شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

“حاتم” الأمين والشيخ ورئيس التحرير الشاذ.. 3 قصص توثق حكايات من بر مصر

“حاتم” الأمين والشيخ ورئيس التحرير الشاذ.. 3 قصص توثق حكايات من بر مصر
دائمًا ما يعمل الفن على وصف الحالة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للبلد التي ينشئ منها، كما أجمع دارسو الفنون ومدرسوها في كل العصور،

دائمًا ما يعمل الفن على وصف الحالة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للبلد التي ينشئ منها، كما أجمع دارسو الفنون ومدرسوها في كل العصور، أن الفن هو مرآة المجتمع.

وفي الأعوام الأخيرة اشتهرت الأعمال الفنية في مصر -سينما ومسرح ومسلسلات وروايات- بالتركيز على الفساد والمحسوبية والرشوة، مع تأكيد المخرج أو المؤلف أن هذا هو واقع مصر الآن.

حاتم أمين الشرطة، وحاتم رجل الدين “الوصولي”، وحاتم رئيس التحرير الشاذ، كلها أعمال حكت الواقع في مصر، وعلى الرغم من اختلاف كُتّاب هذه الأعمال ومؤلفيها، فإن الاتفاق الوحيد كان على اسم “حاتم”.

رئيس التحرير الشاذ

أول الأعمال التي قدمت حاتم كـ”شاذ”، هي رواية “عمارة يعقوبيان”، للروائي علاء الأسواني، في عام 2002، وتحولت هذه الرواية إلى فيلم سينمائي عام 2006 من سيناريو وحيد حامد وإخراج مروان حامد وإلى مسلسل تليفزيوني أيضًا عام 2007 من سيناريو عاطف بشاي وإخراج أحمد صقر.

ولم تكن هي المرة الأولى التي تتعامل فيها السينما المصرية، مع قضية الشذوذ الجنسي، إلا أن دور الفنان خالد الصاوي في فيلم عمارة يعقوبيان، الذي يعاني من الشذوذ الجنسي، تعد من المرات القلائل التي تعاملت فيها السينما المصرية بتلك الجرأة والاستفاضة مع هذا النمط من الشخصيات.

“حاتم رشيد” الذي ينتمى لأسرة عريقة ويحتل مكانة مرموقة بين صفوة رجال الصحافة جعلت منه رئيسًا لجريدة تصدر بلغة فرنسية، يعاني من عقد نفسية منذ الصغر جعلت منه إنسانًا يبحث عن ذاته، عندما وصل إلى مرحلة الرجولة التي لم يستطع اكتسابها وبما أنه كتلة متحركة من الصراعات النفسية الداخلية فقرر أن ينقب بنفسه عمن يمده بحنان وقسوة “الأم والأب” معًا في آن واحد، هذا الأب الذي افتقده طيلة صباه، وتلك الأم الساقطة التي رآها قرر بعينه في احضان الغرباء.

من هنا نشأ لديه إحساس الذنب فظهرت انحرافاته ورغباته نحو أبناء جنسه من الرجال التي ظلت تنمو معه كهواية ولعبة، إلى أن أصبحت حاجة ماسة تنسيه طفولته التي لم يله بها وتبعده عن الواقع، ويمارس “حاتم” علاقة مع جندي الأمن المركزي “عبد ربه” الذي يتركه بعد أن مات ابنه، ويموت “حاتم” على يد عشيق جديد.

أمين الشرطة الفاسد

“هي فوضى”، ويُعتبر من أشهر الأعمال التي قدمت “حاتم” نظرًا لكثرة المواقف والأقوال التي أصبحت مأثورة إلى الآن، وتدور أحداث الفيلم في الزمن الحالي، ويبرز الفيلم الفساد المتجسد في القمع المباشر والرشوة والمحسوبية وتزوير الانتخابات والسيطرة الغاشمة للسلطة والكبت الجنسي، كما يبرز الفيلم نوعًا من المقاومة وصولًا إلى ثورة جماعية في النهاية.

يجسد الفيلم نموذجا واقعيا -ومؤسفا في ذات الوقت- لجبروت السلطة وبلوغها أقصى درجات القهر والطغيان وذلك من خلال شخصية حاتم أمين الشرطة (وهي شخصية الفيلم المحورية) الذي يستغل منصبه أسوأ استغلال لتحقيق مآربه ومصالحه الشخصية، حيث يتمكن حاتم من امتلاك كل ما يشتهيه إلا أن قلب جارته المدرسة الشابة نور الذي يستعصى عليه حيث تفضل عليه وكيل النيابة الشاب شريف وهو ابن ناظرة المدرسة التي تعمل بها.

وفي الفيلم سلطة تعتقل وتهدد، ومسؤولون يمثلون هذه السلطة يمارسون الابتزاز والترويع ويتسترون على جرائم ويقفزون فوق القانون، ومعارضون معتقلون بموجب قانون الطوارئ، وغياب تام لتحديد المسؤولية، وتعذيب وانتهاك للحريات يصل إلى أقصى درجاته، وباستخدام أكثر الوسائل بربرية داخل أقسام الشرطة.

“حاتم” أمين الشرطة الفاسد الذي يحكم الحي الشعبي بالقهر والقمع وإشاعة الخوف وإساءة استخدام السلطة، هو رمز للسطلة الغاشمة، لقد حول مركز الشرطة إلى سجن خاص يسوق إليه كل من لا يلبي له طلباته، أو يخالف تعليماته ولا يستجيب لطلباته، بل وكل من يشعر هو بالحقد عليه لسبب أو لآخر.

