منذ أحداث الـ3 يوليو 2013 يتعرض معارضو النظام في السجون المصري للعديد من الانتهاكات التي تعرض حياتهم للخطر، بداية من المطاردة والاعتقال التعسفي حتي القتل البطيء داخل المعتقلات وتعرض المعتقلين للإهمال الطبي والحبس في سجون غير آدمية أو التعنت في إدخال الأدوية إلي المرضى.
ولم يردع المرض سلطات الأمن من اعتقال معارضي حكم العسكر، بل جلعوه قيدا وأداة للإمعان في التنكيل بالمعتقلين، فقد وثقت منظمة “هيومان رايتس مونيتور”، مقتل491 شخصا داخل السجون المصرية، منذ يوليو 2013، ويموت اليوم معتقل أخر ليصبح العدد 492 ونستعرض لكم ابرز هذة الحالات.
وفاة بعد الحبس في غرفة الإيراد
أحدث هذه الحالات جاء اليوم حيث توفى المعتقل زغلول الجبالي ٥٩ سنة بسجن الاستقبال بطره والمريض بالقلب والضغط والسكر نتيجة تعنت ادارة السجن بقيادة الظابط سيد سليم رئيس المباحث ومأمور السجن وإصرارهم بوضعه في غرفة الإيراد لمدة ١٥ يوم متصلة في ظروف غير آدمية مما أدي إلي وفاته منذ قليل ..
فريد اسماعيل
الدكتور فريد إسماعيل، البرلماني السابق وعضو المكتب التنفيذي لحزب الحرية والعدالة، كان أحد ضحايا الإهمال، إذ توفي بداخل مستشفى سجن العقرب بمنطقة سجون طره، بسبب سوء الرعاية ومنع الأدوية والأطعمة عنه طوال شهر ونصف الشهر. دخل إسماعيل في غيبوبة كبدية تامة، وأصيب بجلطة في المخ داخل سجن العقرب وسط تعنت من مصلحة سجون طره برفض نقله للعلاج بمستشفى خاص نظرا لسوء حالته
دربالة
غيب الموت، الدكتور عصام دربالة، رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية، في سجن العقرب شديد الحراسة، الذي يشتهر بسوء أوضاع الاحتجاز، وانعدام الرعاية الصحية، ويشهد العديد من وقائع التعذيب للمعتقلين، بحسب تقارير حقوقية.
الموت داخل سجن طرة
كما توفي محمد الغزلاني والذي اعتقل اثناء اقتحام مدينة كرداسة بمحافظة الجيزة، وكان يعاني الغزلاني من العديد من الأمراض التي تحتاج إلي رعاية طبية، حيث كان يعاني من الضغط والسكر والقلب والكبد، فضلا عن إصابته بشلل في الجزء السفلي من جسده أدى إلى جلوسه على كرسي متحرك، وأوصى طبيب السجن بضرورة نقله إلى المستشفى لدقة حالته وضرورة ملاحظته المستمرة، إلا أن إدارة السجون رفضت ذلك ولم تنقله للمستشفى، مما أدى به إلى الدخول في حالة غيبوبة تامة نقل على أثرها إلى مستشفى سجن طره وهناك توفي.
وتوفي المعتقل زكي أبو المجد أحمد، 45 عامًا، داخل مستشفى سجن طره، جنوب القاهرة.
وكان زكي قد أجرى عملية بتر لساقه في مستشفى قصر العيني، منذ أسبوعين، إلا أن السلطات الأمنية أمرت بنقله إلى مستشفى سجن طره، بعد يوم من إجراء العملية الجراحية، رغم تدهور حالته الصحية.
وتوفى الدكتور طارق الغندور، أستاذ الأمراض الجلدية والتناسلية بطب عين شمس، قبل أشهر، إثر إصابته بنزيف حاد بدوالي المرئي، داخل سجن طرة، استمر لـ 6 ساعات حتى تم نقله إلى معهد الكبد في شبين الكوم بالمنوفية.
المنصورة..اعتقال مصاب سرطان ورفض علاجه
وفي المنصورة توفي الدكتور “صفوت خليل” بسجن المنصورة العمومي، وكان يعاني من مرض السرطان ويحتاج للعلاج الكيماوي مع بتر جزء من قدمه قبيل اعتقاله، دون مراعاة لمرضه، ودون تقديم ما يناسب حالته داخل المعتقل
بني سويف
وفي بني سويف توفي المعتقل خالد محمد سعيد، بسبب استمرار منع سلطات سجن بني سويف، جنوبي مصر، الدواء عنه منذ اعتقاله.
وكانت السلطات الأمنية قد اعتقلت سعيد في يناير 2014، أثناء زيارته لابنيه أحمد ومحمد المعتقلين، وتم تحويله إلى محاكمة عسكرية.
وكانت الحالة الصحية لسعيد شهدت تراجعا خطيرا إثر منع الدواء عنه، ومنع تحويله للمستشفى، حيث كان يعاني من تضخم في الكبد والطحال بجانب معاناته من الإصابة بفيروس سي.
المنيا
وفي محافظة المنيا بالصعيد، توفي عبد الوهاب محمد عبد الوهاب 46 عاما فلاح من معارضي حكم العسكر ، وكان محبوسًا احتياطيا داخل سجن المنيا العسكري؛ حيث توفي نتيجة الإهمال الطبي بعد إصابته بغيبوبة بسبب بمرض السكر.
إدانة حقوقية
أدانت منظمات حقوقية ممارسات سلطة نظام السيسي بحق المعتقلين بالسجون، على خلفية حالة وفاة جديدة لمعتقل يدعى ماجد الحنفي (35 عاما)، في مستشفى سجن طره، أمس الأحد، وذلك بعد رفض مصلحة السجون نقله إلى معهد الأورام لعلاجه.
وقال الناشط الحقوقي جورج إسحاق الناشط الحقوقي:”الموت داخل السجن بسبب الإهمال الطبي هو قتل غير مباشر فالمريض له الحق في العلاجه وعدم تنفيذ هذا الحق المسلوب يعد انتقام فالسجن مكان للاحتجاز فقط وليس للتعذيب حتى الموت.
وطالب إسحاق السلطات المصرية بضرورةانهاء مثل هذة الممارسات التي تحول مصر لنموذج لدولة انتهاك حقوق الانسان والمواطنين، فقد إصحبنا مثال لدول القمع والتعذيب وكبت الحريات.