لليوم الـ17 على التوالي تستمر “انتفاضة السكاكين” الفلسطينية، وهي موجة احتجاجات تشهدها الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ بداية أكتوبر 2015، تميزت بقيام فلسطينيين بعمليات طعن متكررة لعسكريين ومدنيين إسرائيليين.

اندلعت الشرارة الأولى للانتفاضة عقب قيام الجانب الإسرائيلي بعدد من الانتهاكات تجاه المسجد الأقصى في شهر سبتمبر 2015؛ أدت لاشتعال الموقف، ففي 9 سبتمبر صدر عن وزير الحرب الإسرائيلي قرار بحظر مصاطب العلم والرباط في الأقصى، وفي 14 سبتمبر اقتحم وزير الزراعة الإسرائيلي أوري آرئيل المسجد الأقصى بصحبة أربعين إسرائيليًا، وفي 17 سبتمبر، قام عشرات من شبيبة حزب الليكود (الحزب الحاكم) باقتحام المسجد الأقصى.

تشييع جثامين الشهداء

سلمت سلطات الاحتلال مساء اليوم السبت، جثمان الشهيد إياد خليل محمود العواودة “26 عامًا” الذي قتل بالرصاص عندما تنكر في زي مصور صحفي، وطعن وجرح جنديا عند مدخل مستوطنة كريات بالضفة الغربية.

كما تم تشييع جثمان الشهيد إيهاب حنني “19 عامًا”، الذي أصيب برصاصة قاتلة خلال اشتباكات مع قوات الاحتلال الخميس الماضي.

إضافة إلى تشييع جثمان الشهيدة، بيان العسيلي التي استشهدت برصاص مجندة إسرائيلية، والشهيد محمد عوض قواسمة الذي استشهد اليوم في وقت لاحق.

شهداء جدد

وصباح اليوم السبت، استشهد شابان جراء إطلاق النار عليهما من قبل جنود الاحتلال والمستوطنين في شارع الشهداء بالخليل بالضفة المحتلة والقدس المحتلة.

وأفادت مصادر صحافية مطلعة عن شهود عيان أن المستوطنين أطلقوا النار على الشاب فضل محمد عوض عبد الله القواسمة “18 عامًا” مما أدى لإصابته بجروح خطيرة استشهد على إثرها في ما بعد، نظرًا لمنع قوات الاحتلال سيارة الإسعاف الوصول إليه وتركه ينزف.

كما استشهد فتى “16 عامًا”، برصاص قوات الاحتلال، في حي جبل المكبر، جنوب شرق القدس المحتلة، وذكرت شهود عيان أن قوات الاحتلال أطلقت النار على فتى من مسافة قريبة، قرب مستوطنة “أرمون هنتسيف”، المقامة على أراضي حي جبل المكبر، مما أدى إلى استشهاده.

وأضافت أن قوة كبيرة ومعززة من جنود وآليات الاحتلال وصلت إلى المنطقة وفرضت طوقًا عسكريًا محكمًا، ومنعت الطواقم الصحفية من الاقتراب من المكان.

كما ذكرت صحيفة “معاريف” الصهيونية على موقعها الالكتروني، أن شابًا أقدم على طعن جندي إسرائيلي، داخل حاجز قلنديا العسكري شمال القدس المحتلة.

وقالت الشرطة الإسرائيلية “إن الجنود أطلقوا النار على الشاب وتم شل حركته”.

نشوب حريق في 35 حافلة صهيونية

كافحت سلطات الاحتلال الإسرائيلي حريق نشب في 35 حافلة على الأقل في موقف للحافلات بمدينة رمات جان المحتلة القريبة من تل أبيب، مساء اليوم السبت، ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات جراء الحريق.

وتحقق سلطات الاحتلال في إمكانية أن يكون الحريق ناجمًا عن عمل مدبر عمدًا من قبل الفلسطينيين، بعدما أبلغ عدد من سكان المنطقة عن سماع دوي انفجارات ناجمة عن اشتعال النيران في الحافلات، وشوهدت الأدخنة الناتجة عن الحريق فوق منطقة تل أبيب.

وأوضح المتحدث باسم الشركة مالكة الحافلات إيتان فوكسمان: “حتى الآن نحاول منع امتداد الحريق إلى حافلات أخرى وإلى محطة تزويد بالغاز تقع داخل المجمع، وهناك عدد من طواقم الإطفاء يعمل بشكل مكثف لإخماد الحريق”.

إحصائيات الانتفاضة

ذكرت “نجمة داوود الحمراء”، المختصة بتقديم الإسعافات للإسرائيليين، أنه تم قتل 7 إسرائيليين، بينهم امرأة واحدة، خلال الأسبوعين الماضيين وأصيب 125، من بينهم 10 حالاتهم خطيرة، و15 جروحهم متوسطة و67 إصاباتهم طفيفة، و26 أصيبوا بالصدمة في ذات الفترة.

وأشارت إلى مقتل إسرائيليين اثنين، شمالي الضفة الغربية، في حادث إطلاق نار “1 أكتوبر”، ومقتل اثنين في عملية طعن في البلدة القديمة “3 أكتوبر”، ومقتل اثنين في عملية طعن وإطلاق نار في حافلة في القدس ومقتل إسرائيلي واحد في حادث دهس في القدس.

وأوضحت وزارة الصحة الفلسطينية أن حصيلة الاعتداءات الإسرائيلية وقمعها بقوة الرصاص للمظاهرات في قطاع غزة أدت منذ بداية أكتوبر لاستشهاد 14 مواطنًا بينهم طفل وأم.

وفي الضفة الغربية استشهد منذ بداية الشهر الجاري 27 مواطنًا بينهم 5 أطفال، بينما استشهد أسير نتيجة الإهمال الطبي.