الشعار الذي يردده أمام الجميع طيلة الوقت هو “إن كل من لا خير له في حاتم، لا خير له في مصر”، وتحول “حاتم” إلى “حاكم”.

عُرض هذا العمل في 2007، وقام بدور البطولة الفنان الراحل خالد صالح “حاتم”، وهو إنتاج مصري فرنسي مشترك، ومن إخراج يوسف شاهين وخالد يوسف، يعتبر الفيلم آخر الأفلام التي أخرجها المخرج المصري الراحل يوسف شاهين، حيث شاركه في إخراجه تلميذه المخرج خالد يوسف.

الداعية الوصولي

“مولانا” هي عمل روائي للكاتب الصحفي إبراهيم عيسى، تم نشره عام 2012، يتناول العديد من المواضيع، منها الإشكاليات ذات الطابع الإسلامي حول الحديث النبوي، والمعتزلة، والتشيع، وأهل الذمة، والإرهاب، وشيوخ الفضائيات، ويُعد الشيخ “حاتم الشناوي” الملقب بـ”مولانا” في الرواية، هو الشخصية الرئيسة فيها، وهو نموذج لداعية مرن ومرح يراعي الظروف ومتطلبات العصر.

وبحسب ما أكدته الكاتبة الصحفية، فريدة النقاش، عن الرواية، أن الشيخ “حاتم الشناوي” الملقب بمولانا في الرواية، هو نموذج لداعية مرن ومرح يراعي الظروف ومتطلبات العصر، وعلى الرغم من علمه الغزير، فهو لا يقدم إلا ما يريده المشاهدون وما يحبون أن يسمعوه، أي أنه يبقى على السطح لا يتجاوزه إلى الأعماق، لأن الأعماق مهلكة، ولا تعجب أي طرف، لا الحكومة ولا التجار المعلنين، ولا أصحاب الفضائيات، ولا المشاهدين، فالإنسان العادي لا يحب أن يسمع إلا ما يدغدغ مشاعره، ويمسح دموعه، ويربت على أكتافه، لا يبحث عن الحقيقة بقدر ما يبحث عن خداع النفس، والنأي عن أي مسؤولية أو تبعات ترهقه أو تتعبه.

ومن هنا كان الشيخ حاتم موزعًا بين علم سطحي مكرور لا يخرج عن المألوف، وبين علم يرهقه ويعذبه، ولا يبوح به إلا في الجلسات الخاصة، تجنبًا لمعارك وصراعات مع كل الجهات، وأولها مع الشيوخ التقليديين الذين يعطلون عقولهم، ويتبعون من سبقهم دون وعي أو بصيرة، ومن خلال الشيخ حاتم نتعرف على طائفة من هؤلاء الذين لا يخدمون الإسلام بقدر ما يخدمون أنفسهم ويملؤون جيوبهم وأرصدتهم، لقد تحول كثير من شيوخ الفضائيات من دعاة إلى ممثلين، ومن علماء إلى تجار، ومن شيوخ إلى شياطين، وهم يحسبون أنهم محسنون.

وتكشف لنا الرواية أمرًا في غاية الخطورة أن شيوخ الفضائيات، لا يقدمون الإسلام كما أنزل، وإنما يعرضونه حسب أهواء السلطة وتوجيهاتها، فإن خرجوا عن الخط، مُنعوا من الظهور، ولُفِقت لهم التهم، وشُوِهت سمعتهم، وعُدِوا خارجين على الدولة وقوانينها.

حاتم الطائي

“حاتم” هو اسم جاهلي، أبرز من عُرفوا به، حاتم الطائي الشاعر العربي الجاهلي، وهو من قبيلة طيء، وأمه عتبة بنت عفيف بن عمرو بن أخزم، وكانت ذات يسر وسخاء، حجز عليها إخوتها ومنعوها مالها خوفا من التبذير، نشأ ابنها حاتم على غرارها بالجود والكرم. ويعتبر أشهر العرب بالكرم والشهامة، ويعد مضرب المثل في الجود والكرم.

ولد حاتم الطائي في فترة ما قبل الإسلام وكان مسيحيًا وبعد ذلك أدركت بنته سفانة وابنه عدي الإسلام فأسلما، وجاء ذكر حاتم الطائي في عدة أحاديث منها الحسن ومنها الضعيف ومنها الموضوع.

وعن عدي بن حاتم قال قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم إن أبي كان يصل الرحم ويفعل ويفعل فهل له في ذلك يعني: من أجر؟ قال: “إن أباك طلب شيئاً فأصابه”.

ومن المواقف لحاتم الطائي الذي هو أخو عبدالله الثقفي من الرضاعة أن قالت له امرأة من عنزة بن ربيعه: قم افصد لنا هذه الناقة، فقام حاتم ونحر الناقة بدلًا من فصدها، فذهلت المرأة واسمها عالية العنزيه التي تزوجها فيما بعد وأنجبت له شبيب على حد ذكر ابن الأثير، فقال حاتم الأبيات التالية بعد نحره للناقة:

إنّ ابن أسماء لكم ضامن .. حتى يؤدّي آنسٌ ناويه

لا أفصد الناقة في أنفها .. لكنّني أوجرها العاليه

إنّي عن الفصد لفي مفخر .. يكره مني المفصد الآليه



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023