاصة الأطفال.
وفي نفس السياق، كان هناك جولة من شبكة “رصد” في المناطق الزراعية للوقوف على المشكلة، وسماع آراء المزارعين؛ وقال ابراهيم شعبان “نضطر لحرق قش الارز وحطب الذرة لأننا لا نجد مكان نضعه فيها فلو تركناها تكون مؤى للفئران والثعابين والحكومة كل عام تقول انها ستجد اماكن لتشوين هذه المخلفات والاستفادة منها ولكنه كله كلام لمليء الجرائد وشاشات التليفزيون فقط ولا نجد مكان واحد نذهب اليه بهذه المخلفات”.
وأعربت جمالات محمد، احدى المواطنين المصابين بضيق التنفس، عن تدني حالتها الصحية في تلك الفترة من كل عام، قائلة “انا صاحبة مرض اعانى من الربو وضيق في التنفس وهذه الفترة كل عام تكون أصعب الفترات عليا اذهب فيها الى المستشفى أكثر من مرة واظل على جهاز التنفس الصناعي مدة طويله… وفى بعض الاحيان اذهب الى ابنتي في الاسكندرية فترة حرق قش الارز وحطب الذرة”.
كما شارك سعد إبراهيم، مهندس زراعي قائلاً “الحكومة تعدنا كل عام بإيجاد اماكن لتجميع هذه الاشياء ولكن كلها وعود وحبر على ورق وتسديد خانات فقط فهذه ثروة لو استغللناها واستفدنا منها ستوفر لنا كثير من الاموال التي ننفقها على الاسمدة الكيماوية التي تضر بصحة الانسان ونحول المخلفات الزراعية الى اسمدة عضوية ونستفيد من الاموال التي تنفق عليها في مشاريع اخرى تفيد البلد لكن الظاهر علينا مش هنتقدم ابدا مدامت هذه العقلية التي تحكم البلد لا تنظر الى المستقبل ابدا”.
