وصف الكاتب الصحفي والمؤلف، بلال فضل، تصريحات البرلماني أسامة هيكل رئيس مدينة الإنتاج الإعلامي، بشأن منع مسلسل “أهل إسكندرية” الذي ألّفه فضل، بالكاذبة حيث أكد أن سبب منع المسلسل أنه يخدم السياسة الإخوانية ولم يقدم على شرائه سوى شركة إخوانية.
وقال فضل في بيانه: “يعني لا أعتقد أن أي مواطن مصري أصبح يندهش حين يجد مسؤولا يكذب، لأنه كلما زادت قدرتك على الكذب ضمنت الترقي في المناصب، وهذا ما يدركه أسامة هيكل، الذي كان وزيرا للإعلام وقت مذبحة ماسبيرو، وارتكب تليفزيون الدولة في عهده جريمة تحريض طائفية، كان يجب أن تنهي مستقبله السياسي، لكن علاقاته القديمة بالأجهزة الأمنية كفلت له البقاء، وجلبت له منصب رئيس مدينة الإنتاج الإعلامي، ووضعته على رأس قائمة (في حب مصر) التي أصبح الكل يعرف بعد شهادة حازم عبد العظيم أن المخابرات هي التي صنعتها، ولذلك من الطبيعي أن يصبح أكثر جرأة على الكذب، لأنه يدرك أن وسائل الإعلام لن تعطي للآخرين فرصة في الوقوف ضد أكاذيبه”.
وأضاف: “اليوم نشرت تصريحات لأسامة هيكل يكذب فيها بكل وضوح قائلا إن مسلسل (أهل إسكندرية) يخدم السياسة الإخوانية، وأن هذا سبب منع عرضه، وأنه لم يجد أحدا يطلب شراءه سوى شركة إخوانية وأن القنوات المصرية اشترطت موافقة الأمن قبل عرضه، وأن الأمن ليس له دخل في ذلك”.
وتابع فضل: “طيب، هل المفروض إن أي حد عاقل يصدق إن الأستاذ خيري بشارة وهشام سليم وعمرو واكد والفنانة الكبيرة محسنة توفيق وبسمة ونخبة من أفضل الممثلين في مصر قرؤوا عملا يخدم السياسة الإخوانية وبدؤوا يصورونه في 2014 بعد سقوط الإخوان، وهل ممكن حد يصدق إن العمل الإخواني ده راح الرقابة بتاعة المدينة اللي أجازت تصويره في 2014 بعد سقوط الإخوان كخدمة للإخوان، هل يمكن أن يصدق عاقل مثل هذا الكذب؟”.
وأوضح: “حكاية إن أنا إخوان، دي كان ممكن تعدي في 2013 بعد ما كتبت ضد مذبحة المنصة وضد مذبحة رابعة، كان ممكن ده يعدي بل وعدى فعلا في ظل الهستيريا الإعلامية، لكن أعتقد بعد مرور كل هذا الوقت، وبعد ما يشنه على الإخوان من هجوم في صفحاتهم، بقى الاتهام ده أي حد عاقل يصدقه، وكان ممكن أسامة هيكل يستخدم تهم الطابور الخامس ـ عميل حروب الجيل الرابع، أو أي حاجة من الحاجات الجديدة اللي نزلت، وكان ممكن يستعين باللواء سامح سيف اليزل وضباط قائمة في حب مصر لمساعدته في تأليف تهم جديدة”.
وشدد في بيانه: “أتحدى أسامة هيكل إنه ينشر تقارير لجنة قراءة المدينة اللي أشادت بالعمل وبمواجهته للفساد والتطرف اللي ساهم في تغيير وجه إسكندرية في السنوات الأخيرة، وأتحداه إنه يحول للنيابة مسئولي الرقابة اللي أجازوا العمل طالما إنه عمل ضد الدولة ومع الإخوان، وأتحداه إنه يتهم الأستاذ حسن حامد والأستاذ السيد الغضبان ومسئولي الإنتاج بأنهم عملوا لمصلحة الإخوان وضد الدولة، هو آخره يكذب وهو مطمئن إلى إن حصانته التي نالها بسبب خدماته أيام مذبحة ماسبيرو ستنجيه من العقوبة”.
