شبكة رصد الإخبارية

عائلة ساويرس.. من الاتهام بالنصب إلى الهجوم على العشوائيات

عائلة ساويرس.. من الاتهام بالنصب إلى الهجوم على العشوائيات
شن المهندس نجيب ساويرس، رجل الأعمال المصري، هجومًا حادًا على سكان العشوائيات في القاهرة، واصفًا إياهم بأنهم "مجموعة من البلطجية وتجار المخدرات ومحترفي السرقات".

شنَّ المهندس نجيب ساويرس، رجل الأعمال المصري، هجومًا حادًا على سكان العشوائيات في القاهرة، واصفًا إياهم بأنهم “مجموعة من البلطجية وتجار المخدرات ومحترفي السرقات”.

وقال “ساويرس”، في مداخلة هاتفية مع برنامج “العاشرة مساء” المذاع على قناة “دريم”، أنه لا يليق بالقاهرة وجود سكان العشوائيات، بجانب العمارات الفارهة، مؤكدًا أن هذه البلد لن تنظف إلا عندما يصدر قانون بإزالة العشوائيات.

وأضاف: “انت مش بتتعامل مع ناس ينفع تاخد وتدي معاها في الكلام، ولازم قانون ينظم الوضع، لا يليق بالقاهرة العاصمة يكون عمارات فارهة في الوش وورا كله زبالة، ولما تقوم حريقة في العشوائيات العربيات مش بتعرف تدخل، الطرق ضيقة والمنظومة دي مش هتنحل إلا بقانون جذري”.

يتقاسم أغلب المصريين 20% من ثرواتهم

يقول محمد عصمت سيف الدولة، السياسي والباحث المتخصص في الشأن القومي والعربي، تعليقًا على وصف رجل الأعمال نجيب ساويرس لسكان العشوائيات، بالبلطجية: إن القصة ليست في ساويرس؛ القصة هي أنه أصبح لدينا اليوم، مصرين.. مصر العشة ومصر القصر كما قال الشاعر أحمد فؤاد نجم.

وأوضح “سيف الدولة” -في تصريح خاص لـ”رصد”- أن مصر القصر هي كبار رجال الأعمال وكبار رجال الدولة وكل المليارديرات والمليونيرات في مصر الذين يستأثرون بثروات البلاد ويسكنون في منتجعات سكنية داخل جدران عازلة ومحمية يطلقون عليها الكومباوند، أما مصر العشة فهي ملايين الفقراء الذي يسكنون في العشوائيات والأحياء الفقيرة.

وأضاف لقد وثق تقرير التنمية البشرية الصادر عام 2007 عن الأمم المتحدة هذه المأساة بالأرقام، أن نحو 150 إلى 160 ألف شخص يملكون 40% من ثروة مصر، وأن 15 مليونا آخرين يملكون 40% أخرى، بينما يتقاسم باقي المصريين 20% فقط من ثروة بلدهم.

وأكد “سيف الدولة” أن هذه هي الحقيقة المرة التي كانت أحد أسباب قيام ثورة يناير، والتي ستكون سببًا في تفجر ثورة جديدة، يخشى كثيرون أن تكون هذه المرة ثورة جياع.

وتابع: من الواضح أن المهندس ساويرس وطبقته، لم تعد تكتفي بالنهب والاستئثار بثروات مصر، ولا بالسيطرة على الحياة السياسية والإعلامية بجانب سيطرتهم على الحياة الاقتصادية، وإنما لم تعد تحتمل أيضًا منظر هؤلاء الفقراء من عوام الناس، فهم يشوهون الصورة الجميلة للحياة والأماكن والشخصيات التي يعيشون فيها، أنهم يشوهون “الفيو” view أمامهم، ولذا قد آن الأوان لنقلهم إلى مناطق أخرى بعيدة عن أماكن وجود وعمل وسكن ملوك مصر وملاكها.

نموذج معادٍ لسكان العشوائيات

وقال الدكتور جمال حشمت، القيادي بجماعة الإخوان المسلمين: إن نجيب ساويرس نموذج معاكس ومعاد لسكان العشوائيات، بل جشعه وأمثاله هو سبب في الكوارث التي يعيشها سكان هذه المناطق.

واضاف حشمت -في تصريح خاص لـ”رصد”- أن ساويرس هو من استعان ببعضهم للهجوم على الثوار وهو من ارتزق من هدم عششهم وبناء أبراجه على النيل واعتقد أن الاقدر على التعامل معه هم سكان العشوائيات؛ فهم ضحاياه وضحايا النظام الانقلابي الذي دعمه ليهملهم ثم ليقتلهم بدماء باردة.

ساويرس طائفي بغيض

ويعلق الناشط الحقوقي هيثم أبوخليل: من الطبيعي أن تصدر مثل هذه التصريحات من شخصية مثل نجيب ساويرس، مؤكدا أن ساويرس شخص طائفي بغيض.

