نشرت صحيفة “ايست أونلاين” الإيطالية تقريرًا تحدثت فيه عن قرار تنظيم القاعدة إنشاء إمارة إسلامية بعد أن كانت في الماضي تعارض مخطط إنشاء خلافة، وذلك تنفيذًا لرغبة بن لادن الذي رفض إقامة الخلافة إلى حين تحرير جميع الأراضي في الشرق الأوسط.
وقالت الصحيفة في التقرير، إن خطة تنظيم القاعدة تضمنت إنشاء أكثر من إمارة، تكون متباعدة عن بعضها البعض ومستقلة، ولكن القرارات تعود إلى المقر المركزي للتنظيم، في باكستان، وجاء هذا القرار عقب تصريح الزعيم أيمن الظواهري الذي بارك فيه إنشاء فرع للتنظيم في الأراضي السورية التي تسيطر على جزء منها جبهة النصرة.
وأشارت الصحيفة، في التقرير الذي نشره موقع “عربي21″، إلى أن موقف تنظيم الدولة لهذا القرار لن يكون بالبساطة التي يبدو عليها، وستهزم القاعدة في حال اعتبر تنظيم الدولة أن ذلك القرار يمثل تهديدا له، خاصة وأن عدد مقاتلي تنظيم الدولة يمثل ضعف عدد مقاتلي القاعدة.
وأضافت الصحيفة أن هذا القرار خلق العديد من الانقسامات في صفوف “التنظيمات الجهادية” الأخرى، إلى جانب ردود الأفعال التي تراوحت بين التأييد والمعارضة، فهناك من عارض إقامة إمارة يرون أنها ستفرض عليهم الابتعاد عن السلطات المحلية وعن المعارضة السورية وعن هدفهم المتمثل في الإطاحة بنظام بشار الأسد.
وفي المقابل تؤيد بعض المجموعات فكرة الإمارة لما فيها من قوانين صارمة قد تدفع التنظيم إلى إلغاء بعض التحالفات التي أثبتت عدم نجاحتها، وتتكون هذه المجموعة أساسا من المقاتلين الجهاديين القدامى الذين وصلوا إلى سوريا مؤخرا من باكستان وأفغانستان، مثل أبو علي القاسمي.
وأشارت الصحيفة إلى أن تنظيم القاعدة تعرض لهزات قوية وأزمات جراء ما لحقه في الماضي وكان من الضروري إعادة ترتيب البيت الداخلي، ويرتبط تنظيم القاعدة كثيرًا بدولة أفغانستان التي يوجد فيها مقره المركزي، وفي هذه الدولة يزعم تنظيم طالبان سيطرته على 34 محافظة من جملة 400، ما يمثل 10 بالمائة من الأراضي الأفغانية، وفي تلك المناطق، قررت طالبان، التي تعتبر من أهم التنظيمات الموالية لتنظيم القاعدة، منذ القدم إنشاء إمارة تكون قوانينها أكثر صرامة من الحكومة.
وذكرت الصحيفة أن الصراع احتدم بين القوات التي يقودها زعيم حركة طالبان، أخطر منصور، والقوات الأفغانية الموالية لتنظيم الدولة بقيادة أبي بكر البغدادي، وقد توجه أخطر منصور برسالة إلى البغدادي طالبه فيها بعدم التدخل في شؤون الحركة.
في الختام، قالت الصحيفة إن قرار إنشاء إمارة سيضع تنظيم القاعدة في سوريا والتنظيمات الموالية له أمام العديد من المواجهات مع أنصار البغدادي.