واستطرد الكاتب: “أما عن كذبة إن الدولة والأمن مالهمش علاقة بمنع المسلسل فده كان ممكن يتصدق قبل ما المهندس إبراهيم محلب يطلع في 29 يونيو 2014 ويقول في تصريح موجود على اليوتيوب مع وائل الإبراشي صراحة إن الوقت مش مناسب لعرض المسلسل لإحياء جراح معينة، وطبعا في نفس الوقت قال إن الحكومة لم تتدخل مباشرة، لكنها شافت إن الوقت مش مناسب وطبعا اللي متابع القضية من أولها يعرف إن الأستاذ حسن حامد قال صراحة للمصري اليوم إن الأمن اعترض على المسلسل”. وأكد فضل: “للعلم المسلسل بيتكلم عن الداخلية قبل يناير، لكن لإن داخلية ما بعد يونيو بقت زي داخلية ما قبل يناير وألعن وأضل، فكان لازم يتم منع المسلسل. نيجي للكذبة الخاصة بإن ما فيش قنوات تقدمت لشراء المسلسل واشترطت موافقة الأمن، طبعا أسامة هيكل بيعتمد على كثرة التفاصيل اللي بتخلي الكلام ينسي بعضه بعضا، لكن أي حد متابع للقضية يعرف إن قناة الحياة وقناة المحورمش بس عرضوا إعلانات للعمل لكن عملوا له إعلانات في الشوارع، والإعلانات دي اتصورت وموجودة لدى فريق العمل، ولا يمكن إنكارها، وطبعا بعد منع العمل اتشالت والقنوات التزمت الصمت”.
وتابع البيان: “طبعا أسامة هيكل يعرف إنه لا مجال لإعادة النظر في سيناريو مسلسل تم الانتهاء من تصويره، إلا إذا كان سيتم حذف مشاهد ضابط الشرطة بالكامل، وهو ما تم اقتراحه من قبل، ورفضه تماما الأستاذ خيري بشارة اللي كذا مرة يطلب من الفنانين يتضامنوا مع فريق عمل المسلسل وطبعا الغالبية اختارت الطناش، لأسباب مفهومة”.
وأردف: “بالنسبة للشركة الإخوانية اللي بيقول إنها اتقدمت لشراء المسلسل مما يثبت إنه بيخدم الإخوان، فطبعا ما قالش إن دي شركة التلفزيون العربي، اللي باقدم فيها برنامج (عصير الكتب)، لأنه لو قال اسمها، أي حد متابع هيعرف إنها السنة اللي فاتت اشترت وعرضت مسلسلات تحت السيطرة والصعلوك والكبير، ودي طبعا كلها زي ماحنا عارفين مسلسلات بتخدم الإخوان، زي مابرنامج (الموهوبون في الأرض) كان بيخدم الإخوان، طيب لما الشركات اللي أنتجت الأعمال دي باعت أعمالها للشركة دي، ليه إنت تهدر مال الدولة وتمنع عرض المسلسل فيها طالما إنت زعلان على مال الدولة”.
وقال: “عموما من أمن العقوبة تحرى الكذب واعتاد عليه، ولو كان في أي احترام للقانون، كان زمان أسامة هيكل في السجن دلوقتي بتهمة المسئولية السياسية عن التحريض على قتل الأقباط في ماسبيرو، بدل ما بقى بيجمع بين منصب تنفيذي ومنصب نائب معين من المخابرات، كمكافأة ليه على دوره في خدمة الأجهزة، لكن الأيام دوارة والحساب يجمع، والعمل موجود ويوما ما بإذن الله سيتاح للناس مشاهدته والحكم عليه”.
واختتم بيانه: “ختاما: قلت منذ اللحظة الأولى لمنع المسلسل في يونيو 2014 أن قضية هذا المسلسل ليست قضية شخصية، بل قضية حريات عامة، وللأسف اتهمني بعض الكتاب والفنانين وقتها بأني أكذب لعمل دعاية للمسلسل لأنه لم ينته تصويره، وبمرور الأيام اتضح أن منع المسلسل كان بداية لقرارات كثيرة عصفت بالحريات ولازالت هذه القرارات مستمرة، ولا زال كثير من المثقفين والفنانين صامتين، لأنهم يتصورون أنهم يخدمون الدولة ضد الإرهاب، وأعتقد أن الأيام تثبت أن دولة السيسي بمثل هذه القرارات التي تقتل الحريات كانت ولا تزال الراعي الرسمي لداعش في مصر”.