وأضاف أبوخليل في تصريح خاص لـ”رصد”: أنصح ساويرس بدلاً من التنكر من أهله وناسه أن يسهم في تطوير العشوائيات، وأن ينفق المليارات التي نهبها من خيرات مصر عليهم بدلاً من أن ينفقها في عمل إعلانات مدفوعة الأجر في صحف أميركا لدعم السيسي.

العشوائيات تكونت بسبب إهمال الحكومات المتعاقبة

ويقول النائب البرلماني محمد الحسيني: “يا عم نجيب من غير كلام كتير اللي اداك يدينا.. وتحيا مصر وكل أهلها المخلصين وبس.. الحدق يفهم يا عم نجيب”.

وأضاف النائب البرلماني، في تصريح صحفي: إن العشوائيات تكونت بسبب الإهمال الشديد من قبل حكومات متعاقبة لم تراع مطلقا حق فقراء المصريين والبسطاء من الشعب المصري، مشددًا على أن سكان العشوائيات ليسوا “زبالة” بل مواطنين مصريين، مشيرًا إلى أن هناك اهتمامًا بالغًا من الدولة بالارتقاء بمستوى معيشة المواطنين البسطاء وتوفير خدمات لائقة بهم.

تاريخ عائلة ساويرس من النصب على سكان العشوائيات

ولعائلة ساويرس تاريخ طويل مع سكان العشوائيات، فبخلاف أن أبراج ساويرس على النيل تحاصرها مساكن العشوائيات، وأن أحد أهم أهداف ساويرس الرئيسية هي إزالة هذة المساكن، ولكن تطور الأمر إلى نصب عائلة ساويرس على سكان العشوائيات واستيلائهم على حقوقهم.

في عام 2011  تقدم 4 من أهالي حي دار السلام نيابة عن عشرات آخرين ببلاغ إلى النائب العام الأسبق  المستشار عبد المجيد محمود ضد كل من رجل الأعمال سميح ساويرس صاحب شركة “أوراسكوم” وتامر بطرس إداري بالشركة بتهمة النصب والاحتيال من خلال الاستيلاء على أراضي شقق خاصة بهم.

وأكد مقدمو البلاغ -رقم8679 لسنة2011 بلاغات النائب العام- أنه تم هدم منازلهم الكائنة بحي دار السلام مصر القديمة؛ باعتبارها من العشوائيات بعد أن تم وعدهم بمنحهم وحدات سكنية بدلاً منها في مساكن بمدينة 6 أكتوبر.

وقالوا إنهم بالفعل استلموا وحدة سكنية بـ6 أكتوبر إلا أن ساويرس أعلن أن من يرغب بترك الوحدة السكنية المسلمة له مقابل تسليمه وتعويضه بخمسة مزايا، وهي تسليم وحدة سكنية بدل من نظيرتها ومحل تجاري بالفيوم ومبلغ 10 آلاف جنيه وتوفير فرصة عمل ومساحة 70 مترًا.

وأضاف مقدمو البلاغ أنهم وافقوا على ترك وحداتهم السكنية بـ6 أكتوبر المقدرة بـ150 ألف جنيه لكن ساويرس رفض تسليمهم البديل بعد اللجوء للعديد من الحيل، وطالبوا باتخاذ الإجراءات القانونية تجاه هذا الأمر مع الحفاظ على حقوقهم المدنية.

وفي عام 2011 أيضًا تقدمت سيدة من سكان منطقة حكر أبو دومة ببلاغ النائب العام -يحمل رقم 10925 لسنة 2011م- ضد رجل الأعمال نجيب ساويرس بعد أن أجبرت على إخلاء المنزل الذي كانت تقيم فيه وهدمه بالقوة، بحجة المنفعة العامة، وهو ما أدى إلى تشريدها، رغم أنه لم يتم استغلال الأرض حتى الآن وظلت فضاء.

وقالت صباح خليفة إحدى المتضررات في بلاغها الذي تطلب فيه بتحريك دعوى جنائية ضد ساويرس وكل من اللواء سعيد ميخائيل رئيس حي روض الفرج السابق، وعلي القبطي، أمين الحزب الوطني المنحل، إنه تم تشريدها هي وأولادها، بعد إجبارها على إخلاء المنزل، وهدمه بحجة المنفعة العامة.

وأضافت أن قرار نزع الملكية لم يكن للمنفعة العامة، لكن منفعة ساويرس الذي كان يريد مراكز تجارية تضم نوادي القمار مثل نايل سات وكازينو الشجرة، من خلال الاتفاق مع سعيد ميخائيل على إخراج أهالي الحكر من ديارهم وكانت المكافأة تعيينه مستشارًا خاصًا له.

وتابعت: تم عرض مبلغ 15 ألف جنيه مقابل إخلاء المنزل، بالرغم من أن المبلغ الحقيقي لتعويضنا 160 ألف جنيه للحجرة.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023